مستكشف “راشد” … مهمة دولة الإمارات لاستكشاف القمر
تُعرف دولة الإمارات العربية المتحدة بسقف طموحاتها الذي يصل إلى الفضاء وأبعد، ولمواصلة المسيرة الاستراتيجية لنهج الدولة التي تحرص دائماً على تكثيف الجهود والمساعي لاستكشاف الفضاء الخارجي، وتعزيزاً لمكانتها العلمية في مجال العلوم والفضاء، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، مشروع تتفرد به الإمارات كونها أول دولة عربية والرابعة عالمياً في إطلاق مشروع مستكشف القمر تحت مسمى “راشد”، في سابقة تعزّز الجهود البنّاءة لمشاريع الدولة التي تُعنى بالارتقاء في الإنجازات الفضائية لدولة الإمارات وتمكينها لتطوير المهام والمشاريع الفضائية بعقول وسواعد شباب الإمارات.
نبذة عن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر 2024
أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “رعاه الله” قراراً بتسمية المستكشف باسم “راشد”، وذلك تيمّناً بجهود باني نهضة إمارة دبي المغفور له بإذن الله سموّ الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الحاكم السابق لإمارة دبي.
يُذكر بأن المستكشف راشد سيجوب كافة أرجاء سطح القمر متنقلاً بين مواقع جديدة لم تُدرس من قبل، وأثناء ذلك سيلتقط عدداً من الصور والبيانات المفيدة بواسطة أجهزة وتقنيات تُستخدم للمرة الأولى، ومن ثم يرسلها إلى محطة التحكم داخل مركز محمد بن راشد للفضاء على الأرض، وهذا بغية تحديد مدى فاعلية عمل هذه الأجهزة على الأسطح القاسية، للحصول على دراسة أولية قبل الانطلاق في تحقيق استراتيجية مشروع المريخ 2117.
بدأ العمل الفعلي مع فريق يضم نخبة من المهندسين والباحثين من الكوادر الإماراتية في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث يتوقع الخبراء الانتهاء من التصميم الهندسي للمستكشف في عام 2021، بينما سينتهي النموذج الهندسي للمستكشف بحلول عام 2022، وفيما يتعلق بالتجارب والاختبارات الأولية فستتم عام 2023، وأما موعد إطلاق مستكشف القمر “راشد” فسيكون في عام 2024.
المواصفات التقنية التي يتميز بها مستكشف القمر
يتميز المستكشف الإماراتي للقمر “راشد” بالعديد من التقنيات ذات الجودة والكفاءة العالية، التي يرتكز عملها بشكل أساسي على تحليل البيانات والنتائج دون الحاجة إلى إرسالها إلى الأرض، كما كان الحال في المهمات السابقة. فيما يلي سنعرض لكم قائمة توضح المواصفات التقنية للمستكشف القمري، وهي:
- كاميرات ثلاثية الأبعاد
- كاميرات أساسية
- أنظمة تعليق
- أنظمة استشعار واتصال متطورة وفعالة
- هيكل خارجي صلب
- ألواح شمسية لتزويد المستكشف راشد بالطاقة
- 4 كاميرات ترصد الحركة عامودياً وأفقياً
- كاميرات المجهر لرصد أدق التفاصيل
- كاميرات التصوير الحراري
بالإضافة إلى ما ذكر، سيتم تزويد المستكشف بأجهزة استشعار وأنظمة مصنعة وفق أعلى مستويات الدقة لتحليل خصائص التربة والغبار على سطح القمر، ولا سيما الحركات الإشعاعية والكهربائية، هذا إلى جانب دراسة تحليلية لطبيعة الصخور. يذكر أن الأجهزة العلمية والتقنية المزودة بالمستكشف ستدرس ظواهر جديدة لأول مرة، ومن بينها الأسباب التي تؤدي إلى التصاق الغبار على بدلات رواد الفضاء، ورصد درجات الحرارة على مختلف أنواع التربة ومقارنة النتائج لاحقاً.
الأهداف العلمية والتقنية للمشروع
انطلاقاً من الجهود البنّاءة التي يبذلها صاحب سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “رعاه الله”، للارتقاء والتطور المستمر في مجال البيئة العلمية والتقنية والبحثية في شتى أرجاء دولة الإمارات العربية المتحدة، سيتم تنفيذ والإشراف على مشروع القمر في دبي “راشد” بنسبة 100% على يد مهندسين إماراتيين، وذلك للوصول إلى مجموعة من الأهداف التي ستساعد وبشكل أساسي على تحقيق رؤية سموّه التي تقوم على بناء مستوطنة بشرية على كوكب المريخ بحلول عام 2117، ومن هذه الأهداف العلمية والتقنية ما يلي:
- تطوير تقنيات الروبوتات الخاصة بأنظمة مركبات الاستكشاف
- دراسة مواقع سيتم اكتشافها للمرة الأولى على سطح القمر
- إجراء دراسات وتحليل لنوعية الغبار الموجود على سطح القمر
- إجراء اختبارات لدراسة التربة القمرية
- دراسة الخصائص الحرارية للهياكل السطحية
- معرفة خصائص الغلاف الكهروضوئي القمري
- قياس حجم البلازما والإلكترونيات الضوئية وجزيئات الغبار الموجودة في الجزء المضيء لسطح القمر
التحديات التي ستواجه مستكشف القمر “راشد”
يتوقع الخبراء أن يواجه مستكشف القمر الإماراتي “راشد” مجموعة من التحديات والمخاطر الناتجة عن بيئة سطح القمر القاسية التي تعتبر أشد صعوبةً من بيئة المريخ، وذلك نسبةً لدرجات الحرارة التي تصل إلى 173 درجة مئوية تحت الصفر، ونظراً لما تم رصده في العمليات السابقة للقمر، فإن نسبة نجاح المشروع تصل إلى 45% فقط، وهنا يأتي دور مركز محمد بن راشد للفضاء في العمل على تخطّي هذه العقبات وإتمام العملية بنجاح، وعلى رأسها صعوبة الهبوط على سطح القمر، ولا سيما التحديات التقنية التي من المحتمل مواجهتها.
على صعيدٍ آخر، أكّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “رعاه الله” على جاهزية المستكشف والتطورات والتقنيات المضافة إليه، فضلاً عن خبرات المهندسين الإماراتيين الذين سيقدمون كل ما بوسعهم للحيلولة دون وقوع أي حوادث.
وأفاد الخبراء أن المستكشف سيقدم أجوبة للأسئلة العلمية المتعلقة بكل ما يخص القمر، التي لم تستطع أي من المهام السابقة الإجابة عنها، وبهذا سيتمكن مركز الفضاء من الوصول إلى دراسات دقيقة وشاملة عن سطح القمر، وذلك من خلال تعزيز وتطوير التقنيات العلمية التي تعمل بشكل أساسي على إنجاح هذه المهمة.
موعد انطلاق مشروع قمر دبي المستكشف “راشد”
أما عن موعد إطلاق مشروع قمر دبي “المستكشف راشد” الذي يحمله صاروخ (سبيس إكس فالكون 9) فهو يوم الأحد الموافق 11 ديسمبر 2022 في تمام الساعة 11:38 صباحاً بتوقيت دولة الإمارات، والذي تابعه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مركز محمد بن راشد للفضاء في منطقة الخوانيج بدبي، وبمجرد إطلاق المشروع على متن الصاروخ، سيستغرق وصول المستكشف راشد إلى القمر نحو 3 أشهر، في مهمة تستغرق يوماً قمرياً واحداً؛ أي ما يعادل 14 يوماً أرضياً قابلة للتمديد. فيما ستتولى شركة الإطلاق الفضائي التجاري اليابانية (آي سبيس) من خلال مركبة الهبوط الفضائية (هاكوتو – آر) تقديم جميع خدمات توصيل المستكشف والمعدات الخاصة بالمشروع، إضافةً إلى توفير الاتصالات السلكية والطاقة خلال مرحلة الاقتراب من القمر والاتصالات اللاسلكية بعد الهبوط.
نختتم مقالنا هذا الذي خصصنا الحديث فيه عن تفاصيل مشروع مستكشف القمر “راشد” وأبرز المعلومات المتعلقة به. لمزيد من المواضيع؛ تابع ماي بيوت المدونة العقارية والاجتماعية الأولى باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يمكنك الاطلاع على أبرز إنجازات الإمارات في مجال الفضاء، إلى جانب مركز محمد بن راشد للفضاء، وإلقاء نظرة على أهم إنجازات وكالة الإمارات للفضاء، وغيرها من المواضيع. أما في حال كان لديك أي استفسار، فيمكنك تركه في خانة التعليقات أسفل الصفحة وسنكون سعداء بالرد عليك.