تقرير: الاستثمار السعودي في دولة الإمارات العربية المتحدة
يعد التبادل الاستثماري وتعزيز العلاقات الاستثمارية التجارية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من أهم السبل التي ساعدت في وصول كلتا الدولتين إلى التكامل الاقتصادي، حيث بدأ الاستثمار السعودي في سوق العقارات الإماراتية منذ عام 2002، عندما أصدرت الحكومة الإماراتية قانون يسمح للمواطنين الأجانب بشراء عقارات في مناطق التملك الحر التي تم إنشاءها حديثاً في الإمارات.
وبفضل إنشاء هذه المناطق، شهدت الإمارات أعواماً مزدهرة تصدرت فيها الاستثمارات العقارية في الإمارات إلى أعلى مستوياتها، وكان للمستثمر السعودي الحصة الأكبر منها، حيث تبوأ المرتبة الأولى بين كافة المستثمرين الخليجين والعرب خلال عامي 2016 و2017 بعد المستثمر الإماراتي، والمرتبة الرابعة بالنسبة لعدد المستثمرين الأجانب خلال الفترة ذاتها.
هذا وتصدرت المملكة العربية السعودية أكبر ثاني قاعدة استثمارية للعقارات في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد الهند بقيمة 15.6 مليار درهم إماراتي في عام 2017 وفقاً لما صرح به من قبل دائرة الأراضي والأملاك في دبي، حيث شكل الزوار من المملكة العربية السعودية أكبر قاعدة خاصة بالزائرين الأجانب في كلاً من معرض سيتي سكيب أبوظبي 2017 ومعرض سيتي سكيب جلوبال دبي 2017، مع تدفق 7 مليارات درهم إماراتي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة كاستثمارات من قبل المواطنين السعوديين.
الاستثمار السعودي في دبي
كانت ولازالت دبي الخيار الأفضل للاستثمارات من قبل المواطنين السعوديين، فوفقاً لدراسة أجرها موقع بيوت العقاري، وجد بأن أصل كل مليون مشاهدة لسوق العقارات من المملكة العربية السعودية، كان 68% منها للعقارات الموجودة في دبي، تليها عجمان وأبوظبي ثم الشارقة. يكمن السبب وراء ذلك بإن إمارة دبي تتمتع بالإلمام المطلق للسعوديين، فهي مدينة تشتهر بسياسة تناسب كافة المستثمرين وتتمتع بجودة في سوق التطوير العقاري.
هذا وأعلنت دائرة الأراضي والأملاك في تقريرها النصف سنوي الذي يخص المعاملات العقارية في دول مجلس التعاون الخليجي في دبي، بأنه اعتبارا من يونيو 2017، استثمر السعوديون 4 مليار درهم إماراتي في سوق العقارات في دبي مقارنة بالشهور الستة الماضية، لأكثر من 1936 صفقة استثمار.
اتجاهات البحث للاستثمارات من قبل المواطنين السعوديين
تعد منطقة دبي وسط المدينة من أكثر المناطق التي قام المستخدمون المقيمون في المملكة العربية السعودية بالبحث عنها على موقع بيوت، وأن حوالي 70% من عمليات البحث لم يحدد بها عدد غرف النوم، مما يعني بإن العقارات المطلوبة كانت بهدف الاستثمار أو لقضاء إجازة أو للاستخدام الشخصي.
من وجهة نظر المستثمر السعودي في الإمارات
حدثنا المستثمر زياد صالح عبد الرزاق الصويغ من مؤسسة الصويغ للخدمات التجارية في الدمام، بأنه استثمر في سوق العقارات في دبي بسبب كونها قريبة جداً من موطنه الأم، وجود مقومات السياحة والأمن والأمان، تفرد وجمال المشاريع المتنوعة في الإمارة ووفرة المعالم السياحية فيها. هذا وقد كان زياد صالح قد استثمر في دبي في عام 2003 لعقار في نخلة الجميرا، حيث تتمتع النخلة بالكثير من الشقق الفاخرة المعروضة للبيع، ويفضل شراء العقارات من المطورين إعمار ونخيل، نظراً لتطوراتهم الفريدة في سوق العقارات والتزامهم المطلق بتسليم المشاريع في موعده المحدد.
هذا وأضاف الصويغ بإن قطاع الاستثمار في دبي لمجال الفنادق ممتاز جداً، وذلك لارتفاع الطلب على مدار العام واستقرار الأسعار، حيث تضم الإمارة الكثير من الشقق الفندقية المعروضة للبيع. كما وعلق على الدور الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة لجذب المستثمرين السعوديين، من خلال حرصها على إيصال كافة الأخبار العقارية والمعارض لكل سعودي عبر كافة أشكال ووسائل الإعلام والترويج، مع إتاحة خيارات عديدة ومتنوعة خاصة بخطط الدفع المرنة.
الاستثمار العقاري الأفضل
على الرغم من دور المملكة العربية السعودية في تعزيز الاستثمار السعودي العقاري من خلال المشاريع الجديدة والجهود المبذولة لزيادة معدلات التملك والاستثمار العقاري، إلا أن سوق العقارات في دبي والإمارات العربية المتحدة يظل خياراً صالحاً للمستثمرين من المملكة، وذلك بفضل ما حققته دبي والإمارات من سمعة عقارية شاملة شجعت الاستثمار السعودي في الامارات، بالإضافة إلى تم إعلانه من قبل دائرة الأراضي والأملاك في دبي بأن دبي سجلت 204 مليار درهم في الأشهر التسعة الأولى من عام 2017 بفضل جودة وسرعة إنجاز المشاريع العقارية.