يوم زايد للعمل الإنساني
عُرف عن مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أنه عنوان ورمز للعمل الإنساني، إذ عمل على ترسيخ القيم النبيلة، مثل البذل والعطاء والإيثار، كما ساهم في جعل بلده مظلة يحتمي في ظلها كل من اختبرته الحياة بالأزمات، وتخليداً لمواقفه الثابتة، أقرت حكومة الإمارات الاحتفال في التاسع عشر من رمضان من كل عام الذي يوافق ذكرى رحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بيوم زايد للعمل الإنساني تحت شعار “حب ووفاء لزايد العطاء”. نسلط الضوء في هذا المقال لمحة عن يوم زايد للعمل الإنساني وأبرز المشاريع الإنسانية التي ترعاها الإمارات بالتزامن مع هذا اليوم.
يوم زايد للعمل الإنساني… مناسبة تختزل مسيرة عطاء زايد الخير
تتعدد إنجازات الشيخ زايد في مختلف المجالات، بدءاً من الثورة العمرانية إلى وضع ركائز تطور التعليم في الإمارات، وصولاً إلى تقوية العلاقات الخارجية مع دول الإقليم والعالم، فضلاً عن مساهمته في تأسيس مجلس التعاون الخليجي، وغيرها من الإنجازات في مجالات الاقتصاد والصحة والزراعة، كما تخللها مساهمة فعالة في التخفيف من معاناة شعوب العالم، وذلك عبر إطلاق العديد من المبادرات التي أضحت اليوم صروحاً للعمل الإنساني، لذا فإن يوم زايد للعمل الإنساني يعد مناسبة للاحتفال بإنجازات الأب المؤسس الكبرى.
مؤسسات خيرية تأسست في زمن زايد العطاء
تأسست في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد عدة مؤسسات خيرية لا زالت تمارس أنشطتها في شتى أصقاع العالم حتى يومنا هذا، ومن أبرز هذه المؤسسات ما يلي:
هيئة الهلال الأحمر
تأسست هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عام 1983، وتختزل رؤيتها في تحقيق مجموعة من الأهداف الإنسانية التي تتمثل أبرزها في تعزيز العمل الإنساني على الصعيدين المحلي والعالمي، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية المختلفة للفئات الضعيفة والمحتاجة وضحايا الحوادث والكوارث، فضلاً عن تقديم الإغاثة والإسعافات الأولية وحماية المدنيين وإيواء المشردين ومن تقطعت بهم السبل أثناء الحروب والصراعات.
مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية
رأت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية النور عام 1992، وتتمثل أهدافها الرئيسية في المساهمة في إنشاء ودعم المستشفيات والمستوصفات ودور التأهيل الصحي وجمعيات الإسعاف الوطني، إلى جانب دور رعاية الأيتام ورعاية الأطفال ومراكز المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، عدا عن إغاثة المناطق المنكوبة بسبب الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والعواصف.
أهداف ومبادرات يوم زايد للعمل الإنساني
يعد يوم زايد للعمل الإنساني حدثاً مهماً تطلق الإمارات فيه العديد من المبادرات والأعمال الخيرية، داخل البلاد وخارجها، ومن أبرزها حملات توزيع وجبات الإفطار على الصائمين التي تشترك فيها العديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية مثل الجمعيات الخيرية في الإمارات، والتي تعمل على إرسال المساعدات الخارجية للجهات المحتاجة وتحديداً في المناطق الأشد فقراً مثل الدول الإفريقية، إلى جانب الدول التي تشهد صراعات وحروب أهلية. من أوجه ذلك، دعم الأسر المتعفّفة وذوي الدخل المحدود وأسر الأيتام وتوفير احتياجاتهم خلال شهر رمضان المبارك، إلى جانب دعم الغارمين وسداد الإيجارات المتأخرة والتخفيف عن المتعثرين مادياً ودعم طلاب العلم وسداد المصروفات الدراسية للطلبة غير المقتدرين، فضلاً عن دعم أصحاب الهمم والحالات العلاجية وغيرها من المشاريع والمبادرات الأخرى.
على صعيد آخر، يهدف يوم زايد إلى ترسيخ العمل الإنساني في الإمارات كأسلوب حياة وسلوك حضاري تتناقله الأجيال، وتجسيد تلاحم المجتمع الإماراتي حول القيادة الرشيدة لإحياء ذكرى مؤسس الإمارات، رحمه الله، كما يمثل تعبيراً عن مشاعر الوفاء لمسيرته الاستثنائية في العطاء، وغرس حب الوطن في نفوس الجميع، علاوة على ذلك، يساهم الحدث في التأكيد على نهج الإمارات في التعامل مع دول العالم والدعوة إلى الحق والعدل للمضطهدين وبناء جسور المحبة والتعاون والتلاقي بين شعوب العالم المختلفة، بالإضافة إلى الحث على البذل والعطاء ولعب دور مهم وإيجابي في تطوير المجتمعات وتنميتها
استمرت سياسة الأعمال الإنسانية وتطويرها ما بعد رحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ما يشير إلى أن العمل الإنساني بات ركناً أساسياً ومنهاج حياة لأبناء زايد، ومن أبرز الأمثلة على ذلك، مبادرة “محمد بن زايد للماء” التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، لمواجهة ندرة المياه في العالم، إلى جانب حملة “وقف الأم” التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي “رعاه الله”، وذلك بهدف تكريم الأمهات عبر إنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم إماراتي لدعم تعليم ملايين الأفراد حول العالم، وعشرات الأمثلة الأخرى يُمكن سردها في إطار جهود أبناء زايد حفظهم الله.
تجدر الإشارة إلى أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات في يوم زايد للعمل الإنساني لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، أي أنّ البقعة الجغرافية والعرق واللون والطائفة والديانة لا تؤثر على العمل الإنساني الذي تقدمه الإمارات، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في تلبية احتياجات الشعوب والحد من الفقر والجوع، وبناء مشاريع تنموية تسهم في دفع عجلة الاقتصاد في الدول الفقيرة.
أقوال الشيخ زايد في الخير والعطاء
تكثر أقوال الشيخ زايد التي يراها المؤرخون فلسفة حياتية تنير عتمة الطرقات في شتى المجالات، ومن بينها أقواله في الخير والعطاء والتي يتمثل أبرزها فيما يلي:
- لقد علمتنا الصحراء أن نصبر طويلاً حتى ينبت الخير، وعلينا أن نصبر ونواصل مسيرة البناء حتى نحقق الخير لوطننا
- إن التعاون بين البشر يؤدي إلى التراحم الذي حث عليه الله سبحانه تعالى، فالإنسان يجب أن يكون رحيماً على أخيه الإنسان وعلى الحيوان والنبات والشجر والحجر
- الغني يجب أن يساعد الفقير، والله تعالى منحنا ثروة لتطوير بلادنا، وفي الوقت نفسه للمساهمة في تطوير الدول الأخرى
موعد يوم زايد للعمل الإنساني 2024
تحتفي الإمارات بيوم زايد للعمل الإنساني هذا العام يوم الجمعة، الموافق 29 مارس 2024، والذي يصادف التاسع عشر من شهر رمضان.
يشكل احتفال الإمارات في يوم زايد للعمل الإنساني احتفاءً بإرث إنساني متأصل في هذه المنطقة، ونابع من القيم الاجتماعية والأخوة الإنسانية التي نشأ عليها شعبها، ولا تقتصر جهود الإمارات على هذا الحد، حيث قامت بتدشين مبادرة زايد العطاء للعمل الإنساني بهدف إطلاق برامج تنموية تكاملية اجتماعية وتطوعية مستدامة في المجالات الصحية والبيئية والتعليمية والثقافية. يمكنك الاطلاع عند تصفح مدونة ماي بيوت على مجموعة من المقالات التي تتناول مواضيع متنوعة مثل مهرجان الشيخ زايد التراثي في أبوظبي.
نأمل أن نكون قد خففنا عناء البحث عنك، وفي حال كان لديك أي استفسار، فيمكنك تركه في خانة التعليقات أسفل الصفحة وسنكون سعداء بالرد عليك، ولا تنسَ أيضاً الاشتراك في نشرة ماي بيوت الأسبوعية ليصلك كل ما هو جديد.