اللؤلؤ في الإمارات… ما بين الماضي والحاضر
قبل اكتشاف النفط في دولة الإمارات وما رافقه من تطورات تكنولوجية وعمرانية، كانت تجارة اللؤلؤ هي التجارة الأكبر في الدولة والمصدر الرئيسي لدخل الإمارات، وكانت تعتمد بشكل أساسي على خبرات البحارة الإماراتيين وقدراتهم على الغوص في أعماق البحر لصيد المحار واستخراج اللؤلؤ في الامارات وبيعه للدول الأخرى، وخاصة الأوروبية.
استخراج اللؤلؤ في الامارات قديماً
يُعد اللؤلؤ أحد الأحجار الكريمة التي تتشكل داخل بعض أنواع أصداف الرخويات والمحار، وله العديد من المسميات مثل الدانا والبدلة والفص وغيرها. بدأ صيد اللؤلؤ في الامارات في القرن العشرين، واعتمد أهل الإمارات على استخراج اللؤلؤ اعتماداً أساسياً آنذاك، حيث كان هنالك حوالي 300 مركباً شراعياً وحوالي 7,000 من البحارة في الإمارات يشرعون في رحلات لمدة أربعة أشهر من السنة مواجهين المخاطر تحت أشعة الشمس الحارقة بحثاً عن المحار لاستخراج اللؤلؤ، إذ كان الغوص على اللؤلؤ في الامارات قديما أمراً صعباً للغاية.
كما كانت ادوات الغوص قديما في الامارات تتألف من الديين، وهو عبارة إناء مصنوع من خيوط مترابطة، ليعلقه الغواص حول رقبته خلال جمع المحار ليضعه بداخله، بالإضافة إلى حبل يربطه الغواص بساقه وبحجر في قاع البحر يطلق عليه اسم الزبيل.
تشمل الأدوات قديماً أيضاً مشبكاً يتم صنعه من صدفة سلحفاة أو من عظمة خروف، ليضعه الغواص على أنفه لمنع دخول الماء إلى أنفه.
زراعة اللؤلؤ في الامارات
عادت تجارة اللؤلؤ في الامارات في السنوات الماضية إلى الازدهار، وبفضل التقدم العلمي والتكنلوجي، أصبح الأمر أسهل مما كان عليه قديماً، فلم تعد هنالك حاجة للغوص والبحث عن المحار للحصول على اللؤلؤ.
يتم استخراج اللؤلؤ حالياً من خلال تدخل الإنسان في عملية تُدعى زراعة اللؤلؤ، حيث يتم توفير بيئة لازمة وإدخال عناصر تساعد على استخراج اللؤلؤ بصورة أسرع، ويتم ذلك من خلال إدخال نواة مستديرة مع قطعة من النسيج المفرز للؤلؤ إلى داخل أحشاء المحارة.
هذا وينتج المحار بعد تلقيحه ما نسبته 60% من اللؤلؤ، وهو أضعاف ما ينتجه المحار طبيعياً، مما يعني أن زراعة اللؤلؤ أنجح وأسهل من صيد اللؤلؤ كما كان يتم قديماً.
علاقة زراعة اللؤلؤ بالسياحة البيئية
لا يتوقف مردود زراعة اللؤلؤ على بيعه داخلياً وخارجياً فقط، بل ويساعد هذا الأمر في زيادة الإقبال على السياحة البيئية، حيث يرغب السياح بالتعرف على عمليات زراعة اللؤلؤ الإماراتي ومشاهدة أمور لم يرونها من قبل، لا سيّما أن اللؤلؤ من المكونات الأساسية لتاريخ الإمارات.
مزرعة اللؤلؤ في راس الخيمة
كان تاريخ الإمارات الممتد لما يزيد عن 7 آلاف سنة في استخراج اللؤلؤ من بحار الخليج العربي دافعاً للشاب الإماراتي عبد الله السويدي الذي كان صاحب أول مشروع لاستخراج اللؤلؤ في الشرق الأوسط وصاحب أولى مزارع اللؤلؤ في الامارات، من خلال الدمج بين العادات القديمة لاستخراج اللؤلؤ والتقنيات الحديثة لتحفيز وزيادة قدرة المحار على إنتاج اللؤلؤ.
تقع مزرعة المواطن عبدلله لاستخراج اللؤلؤ ضمن مركز ثقافة اللؤلؤ في رأس الخيمة، وتحديداً في منطقة الرمس، وتستند بشكل أساسي على تهيئة المحار بعد صيده من مياه البحر، واستخدام التقنيات العلمية في تخصيبه وإرجاعه إلى مياه البحر حتى بدء موسم الحصاد، لتنتج المزرعة ما يزيد عن 40 ألف لؤلؤة سنوياً.
معايير جودة اللؤلؤ
تختلف اسعار اللؤلؤ الطبيعي في الامارات مع اختلاف أنواعه وألوانه، وفيما يلي أبرز المعايير التي تقاس من خلالها جودة اللؤلؤ:
- اللمعان: كلما زاد لمعان وتوهج اللؤلؤ، كلما زاد سعره وقيمته
- اللون: أكثر ألوان اللؤلؤ انتشاراً هو الأبيض المائل إلى الأصفر والذهبي والأزرق والبنفسجي، وكلما زادت ندرة اللون كلما كان اللؤلؤ أعلى قيمةً
- سطح اللؤلؤ: غالباً ما تنتشر الخطوط والعلامات السطحية على اللؤلؤة، وتزداد قيمة اللؤلؤ مع قلة هذه الخطوط
- حجم اللؤلؤ: من الصعب العثور على لؤلؤ كبير الحجم، مما يجعل قيمته أعلى من اللؤلؤ ذو الحجم الصغير
بهذا نكون قد سلطنا الضوء على تاريخ وحاضر اللؤلؤ في الإمارات وأهم المعلومات المتعلقة بمزرعة اللؤلؤ في راس الخيمة، وللمزيد من المواضيع التي تتحدث عن ثقافة الإمارات وتاريخها، يمكنك الاطلاع على تاريخ صناعة السفن في الإمارات وأشهر أنواعها إذا كنت مهتماً بمعرفة أدقّ التفاصيل والمعلومات المتعلّقة بها، إلى جانب العادات والتقاليد في الإمارات وغيرها العديد من المواضيع الترفيهية والاجتماعية والعقارية الشيقة التي تطرحها مدونة ماي بيوت العقارية الأولى باللغة العربية في الإمارات العربية المتحدة.