الاستمطار في دولة الإمارات العربية المتحدة
المطر هو مورد مائي وعنصر أساسي في تحقيق الأمن الغذائي واستدامته، ولكن تفتقر بعض الدول والمناطق لهطول الأمطار في بعض الفترات، بمعنى أنها تُعاني من شح في الأمطار، ودولة الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من هذه الدول، إذ أن الطقس والمناخ في الإمارات يُعرف بكونه صحراوي أي يميل إلى الجفاف، لهذا تلجأ الدولة إلى طرقٍ مبتكرة من شأنها أن تعزز هطول الأمطار على أراضيها، وترتكز على ما يُعرف بعملية الاستمطار في الامارات التي تشكل جزءاً من رؤية الابتكار في الإمارات، وهذا ما سنتعرف عليه اليوم في مدونة ماي بيوت، حيث سنقدم لك معلومات عن إستمطار السحب في دولة الإمارات العربية المتحدة وأبرز التفاصيل التي قد ترغب بمعرفتها.
ما هو الاستمطار؟
يُعرف الاستمطار بكونه محاولة إسقاط الأمطار من السحب الموجودة في السماء بشكلٍ صناعي، أي بمعنى أنها تتحكم بكمية أو نوع هطول الأمطار من السحب، بحيث يتم تشتيت بعض المواد في الهواء التي تعمل بدورها كمكثفة للسحب (تشكيل السحب صناعياً)، وبالتالي تُحدث تغييرات معينة في العمليات الميكروفيزيائية لكل سحابة. يهدف الاستمطار إلى تسريع عملية هطول الأمطار من سحب معينة فوق بعض المناطق التي تحتاج إليها، فضلاً عن زيادة منسوب إدرار السحب عن الكمية الطبيعية.
الاستمطار في الامارات
أهداف الاستمطار في الإمارات
تهدف عملية الاستمطار في الامارات إلى تحقيق مجموعة من الأهداف المتكاملة، إليك أبرزها:
- زيادة الحصاد السنوي من مياه الأمطار
- دعم الوضع المائي للإمارت
- تحقيق الاستدامة المائية
- تعزيز المخزون الجوفي في الدولة
- زيادة كميّات ومعدلات الجريان السطحي للأودية
جهود دولة الامارات في الاستمطار
آمن القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” بضرورة تطوير علم الاستمطار في الإمارات ونقله واستغلاله بما فيه منفعة لأرض الدولة وشعبها، وعليه أحدثت تجربة الاستمطار في الامارات نقلة نوعية على مستوى الدولة بفضل الجهود العظيمة التي يتم بذلها والتي تعتمد على استخدام أحدث الاستراتيجيات والتقنيات المبتكرة والإمكانات المتوفرة على مستوى عالمي، وقد أصدر رحمه الله عام 2003 جائزة عالمية للاستمطار تكريماً وتشجيعاً لنخبة من العلماء لإنشاء قاعدة موحدة تشمل كافة وأحدث ما توصل إليه العمل في مجال الاستمطار.
أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات سابقاً “طيب الله ثراه” قراراً بإنشاء المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل عام 2007، والذي يقوم بمجموعة من المهام الرئيسية بما فيها إدارة عمليات الاستمطار في دولة الامارات العربية المتحدة بالاعتماد على شبكة رادارات الطقس فيها.
توالت الجهود المكثفة في مجال استمطار السحب في الامارات، ولعلّ خير ما يمكن ذكره هو برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، وهو مبادرة بحثية عالمية تم إطلاقها من قِبَل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة “حفظه الله ورعاه” في دولة الإمارات العربية المتحدة. يهدف برنامج الإستمطار في الإمارات إلى تعزيز الأمن المائي في المناطق الجافة وشبه الجافة في العالم، إلى جانب التشجيع على تمويل البحوث والشراكات البحثية عالمياً.
طرق استمطار السحب في الامارات
يعتمد استمطار الامارات على تلقيح السحب عبر طائرات خاصة مجهزة بأحدث التقنيات والأجهزة المستخدمة في عملية استمطار السحب في دولة الإمارات العربية المتحدة وأبحاث الغلاف الجوي، ناهيك عن قدرتها الخارقة على تحمل الظروف الجوية السيئة، بحيث تُقلع هذه الطائرات لتصل سحباً معينة، وتقوم بحقن السحب بالشعلات ونشر الرذاذ المكوّن من مواد كيماوية فوق أو أسفل السحب، ومن ثم تتكاثف هي بدورها على شكل قطرات ماء تكبر أكثر وأكثر، وبالتالي لا تقدر السحابة على حملها فتهطل الأمطار على أرض الدولة. يجب التنويه إلى أنه يتم رصد السحب عن طريق الأقمار الصناعية بإشراف خبراء المركز الوطني الذين يوجهون الطائرات إلى السحب المناسبة لتلقيحها ومتابعتها، كما ويجدر بالذكر أن الاستمطار الصناعي في الامارات لا يعتمد على استخدام أية مواد كيماوية ضارة، إذ يتم اللجوء إلى استخدام الأملاح الطبيعية المختلفة، مثل كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم.
تشمل طرق استمطار السحب في الامارات أيضاً المولدات الأرضية الموضوعة في أماكن مرتفعة، والتي بدأ استخدامها في عام 2019، بحيث تساهم في عمليات تلقيح السحب عبر مواد وتقنيات صديقة للبيئة، بحيث يتم تجهيز مولدات تحتوي على 48 شعلة تتضمن مجموعة من الأملاح الطبيعية، ويتم التحكم بها عن بعد عبر غرفة العمليات في المركز الوطني للأرصاد.
من الجدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي من أوائل الدول في منطقة الخليج العربي التي لجأت إلى استخدام تقنية تلقيح السحب، وهو إنجاز كبير سطّر نجاحاً عظيماً، ولا زالت الدولة حتى هذه اللحظة تحقق تقدماً واضحاً في مجال الاستمطار الصناعي في الامارات من خلال دعم البحوث العلمية وجميع القائمين والخبراء العاملين في هذا المجال، حتى أنها أصحبت الآن وجهة معتمدة ومركزاً عالمياً لكافة بحوث الاستمطار في الإمارات وتعديل الطقس، وهذا ما تثبته بحوث الاستمطار الصناعي في الامارات 2021 حالياً.
ما هي المناطق الاكثر مناسبة للاستمطار في الامارات ولماذا؟
تتركز معظم عمليات استمطار الامارات في المناطق الجبلية والشرقية بسبب تكرار تكوّن السحب الركامية على طول السلاسل الجبلية، وهو الحال ذاته لدى المولدات الأرضية التي يتم وضعها على قمم الجبال، نظراً لكون القمم موقعاً رئيسياً لالتقاء التيارات الهوائية المتجهة من الشرق والغرب.
هل تعلم؟
- عملية الاستمطار لا تولّد أمطاراً، بل تعمل على زيادة كمية ونوعية الأمطار في السحب!
- بدأت عمليات استمطار الامارات عام 1990!
- تضم دولة الإمارات العربية المتحدة 6 طائرات متخصصة لتنفيذ عمليات الاستمطار في الامارات!
- لم تتجاوز نسبة هطول الأمطار السنوية في الدولة 100 ملم خلال الأعوام الثلاثة السابقة!
- تحتضن الإمارات أكثر من 60 محطة مترابطة للرصد الجوي!
- بلغ عدد البحوث الأولية التي تلقاها برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار 370 بحثاً شارك في إعدادها 1480 باحثاً، وذلك خلال الدورات الثلاث السابقة!
بهذا نكون قد قدمنا لك في مدونة ماي بيوت بحث عن الاستمطار في الامارات ذاكرين بعض التفاصيل المهمة. ننصحك بإلقاء نظرة على الأحوال الجوية في الإمارات. نأمل أن نكون قد وفرنا عليك عناء البحث، وفي حال كان لديك أي استفسار، اترك لنا تعليقاً في حيز التعليقات أسفل الصفحة. كما لا تنسَ متابعة مجموعة ماي بيوت الرسمية على موقع فيسبوك.