مهمة الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة
تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى ترسيخ مكانتها محلياً وعالمياً في مجال البحث العلمي والتطوير والإبداع، إذ يظهر ذلك جلياً في رؤيتها التي تهدف لإبراز الدولة كقوى تنافسية من حيث الاقتصاد والأبحاث والتنمية المستدامة التي ترتكز على جهود وكفاءات إماراتية، الأمر الذي ساهم في إنشاء العديد من المؤسسات والهيئات، وإطلاق المشاريع والمبادرات، مثل مركز محمد بن راشد للفضاء الذي يعتبر نقلة نوعية في الإمارات، حيث ساهم بشكل أساسي في جعلها أول دولة عربية تصل إلى المريخ! إذ قامت هذه المؤسسة بتطوير مشروع رحلة مسبار الأمل الهادف إلى استكشاف كوكب المريخ من قبل علماء الإمارات، واستكمالاً لهذه الجهود العظيمة، أعلنت الحكومة مؤخراً عن خوضها لرحلة جديدة لاستكشاف كوكب الزهرة، بالإضافة إلى سبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية، لذا خصصنا هذا المقال لنتعرف على مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة وأبرز أهدافها.
لمحة عن مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة
يعد هذا المشروع الضخم جزء من سلسلة مشاريع الخمسين في الإمارات التي ترمي إلى تحقيق العديد من الإنجازات في شتى المجالات لتجعل من الدولة مثالاً يُحتذى به في التطور والتقدم، ويتضمن المشروع صنع مركبة فضائية إماراتية وتطويرها على مدار 7 سنوات، ثم الانطلاق في رحلة استكشافية لمسافة 3.6 مليار كيلومتر، لتكون بذلك رابع دولة عالمياً تصل إلى كوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.
يبعد أقرب الكويكبات السبعة عن الأرض نحو 560 مليون كيلومتر، ومن المقرر أن يكون موعد مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة في بداية عام 2028، أي بعد الانتهاء من تطوير المركبة، ومن المتوقع أن تنتهي المهمة في عام 2033، يجدر بالإشارة أيضاً بأن لم يتم تحديد تكاليف مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة بعد، وهي ستعتمد على عدة عوامل مختلفة، أما بالنسبة لطريقة وشروط التسجيل في مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة، فسيتم تحديدها بالاعتماد على مجموعة من المعايير والمواصفات التي سيتم الإعلان عنها في المستقبل القريب.
أهداف مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة
تعتبر مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة سادس المشاريع الفضائية الرئيسية التي تُشرف عليها وكالة الإمارات للفضاء بجانب مشروع مسبار الأمل لاستكشاف كوكب المريخ، والقمر الصناعي مزن سات وغيرها، فهي تحرص على دعم البحوث والمشاريع الهادفة إلى تحقيق الإنجازات الإماراتية في مجال الفضاء، كما تشمل مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة مجموعة من الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، وفيما يلي نذكر أبرزها:
تحقيق إنجازات بحثية وعلمية
يمثل استكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات السبعة الهدف الرئيسي من هذه المهمة، وتكمن أهمية استكشاف كوكب الزهرة في وجود تشابهات بينه وبين الأرض، حيث يُعرف الكوكب باسم توأم الأرض، مما سيمكن العلماء من تكوين فكرة واضحة لكيفية تطور الكواكب والظروف المهيأة للحياة عليها، كما تساعد دراسة الزهرة العلماء على فهم مناخ الأرض وتحولاته المتوقعة بالاعتماد على كوكب الزهرة كمرجع لهم، ناهيك عن أهمية استكشاف حزام الكويكبات الذي يعتبر مدار أو شريط سماوي يقع بين كوكبي المريخ والمشتري، ومن المقرر أن تهبط المركبة الفضائية الإماراتية على واحدٍ من الكويكبات التي لم تتمكن أي مهمة فضائية من وصوله سابقاً.
إبراز دور الإمارات في مجال الفضاء
تعزز مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة من أهمية الدولة إقليمياً وعالمياً في نطاق البحث العلمي والفضاء والفلك، وذلك من خلال تمكين قدرات الشباب الإماراتي والكوادر والمؤسسات المعنية، مثل برنامج الإمارات لرواد الفضاء، ويشمل ذلك تطوير تقنيات متقدمة وابتكارات تكنولوجية عديدة، بالإضافة إلى جمع المعلومات والبيانات غير المسبوقة التي تساهم في تكوين فهم أعمق عن الكون وكواكب المجموعة الشمسية، كما وستنضم الإمارات من خلال هذه المهمة العظيمة إلى الوكالات العالمية الكبرى، بما فيها الوكالة الفضائية الأمريكية ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية.
التعاون مع المراكز البحثية المحلية والدولية
كما ذكرنا فيما سبق، تستند مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة إلى قيادات وكوادر إماراتية تؤهلها العديد من الخبرات العلمية والعملية على مدار عدة سنوات، إلى جانب ذلك، ستتعاون الدولة مع أبرز الجامعات والمؤسسات البحثية والعلمية في مجال الفضاء بهدف الاستفادة من خبراتهم في هذا المشروع الطموح عن طريق الدراسات البحثية، بالإضافة إلى إجراء الاختبارات اللازمة لضمان نجاح المهمة في مراحلها المختلفة. تشمل قائمة المؤسسات المشاركة ما يلي على سبيل الذكر لا الحصر:
- جامعة الإمارات
- جامعة خليفة
- مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة ولاية كولورادو الأمريكية
مواصفات المركبة الفضائية
تشتمل شروط مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة على تصميم مركبة فضائية إماراتية، وتطويرها لتواكب طبيعة الرحلة والظروف المحيطة أثناء عبورها لحزام الكويكبات وهبوطها على أي من الكواكب، حيث يبعد الزهرة نحو 108 ملايين كيلومتر، ويعد أقرب الكواكب إلى الشمس بعد عطارد، ولهذا السبب، هناك مجموعة من العوامل التي ستعتمد عليها الدولة في تصميم المركبة، ونذكر منها ما يلي:
التصميم الخارجي للمركبة
نظراً لقرب كوكب الزهرة من الشمس، سيتم تغليف المركبة الفضائية بمواد عزل حراري لحمايتها من أشعة الشمس ودرجات الحرارة العالية التي ستتعرض لها أثناء مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة بشكل مباشر.
أنظمة الملاحة
سيتم تركيب أنظمة ملاحة وتوجيه خاصة، بالإضافة إلى أنظمة تحكم فريدة، بهدف حماية المركبة أثناء عبورها من الأجرام السماوية عند توجهها نحو حزام الكويكبات الذي يتكون من أجسام فلكية من الأحجار والمعادن.
التقنيات المستخدمة
من المقرر أن يتم تجهيز المركبة بأجهزة وتقنيات حديثة تعمل على التقاط صور وجمع معلومات دقيقة عن حزام الكويكبات، كما سيتم تطوير تقنيات خاصة تهدف إلى استهلاك كميات قليلة من الطاقة الشمسية، لضمان استمرار عملها عند ابتعادها عن الشمس بمسافة تصل إلى 440 مليون كيلومتر.
أسئلة شائعة
ما هي أهمية مشروع مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة وحزام الكويكبات؟
يساهم هذا المشروع في ترسيخ مكانة الإمارات في مجال الدراسات الفضائية والفلكية على مستوى العالم، إذ يتضمن تحقيق العديد من الإنجازات العلمية والتكنولوجية التي تشمل جمع بيانات وصور غير مسبوقة عن كوكب الزهرة وحزام الكويكبات.
ما هي أبرز إنجازات الإمارات في مجال الفضاء؟
تجسدت جهود الإمارات الاستثنائية في مجال البحث العلمي لعلوم الفضاء والفلك من خلال العديد من الإنجازات التاريخية، ومنها مسبار الأمل الإماراتي لاستكشاف المريخ، ومشروع مستكشف راشد الذي يعد الأول من نوعه عربياً لاستكشاف القمر، بالإضافة إلى القمر الصناعي خليفة سات.
ما هي وكالة الإمارات للفضاء؟
وكالة الإمارات للفضاء هي هيئة اتحادية عامة نشأت في عام 2014 بهدف تنظيم وتطوير القطاع الفضائي في دولة الإمارات وتنمية الكوادر البشرية والمؤسسات في هذا المجال، بالإضافة إلى إبراز دور الإمارات في مجال البحث العلمي ودراسة الفضاء على المستوى العالمي والإقليمي.
بهذا نختتم مقالنا عن مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة وحزام الكويكبات وأبرز جوانبها، آملين أن نكون قد زودناك بأهم المعلومات المتعلقة بها، كما ننصحك بالتعرف على السيرة الذاتية عن أول رائد فضاء إماراتي هزاع المنصوري التي تشمل أهم إنجازاته وخبراته كأول رائد فضاء عربي يصعد على محطة الفضاء الدولية.
ندعوك لاستكشاف قمر ظبي سات الاصطناعي الذي يعد من أحدث الإنجازات الإماراتية في هذا المجال، وللاطلاع على المزيد من المواضيع المنوّعة الأخرى، تابع مدونة ماي بيوت العقارية الأولى باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يسعدنا تواصلك معنا في حال راودتك أي أسئلة أو استفسارات من خلال حيز التعليقات أسفل الصفحة.