استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050
يلعب قطاع الطاقة دوراً رئيسياً في تطور دولة الإمارات العربية المتحدة، وتهدف جهود الدولة في مجال الطاقة إلى ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة بتكلفة ميسورة. بدأت محطات الطاقة الكهربائية في الإمارات عملها في أواخر خمسينات القرن الماضي، وتتوفر مصادر الطاقة التقليدية المنتجة في العالم بكثرة في الدولة أيضاً، ولزيادة تطور هذا القطاع، تقوم القيادة الرشيدة بوضع استراتيجيات وخطط تطوير رائدة، أهمها استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي ستكون موضوع حديثنا في هذا المقال.
نبذة عن استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050
أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، استراتيجية الطاقة 2050 عام 2015، وذلك لإنتاج 75% من احتياجات دبي من الطاقة من مصادر نظيفة بحلول عام 2050، وأحد أهدافها الرئيسية هو جعل دبي مركزاً عالمياً للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، وسيشهد ذلك ضخ استثمارات بقيمة 100 مليار درهم إماراتي في الصندوق الأخضر.
عند إطلاقها، شملت أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 توفير 7% من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2020، و25% بحلول عام 2030، و75% بحلول عام 2050. تأتي هذه الاستراتيجية كخطوة إضافية لدعم مشاريع الطاقة الشمسية في الإمارات، والاستفادة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي يعد أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل (IPP)، وستبلغ قدرة هذا المشروع الإنتاجية 5000 ميغاواط بحلول عام 2030، ويصل إجمالي حجم الاستثمارات فيه إلى 50 مليار درهم إماراتي، إلا أنّ المجمع سيسهم عند اكتماله في خفض أكثر من 6.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
مسارات استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050
تتكون مسارات أو بنود استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 من 5 أجزاء، وهي: البنية التحتية والبنية التشريعية والتمويل، إلى جانب بناء القدرات والكفاءات وتوظيف مزيج الطاقة الصديق للبيئة.
البنية التحتية
يتضمن مسار البنية التحتية مبادرات عديدة، منها مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية الذي يستخدم تقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية لتوليد الطاقة الكهربائية بطاقة تصل إلى 5,000 ميغاواط بحلول عام 2030 واستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم إماراتي.
البنية التشريعية
يتمحور مسار البنية التشريعية حول تأسيس بنية تشريعية تدعم سياسات الطاقة النظيفة على مرحلتين، المرحلة الأولى من خلال مبادرة شمس دبي التي تتمثل في تشجيع أصحاب المنازل والمباني على تركيب الألواح الشمسية على أسطح المباني وربطها بالشبكة الرئيسية لهيئة كهرباء ومياه دبي، أما المرحلة الثانية فتتضمن التنسيق مع بلدية دبي لإصدار قرارات ترتبط باشتراط تكامل تكنولوجيا وترشيد الاستهلاك وإنتاج الطاقة ووضع ألواح الطاقة الشمسية على جميع مباني في دبي بحلول عام 2030.
التمويل الأخضر
يُعنى هذا المسار بإيجاد حلول تمويلية للاستثمار في مجال البحث والتطوير المرتبط بالطاقة النظيفة وتطبيقاتها، ويندرج تحت هذا المسار إنشاء “صندوق دبي الأخضر” بقيمة تصل إلى 100 مليار درهم وتطوير الاقتصاد الأخضر في الإمارات بشكل فعّال وعملي، حيث سيساهم الصندوق من خلال موارده المالية من توفير قروض ميسرة وأدوات تمويلية لمستثمري قطاع الطاقة النظيفة في الإمارة وبنسب فائدة مخفضة.
بناء القدرات والكفاءات
يتمحور هذا المسار حول تأهيل وبناء قدرات الكوادر البشرية من خلال برامج تدريبية عالمية في مجال الطاقة النظيفة بالتعاون مع المنظمات الدولية، مثل منظمة ايرينا والشركات العالمية ومراكز البحث والتطوير.
توظيف مزيج الطاقة الصديق للبيئة
يتفرّع توظيف مزيج الطاقة الصديق للبيئة وفق النسب التالية:
- الطاقة الشمسية بنسبة 25%
- الطاقة النووية بنسبة 7%
- الفحم النظيف بنسبة 7%
- الغاز بنسبة 61% بحلول عام 2030
وسيتم زيادة المزيج تدريجياً ليصل إلى نسبة 75% بحلول عام 2050، مما يجعل لمدينة دبي البصمة الكربونية الأقل على مستوى العالم.
كما سيتم بناءً على هذا المسار تفعيل آليات توليد الطاقة من النفايات من خلال توظيف أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا، والتي سيتم من خلالها تحويل 80% من النفايات في الإمارة إلى طاقة بحلول عام 2030.
أنواع الطاقة المستهدفة في الاستراتيجية
يستهدف اطلاق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 مزيجاً من الطاقة المتجددة والنووية والأحفورية النظيفة لضمان تحقيق توازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية؛ وتشمل أنواع الطاقة حسب الاستراتيجية كل من الفحم النظيف والغاز والطاقة النووية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والوقود الحيوي.
مشاريع استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050
ماذا تتضمن استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050. يتوفر عدد كبير من المشاريع التي تسعى إلى الوصول إلى الطاقة النظيفة في دبي، والتي أعلن عنها من خلال مشاريع استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، ومن بينها ما يلي:
- خارطة طريق: تهدف إلى جعل وسائل النقل العام خالية من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050، وذلك من خلال مبادرات متنوعة بين الاستثمار في البنية التحتية المتطوّرة، وتوسيع نطاق التنقل الأخضر وتعزيز أسس الاقتصاد الدائري بهدف القضاء على نحو 8 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بما يعادل زراعة 132 مليون شجرة، وتوفير ما قيمته 3 مليار درهم إماراتي على مدى السنين المقبلة
- نموذج ديوا: يدعم نموذج ديوا إنجازات ونجاحات إمارة دبي، والتي تتمثل ببنية تحتية قوية عالمية المستوى تشكل ركيزة أساسية في نهضة وازدهار دبي
- توليد الطاقة من النفايات: من خلال توظيف آخر تطورت التكنولوجيا والتي سيتم من خلالها تحويل 80% من النفايات في الإمارة إلى طاقة بحلول عام 2030
- بطاريات متطورة: قدم مركز البحوث والتطوير براءة اختراع لبطاريات متطورة بتكلفة تصنيع أقل وأداء أفضل للبطارية
تعد هذه الاستراتيجية من بين أبرز الخطط المستقبلية للإمارات، كما يمكنك التعرف بشكل مفصل على أنواع الطاقة المتجدّدة في الإمارات.
كان هذا كل شيء حول استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 وأهدافها وتفاصيلها. تفضل بقراءة العديد من المواضيع الأخرى المتنوعة في ماي بيوت، المدونة العقارية والاجتماعية الأولى باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة. لأي استفسارات أو اقتراحات، تفضلوا بالتواصل معنا من خلال حيّز التعليقات أسفل الصفحة.