جهود دبي للتخلص من المنتجات البلاستيكية
تسعى دبي لأن تكون مدينة ذكية ومستدامة بحلول عام 2021 من خلال مجموعة من المبادرات والفعاليات والتي تشمل 6 محاور وهي “النقل، المواصلات، البنية التحتية، الكهرباء، الخدمات الاقتصادية والتخطيط العمراني”، وتعمل من خلال هذه المحاور وتتفرع فيهم لتصل إلى الذكاء الاصطناعي الذي تحدث عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” في أكتوبر 2013 عن مشروع تحويل دبي إلى “مدينة ذكية”، بحيث يتم إدارة كافة مرافق، وخدمات المدينة عبر أنظمة إلكترونية ذكية ومترابطة. وفي إطار هذا بدأت دبي تتوسع في الاستدامة من خلال تطوير مشاريع سكنية تعتمد هذا المبدأ مثل مجمع المدينة المستدامة، إلى جانب اعتماد مطار دبي الدولي لمبدأ التخلص من البلاستيك من أكواب وغيرها من المواد البلاستيكية وانواعها.
التخلص من البلاستيك
تسعى دبي دائماً لتنظيم مبادرات وفعاليات تهدف للمحافظة على البيئة والاستدامة والتقليل من التلوث البيئي، وفي إطارها الجاد في هذا المجال اتخذت مطارات دبي “مطار دبي الدولي ومطار آل مكتوم” كخطوة جدية في هذا الأمر، فمنذ شهر يونيو 2019 اتخذت المطارات بعض الإجراءات الضخمة وحلول للتخلص من البلاستيك من قشات الشرب، عبوات المياه وغيرها الكثير من المواد البلاستيكية واستعمالاتها، علاوة على محاولة تعاقدها مع الكثير من شركات إعادة التدوير بهدف التخلص من هذه المنتجات بشكل سليم، وصولاً إلى إيجاد حلول بديلة يمكن للمسافرين وزوار المطار استخدامها بشكل يومي.
مطارات دبي في التخلص من البلاستيك
كما وتقوم مطارات دبي كل عام بإعادة تدوير ما يزيد على 43 ألف طن من الورق والزجاج والمنتجات البلاستيكية والمخلفات الأخرى للحد من المواد البلاستيكية وأثرها على البيئة. وعلى مدار الأشهر الستة الماضية فقط، تمكنت مطارات دبي من جمع 16 طناً من الزجاجات البلاستيكية وأغطية الزجاجات المعدة للاستخدام مرة واحدة والتخلص منها.
وبمناسبة اليوم العالمي للأرض، تعاونت مطارات دبي مع أكثر من 106 شركات تدير أعمالها في مطار دبي الدولي باستعراض التأثير الإيجابي الذي يمكن إحداثه من دراسة كيفية التخلص من المواد البلاستيكية التي من شأنها الإضرار بالبيئة، وتم تفعيل مجموعة متنوعة من التدابير بما في ذلك حظر استخدام الأدوات والأكياس البلاستيكية والإيصالات الورقية.
وتضمنت الجهود التخلص من مصاصات الشرب البلاستيكية التي تعد واحدة من المنتجات البلاستيكية المعدة للاستخدام مرة واحدة والأكثر انتشاراً، وفي يوم واحد فقط نجح هذا التعهد في حظر توزيع أكثر من 150,000 مصاصة للشرب، وهو ما يعادل 30,000 كم من البلاستيك مما يمثل خطوة جيدة جداً في الاتجاه الصحي.
الإجراءات المتخذة للتخلص من البلاستيك
تعاونت إدارات مطارات دبي التي تعد من أكثر المطارات ازدحاماً في العالم بأكثر من 90 مليون مسافر سنوياً يستهلكون عشرات الآلاف من المنتجات البلاستيكية، مع أكثر من 250 شركة من شركاءها في قطاعي التسوق والضيافة في سبيل تحقيق الهدف المنشود.
شركات إعادة تدوير المواد البلاستيكية القابلة للتحلل
تتوفر في الدولة العديد من المصانع المتخصصة في إعادة التدوير، ومنها على سبيل المثال شركة بيئة، التي أعلنت نجاحها في زيادة معدلات إعادة التدوير في الشارقة نتيجة تسهيل عملية فرز النفايات والمواد القابلة لإعادة التدوير سواء عن طريق حاويات نفايات بلاستيكية وزجاجية وعامة، أو الحاويات الثلاثية، أو حاويات المكاتب الزرقاء، أو مخازن إعادة التدوير للقطع الكبيرة، أو حاويات إعادة التدوير في المدارس، إلى جانب آلات إيداع المواد القابلة لإعادة التدوير التي تستقبل العبوات البلاستيكية.
كان سابقاً يتم التخلص من البلاستيك بطمرها تحت الأرض، وترك الأمر للزمن لتتحلل هذه النفايات داخل الأرض، ولكن توضح بعد ذلك أن هذه التحللات تؤثر على المياه الجوفية بشكل كبير وسلبي، مما جعل وزارة التغيير المناخي والبيئة تعمل جاهدة لتفادي مثل هذه الأمور.
العقبات التي تواجه دولة الإمارات في التخلص من البلاستيك
لا تزال الإحصاءات الرسمية على مستوى الدولة متواضعة حول حجم الاستهلاك الفعلي من العبوات البلاستيكية بشتى أشكالها واستعمالاتها، إضافة إلى حجم النفايات بشكل عام، وهو الذي يعد سبيلاً للتوسع في صناعات إعادة التدوير، والتخلص من البلاستيك بشكل آمن من خلال تجميعها وإعادة تدويرها في مصانع متخصصة تستخدمها مواد ثانوية لإعادة إنتاج مواد أخرى منها.
ليس كل ما هو بلاستيك قابلاً للتدوير، فهناك أنواع لا تصلح لهذه العملية المعقدة، كما أن نشاطات التدوير تواجه العديد من التحديات نتيجة ارتفاع تكلفة جمع المخلفات والنفايات على المستوى المحلي، وذلك لأسباب عدة أهمها:
- قصور عملية فرز النفايات في مواقع الطمر
- قصور عمليات فرز النفايات من مصادرها
- تصدير المخلفات البلاستيكية التي يتم جمعها لارتفاع الطلب عليها في بعض الدول
فعاليات أخرى في سبيل استدامة الدولة
- نفذت دولة الإمارات، خلال الأعوام الأخيرة، سلسلة إجراءات للحد من التلوث البيئي وإعادة تدوير النفايات، وطرحت برامج عدة؛ منها مشاريع متكاملة لإدارة النفايات في مختلف مدنها، بما ينسجم مع الاستراتيجية الرسمية الرامية إلى معالجة 75% من النفايات البلدية الصلبة بتقنيات بديلة صديقة للبيئة، بحلول العام 2021.
- بدأت بلدية إمارة دبي حديثاً، بتشغيل محطة معالجة النفايات الصناعية السائلة الخطرة، بعد تجهيزها بتقنيات حديثة بالاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لمعالجة النفايات السائلة وإعادة استخدامها كمياه صالحة للري، إذ ستعالج المحطة 600 متر مكعب من النفايات السائلة في اليوم الواحد.
- نفذت وزارة التغيير المناخي والبيئة الإماراتية برامج عدة كان الهدف منها رفع الوعي الاجتماعي لمخاطر البلاستيك من خلال الترويج لمفهوم الاستهلاك الرشيد والمستدام للموارد الطبيعية.
- احتضنت دولة الإمارات مشاريع استثمارية عدة لتدوير البلاستيك؛ منها مشروع معالجة النفايات البلدية الصلبة لإنتاج الوقود البديل في إمارة أم القيوين، الأول من نوعه في دولة الإمارات، والرامي إلى معالجة النفايات البلدية الصلبة المتولدة في إمارتي عجمان وأم القيوين، واستغلالها في توفير الطاقة لمصانع الإسمنت المعتمدة على الفحم في عملياتها التشغيلية.
- وفقاً لمركز أبوظبي لإدارة النفايات أتصل الطاقة الاستيعابية لمصنع الإمارات لإعادة تدوير البلاستيك، إلى 50 طن يومياً، إذ تنقل النفايات البلاستيكية إلى المصنع بعد الانتهاء من عمليات الفرز في محطة فرز النفايات، ويعاد فرزها للتأكد من عدم وجود شوائب أو مواد غير قابلة للتدوير، ومن ثم تصنيفها حسب نوعها. ويعد مصنع الإمارات لإعادة تدوير البلاستيك، أكبر مصنع إعادة تدوير لمادتي البلاستيك والزجاجات البلاستيكية المستعملة في دولة الإمارات، وهو ثمرة تعاون بين شركة الإمارات للتقنية البيئية المحدودة ومركز إدارة النفايات في أبوظبي.
وبهذا نكون قد تحدثنا بشكل مفصل عن التخلص من البلاستيك وغيرها من القرارات في سبيل استدامة البيئة وخلق دبي الذكية. تعرفوا على مبادرات مؤسسة دبي للمستقبل، وتطبيق شرطة دبي الذكي وأخيراً الخدمات الذكية التابعة لهيئة الطرق والمواصلات.
تصفحوا ماي دبي للتعرف على كل ما هو جديد في عالم العقارات والترفيه والمجتمع.