الفرق بين المنهج الأمريكي والبريطاني
يلعب التعليم دورًا محوريًا في تنشئة الإنسان، ففيه يتحرّر من ظلمة الجهل، ويتعرّف على ما في طيّات الكتب من معارف وعلوم ثمينة، ابتداءً من أساسيات اللغة، مرورًا بالعلوم الطبيعية، وصولًا إلى الدراسات الاجتماعية وغيرها الكثير، وبهذا يتمكّن من تحديد اهتماماته وتطويرها مستقبلًا. في ظلّ ما سبق، تولي الدول عنايةً كبيرةً بإدارة التعليم وتصميم المناهج، بحيث تواكب آخر ما وصلت إليه البشرية من معرفةٍ، ويتم طرحها بأساليب سلسة مناسبة للطلّاب، مع مراعاة الفروق الفردية بين كلٍ منهم وحاجتهم إلى طرق مختلفة لاستيعاب المعلومات. في هذا المقال، نتحدث عن الفرق بين المنهج الأمريكي والبريطاني بالتفصيل.
نبذة عن المنهج الأمريكي
قد يقع أولياء الأمور في حيرة من أمرهم قُبيل تسجيل أبنائهم في المدارس، لعدم إلمامهم بأوجه الفرق بين المنهج الأمريكي والبريطاني، ونحدثك في هذا الجزء عن المنهج الأمريكي وأبرز سماته. تبدأ الدراسة في المنهج الأمريكي من مرحلة الروضة أو ما تعرف باسم kindergarten، ويتم استقبال الأطفال بعمر 5 سنوات وتستمر الدراسة حتى الصف الثاني عشر، ويشمل المنهج الأمريكي مرحلة غير إلزامية ؛ هي مرحلة ما قبل الروضة أو pre-kindergarten، حيث توفر برنامجًا تعليميًا يهيئ الطفل للمدرسة، ويتم استقبال الأطفال ممن تنطبق عليهم شروط معينة من عمر 3 إلى 4 سنوات.
علاوةً على ما سبق، يلائم المنهج الأمريكي الطالب صاحب الأداء المنتظم الذى يُفضل تحصيل المعلومة من خلال الأنشطة وليس الحفظ وحده، ولعلّ مما يؤخذ عليه عدم التعمق في المعلومات والمعرفة النظرية مع تطلّب الدراسة مجهودًا ومثابرةً كبيرين، أما بالنسبة للعلامات، فيمثل المجموع التراكمي لعلامات الطالب من الصف الأول حتى العاشر 40% من مجموعه النهائي، في حين يحصّل نسبة 60% المتبقية من خلال امتحان السات – Self Assessment Test، كذلك يمكن إعادة الامتحان حتى ست مرات لغايات رفع العلامات، وسنتحدث عن تفاصيل أكثر لاحقًا.
السهولة
عند المقارنة بين المنهج الامريكي والبريطاني، يعتقد البعض – مخطئين – أن المنهج الأمريكي سهل للغاية، إذ يحكم الأفراد عليه بهذه الطريقة لارتفاع علامات الطلاب، ويعود هذا السبب إلى التنافس العالي بين مطوري المناهج الأمريكية الحريصين كل الحرص على تصميم مناهج ذات جودة عالية، تؤهل الطالب “المجتهد” للحصول على تلك العلامات.
في ضوء ما ذُكر، يتسم هذا المنهج بالمرونة فى طرح الموضوعات، والتنوع الثقافي، وتشجيع الابتكار والإبداع لدى الطلاب، كذلك يقدم المنهج الأمريكي مقررات متطورة في العلوم والبحث العلمي، تنمي الشخصية وتدعم الثقة بالنفس على نحوٍ لا يفرض ضغوطًا نفسيةً على الطالب.
نضيف أنه لا يوجد منهاج وطني موحد يطبق في جميع مدارس الولايات المتحدة الأمريكية، فلكل ولاية منهاج مختلف ولكن تقوم وزارة التربية والتعليم في أمريكا بوضع معايير وطنية شاملة للمناهج، وتحديد معايير للامتحانات وطرق التقييم المختلفة للمدارس ما يجعلها تركز على نفس النقاط وتتبع نفس السياسات لتنمية مهارات النفس، ولكن بكتب ومواضيع مختلفة.
امتحانات المنهاج الأمريكي التي تؤهل الطالب للدخول إلى الجامعة
يتساءل كثيرون ما هو الفرق بين المنهج الأمريكي والبريطاني من حيث الامتحانات، فمع تنوع المناهج يضم المنهاج الأمريكي أكثر من امتحان يؤهل الطالب إلى الدخول للجامعة، إلا أن معظم المدارس الأمريكية في أبوظبي والإمارات الأخرى تعتمد امتحان السات، المصمم خصيصًا لتقييم قدرات الطالب في الكتابة والقراءة في اللغة الإنجليزية وقدراته في الرياضيات لقياس جاهزيته لدخول الجامعة.
وجب التنويه إلى أن امتحانات السات تعقد ضمن مواعيد دولية محددة، ويتسنى لطلاب المنهج الامريكي في الإمارات الاختيار من بين قائمة المراكز المعتمدة لاختبار السات. في حال عدم رغبة الطالب باستكمال الدراسة في جامعات الإمارات، فمن المهم معرفة أن معظم الجامعات في الدول العربية ووزارات التعليم لا تعترف بامتحان السات SAT كوسيلة لقبول الطالب في المرحلة الجامعية، وعليه تشترط امتحانات إضافية في مواد أخرى غير اللغة الإنجليزية والرياضيات، ومن أشهر تلك الامتحانات امتحان الإيه بي AP “Advanced placement tests” حيث يتم تقييم الطالب بمستويات مختلفة.
تعد الاختبارات من أبرز أوجه الفرق بين المنهج الأمريكي والبريطاني، وكما ذكرنا آنفًا، تتوفر العديد من المناهج الأمريكية التي تعتمد كتبًا مختلفة في التدريس، إلا أنها مجبرة على الخضوع لمعايير التدريس التي تفرضها وزارة التربية والتعليم في أمريكا، ما يضمن حصول كافة الطلاب على نفس جودة التعليم. تتوفر عدة اختبارات تتبع المنهاج الأمريكي والتي يخضع لها الطالب ليتسنى له الالتحاق في الجامعة، وإليكم أشهرها:
امتحان السات | SAT
- امتحان مشترك يقدم في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية الأمريكية ويؤهل الطالب لدخول الجامعة ومؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة الأمريكية
- يختبر الطلاب في مادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات
- غير معترف به في أغلب الدول العربية، أي لا تعتبره تلك الدول مؤهلًا معادلًا لشهادة الثانوية العامة أو التخرج من المدرسة، وعليه لا تُقبل هذه الشهادة متفردة
- في حال رغبة الطالب في الالتحاق بجامعة في دولة عربية يتعين عليه الخضوع لامتحان مكافئ يختبر مهاراته في 5 مواد أخرى غير اللغة الإنجليزية والرياضيات
- يشمل الامتحان المعترف به في الوطن العربي SAT Subject Test أو ما يعرف باسم سات 2 ويعتبر تكميليًا لشهادة السات لتصبح كلتا الشهادتين شهادة تؤهل الطالب لدخول الجامعات في الوطن العربي
- مدّة اختبار السات ثلاث ساعات، وفي حال تقديم الطالب الجزء المقالي من الامتحان، يتمّ إضافة 50 دقيقة، لتصبح مدّة الامتحان الكليّة ثلاث ساعات وخمسين دقيقة
امتحان إيه بي | AP
- AP هي اختصار Advanced Placement
- يشرف على هذا الامتحان الأمريكي نفس الهيئة التي تشرف على امتحان السات
- يختلف امتحان AP عن امتحان السات بالمحتوى الدراسي
- يتطلب استعدادًا أكبر كونه أصعب من امتحان السات
- يساوي هذا الامتحان مواد السنة الأولى من الجامعة
- يتطلب مواد أقل للمعادلة بالمقارنة مع السات، إذ يتعين على الطالب الخضوع لامتحان في 3 مواد فقط
- يتكون اختبار AP بشكل أساسي من جزأين:
- الأول يجيب فيه الطالب عن الأسئلة المتعلقة بالمقررات التي اختارها
- الثاني الإجابة عن عددٍ من الأسئلة التي تركز على كتابة المقالات وقطع الفهم
- تتراوح مدة اختبار AP بين 1.5 ساعة و3 ساعات و15 دقيقة
امتحان إيه سي تي | ACT
- امتحان صادر عن هيئة ACT الأمريكية ويستخدم للقبول في الجامعات الأمريكية
- معتمد في الكثير من الدول العربية
- تُقيَّم مهارات الطالب بأربع مواد أساسية وهي اللغة الإنجليزية والقراءة والرياضيات والعلوم
- يقيم اختبار القراءة هذا المهارات في ثلاث فئات عامة: الأفكار والتفاصيل الأساسية، والحرفية والهيكل، ودمج المعرفة والأفكار
- مدته 35 دقيقة ويضم 40 سؤالًا مكوّنة من أربعة أقسام، ثلاثة منها تحتوي على فقرة طويلة نثرية وأحدها يحتوي على فقرتين أقصر
- أغلب المدارس لا تجهز الطلاب بشكل مباشر لهذا الامتحان
ميزات المنهج الأمريكي
عند توضيح الفرق بين المنهج الأمريكي والبريطاني، لا بد من ذكر المزايا التي ينفرد بها كليهما، وفيما يلي أهم ما يميز المنهج الأمريكي بإجماع الكثيرين:
- يعتبر المنهاج الأمريكي أكثر مرونة من حيث طرق التدريس، ما يتيح للأهل اختيار الأنسب لأطفالهم منها
- يعمل على تنمية مهارات الطالب من خلال اتباع الأساليب التعليمية التي تحتاج إلى التفكير والابتكار منذ سن مبكرة
- يعتمد المنهج الأمريكي على النقد واكتشاف النظريات وتطبيقها بشكل عملي، رغم أنه لا يخلو من الحفظ ولكن بنسبة أقل
نبذة عن المنهج البريطاني
تاليًا ضمن مقارنة المناهج الدراسية الامريكية والبريطانية، نقدّم لك نبذة عن المنهج البريطاني. ينقسم النظام الدراسي البريطاني إلى منهجين، وهما الأنظمة المعتمدة في المدارس البريطانية في أبوظبي والإمارات الأخرى، ويشملان المنهج الدراسي الوطني لإنجلترا The National Curriculum of England، ونظام كامبردج.
تبدأ السنوات الأولى في المنهاج الوطني لإنجلترا منذ عمر 3 سنوات في مرحلة EYFS وهي اختصار Early Years Foundation Stage وتشمل مرحلتي FS1 وFS2، حيث تلي هذه المرحلة المراحل التالية:
المراحل الأساسية | الصفوف |
---|---|
المراحل الأساسية المرحلة الأساسية الأولى | الصفوف تشمل صف الروضة الثانية والصف الأول |
المراحل الأساسية المرحلة الأساسية الثانية | الصفوف تشمل الصفوف من الثاني إلى الخامس |
المراحل الأساسية المرحلة الأساسية الثالثة | الصفوف تشمل الصفوف من السادس إلى الثامن |
المراحل الأساسية المرحلة الأساسية الرابعة | الصفوف تشمل الصف 9 والصف 10 |
المراحل الأساسية المرحلة الأساسية الخامسة | الصفوف تشمل الصف 11 والصف 12 |
يوضح لنا هذا الجدول أن السنة الدراسية الأولى في المناهج البريطانية يبدأ احتسابها من الروضة 2، وعليه فإن الصف الثاني عشر هو السنة رقم 13 للطالب في المدرسة.
امتحانات المنهاج البريطاني
يتعين على طلاب المنهاج البريطاني تقديم امتحانات IGCSE (International General Certificate for Secondary Education) الدولية الصادرة عن عدة هيئات أبرزها Cambridge وEdexcel، وتبدأ امتحانات IGCSE الدولية منذ نهاية الصف 10 أي السنة 11، حيث يتم تحضير الطالب لهذه الامتحانات منذ الصف 9 أي السنة 10.
بعد الانتهاء من امتحانات IGCSE والتي تعرف أيضًا باسم O level، يتعين على الطلاب تقديم امتحانات A level في الصف 11 (السنة 12) ومن ثم امتحانات AS level في الصف 12 (السنة 13).
يؤهل امتحان IGCSE الطالب لدخول الجامعات البريطانية والكليات البريطانية في سنة تحضيرية ضمن شروط معينة، أي أنها كافية ليلتحق الطالب في الجامعات البريطانية فقط، إذ تعادل هذه الجامعة 70% فقط من النسبة التي تؤهل الطالب لدخول الجامعات غير البريطانية ومن ضمنها الجامعات العربية. لذا على الطالب تقديم الامتحانات البريطانية بكافة مستوياتها المذكورة آنفًا لتتعادل جميعها وتؤهلهم لدخول الجامعة.
مميزات المنهج البريطاني
- اعتماد أساليب التدريس الكلاسيكية الواضحة
- إعطاء الطلاب معلومات عميقة من خلال المناهج المركزة
- يخضع الطلاب لامتحانات تحدد مستوياتهم العلمية منذ الصف 5 (السنة 6)
- جميع الأسئلة لا تخرج من إطار المنهاج الذي يتم تدريسه حصرًا
- تهيئ الطالب للجامعات الدولية إذ أن المناهج تطبق أعلى مستويات التعليم
- مراعاة الفروقات الفردية في المرحلة الابتدائية؛ إذ يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات بحسب مستواهم وقدراتهم في مواد اللغة الإنجليزية والرياضيات
- تقديم معلومات عميقة للطلاب من خلال المناهج المركزة
مقارنة بين المنهج البريطاني والامريكي
المنهاج الأمريكي | المنهاج البريطاني |
---|---|
المنهاج الأمريكي تبدأ الدراسة بعمر 4 سنوات | المنهاج البريطاني تبدأ الدراسة بعمر 3 سنوات |
المنهاج الأمريكي يخضع الطالب لامتحان السات SAT 1 حتى يتسنى له دخول الجامعات الأمريكية ومجموعة من الجامعات العالمية، أما الراغبين بالالتحاق في الجامعات العربية فيتعين عليهم الخضوع للمستوى الثاني من هذا الاختبارSAT 2 | المنهاج البريطاني يخضع الطالب لثلاثة مستويات من الامتحانات على مدار الثلاث سنوات الأخيرة في المدرسة حتى يتسنى له الدخول إلى الجامعات غير البريطانية مثل الجامعات العربية |
المنهاج الأمريكي لا يركز المنهاج على الحفط ويتبع الأساليب التعليمية التي تحتاج إلى التفكير والابتكار منذ سن مبكرة | المنهاج البريطاني يعتمد المنهاج على الأساليب الكلاسيكية في التدريس، ويعتمد على الحفظ ولا تخرج الأسئلة عن إطار المنهاج الذي يتم تدريسه حصراً |
المنهاج الأمريكي 12 سنة دراسية | المنهاج البريطاني 13 سنة دراسية |
المنهاج الأمريكي يناسب الطالب غير المعتاد على الأداء تحت الضغوط | المنهاج البريطاني يناسب الطالب المعتاد على الأداء تحت الضغوط |
المنهاج الأمريكي يحصل على المعلومات من خلال الأنشطة العملية | المنهاج البريطاني يحصل على المعلومات من خلال المناهج المركزة |
أمور عليك مراعاتها قبل اختيار المنهاج الأنسب لطفلك
إليك بعض النصائح التي نوصيك باتباعها قُبيل تسجيل ابنك في مدرسة بريطانية أو أمريكية:
- من المهم تحليل نقاط القوة والضعف لدى طفلك، إذ ستسهل هذه العملية تحديد المناهج الأنسب لطفلك
- يجب أن تضع بعين الاعتبار صعوبة نقل الطفل من منهاج لآخر، حيث تختلف بيئة التعليم في كلٍ منها ما سيؤثر سلبًا على مستوى الطفل الدراسي
- دع طفلك يشارك في الاختيار واستخدم قواعد الحوار مع الأطفال لتوضيح الفرق بين كلٍ منها
- احرص على زيارة المدرسة التي ترغب بتسجيل ابنك فيها واطلع على ماهية سير الخطة الدراسية وطرق التعليم، فضلًا عن مرافق المدرسة ونظافتها وكفاءة الكادر
- قد تكون الرسوم الدراسية في مدارس تتبع تلك المناهج مكلفة، إلا أنه الاستثمار الأمثل في مستقبل أطفالك، إذ تحرص كل من تلك المناهج على تهيئة الطفل لمواجهة صعوبات الحياة وإثبات مكانته في سوق العمل
- في حال كان الطالب في المرحلة الأخيرة، تأكد من أن المدرسة تهيئ الطالب لامتحانات السات وإلا سيتعين عليك دفع تكاليف الدروس الخصوصية وهي مكلفة، إذ أن الطالب لن يحقق علامة النجاح في حال لم يكن مهيئًا للامتحان
نختتم دليلنا الشامل حول الفرق بين المنهج الأمريكي والبريطاني، إذ عرضنا لك مقارنة شاملة بينهما من حيث المزايا والامتحانات التي تؤهل الطلاب للالتحاق بالجامعات، إلى جانب العلامات وكيفية احتسابها والمزيد. إن كنت مهتمًا باستكشاف المزيد حول الفروقات بين المناهج، نوصيك بالاطّلاع على الفرق بين المنهاج الوطني والمناهج الدولية في الإمارات، فلكلٍ منهما خصائصه، كما عليك بالتعرّف على الفرق بين المنهاج الأمريكي والأسترالي، لتحدد أي منهما أنسب لطفلك.
ستجد المزيد من المقالات المنوّعة والمفيدة في مدوّنة ماي بيوت، المدوّنة العقارية الأولى من نوعها في الإمارات، فتفضّل بتصفّحها، ولا تتردد بالتواصل معنا عبر حيّز التعليقات، كما يمكنك الاشتراك في نشرة ماي بيوت، ليصلك كلّ جديدٍ حول المواضيع التي تهمّك أسبوعيًا.