واحة الهيلي.. نفحات من تراث العين الأصيل
على الرغم مما أحرزته الإمارات من تطورٍ عمراني غير مسبوق، إلا أنها لا زالت تحتفي بتراثها العريق، وتولي عناية كبيرة برموزها التراثية؛ إذ تتولى السلطات تشييد العديد من المرافق لخدمة الزوار في محيط المواقع الأثرية في الدولة، كذلك تشرف على صيانة تلك المواقع واستدامة مختلف مرافقها. تعدّ منطقة العين موطنًا للعديد من المعالم الأثرية البارزة في الإمارات، ومنها واحة الهيلي في العين التي نتناول الحديث عنها في هذا المقال، حيث التناغم ما بين الطبيعة الآسرة والبناء الأثري، فتابع للتعرّف على تلك البقعة السياحية وما تحتضنه من معالم جديرة بالاستكشاف، بما في ذلك حصن الهيلي.
نبذة عن واحة الهيلي في العين
بدايةً، تتكون العين بطبيعتها من 8 قرى (واحات) متباعدة، منها الهيلي والقطارة والمعترض والمويجعي، كما تتفاوت المسافة بين القرية والأخرى، إذ تتراوح ما بين 10 – 13 كيلومترًا، كذلك تشتهر تلك الواحات بكثرة القلاع والحصون وأبراج المراقبة، التي شُيّدَت لغايات حماية الجهة الشرقية، وساعد في تشييد قلاع العين توفر الموارد اللازمة في العين، من ضمنها المياه العذبة والمواد الخام المستخدمة في البناء.
تعد واحة الهيلي واحدة من واحات العين الست التي تم إدراجها في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، وتبلغ مساحتها 60 هكتارًا، كذلك تشكّل موطنًا لأكثر من 40 ألف شجرة نخيل مثمرة منتشرة في 252 مزرعة، ويمكن الوصول إلى موقع واحة الهيلي عبر التوجه إلى أقصى شمال مدينة العين. تضم واحة هيلي في العين العديد من الأبنية التاريخية التي يعود تاريخ بنائها إلى أوائل القرن التاسع عشر.
مرافق واحة الهيلي
لا تقتصر واحة الهيلي فقط على أشجار النخيل الوفيرة، فنجد فيها أبراج مراقبة خصصت في قديم الزمان لمراقبة الحركات التجارية وحركات مرور القوافل، إلى جانب توفر منزل تاريخي محصن يعرف باسم منزل بن هادي الدرمكي، الذي يقع وسط واحة العين الهيلي ، وهو منزل محصن تم بناؤه في القرن التاسع عشر، وكان يخدم الواحة ويحميها من المخاطر، حيث يطوق المنزل سور مستطيل محصّن بزوايا مربعة كبيرة.
تجدر الإشارة إلى توفر العديد من منافذ بيع الأطعمة والمشروبات في المنطقة، ووننصحك بارتداء ملابس وأحذية مناسبة للأنشطة في الهواء الطلق، فمعظمها يتطلب المشي والتجول لوقت طويل.
الأفلاج
من الأمور التي تميز واحة الهيلي في العين هي أنظمة الري التقليدية في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعرف باسم “الأفلاج”، وهي عبارة عن قنوات تحت الأرض تمر عبرها المياه من الجبال القريبة إلى الواحة، لتغذي أشجار النخيل في الواحة.
أبراج المراقبة
تعرف العين بتراثها الغني، الأمر الذي جعل من واحة الهيلي منبعًا للحضارات، مما دفع سكان المنطقة في ذلك الحين لبناء برجي مراقبة، بلغ طولهما 56 مترًا، ويعملان كبوابة للواحة تحمي قرية الهيلي ومورد المياه القادم من الجبال، ويجدر بالذكر أن برجي المراقبة تم بناؤهما من المواد الموجودة داخل منطقة الهيلي، وهي الطوب اللبن وجذوع وسعف النخل.
تمثلت رغبة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة “طيب الله ثراه” في بناء برج مراقبة يعرف باسم مربعة الشيخ زايد على قمة تلة صناعية من أجل حماية قرية هيلي، ناهيك عن آخر برج مراقبة والذي يبعد عن مربعة الشيخ زايد 50 مترًا، بارتفاع 7.4 مترًا، ويطلق عليه اسم برج سيبة خليفة بن نهيان، ويعتبر برج سيبة من أقدم الأبراج وبني في أواخر القرن التاسع عشر من أجل حماية إمدادات المياه الحيوية وتم إعادة ترميمه باستخدام المواد القديمة التي صنعت منه بعد أمر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آ نهيان مؤسس دولة الإمارات وحاكم العين آنذاك.
حصن الهيلي
ننتقل إلى معلم آخر بارز في الواحة، ألا وهو حصن الهيلي الذي تم بناؤه في أوائل القرن العشرين بهدف حماية واحة الهيلي، جنبًا إلى جنب مع برج المراقبة في منطقة الهيلي. يشتمل موقع حصن الهيلي على هيكل أرضي مربع يتمحور حول برج مراقبة دائري، وقد شُيدت جدرانه من الآجر والطين، واستُخدمت جذوع النخيل في الأسقف والجبس في الزخرفة.
معلومات التواصل
يجدر بالذكر أن رسوم دخول واحة الهيلي مجانية بالكامل، كما أن افضل وقت لزيارة واحة الهيلي هو الفترة من شهر أكتوبر وحتى شهر أبريل. نُشير تالياً إلى موقع واحدة الهيلي، إلى جانب اوقات عمل واحة الهيلي واستقبال الزوار، ورقم التواصل مع دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي في حال أردت الاستفسار عن أي تفاصيل:
- الموقع: شارع محمد بن خليفة، قرية الهيلي
- أوقات العمل: 08:00 صباحًا – 05:00 مساءً (يوميًا)
- التواصل: 0444 444 02
وضعنا بين يديك دليلًا شاملًا حول واحة الهيلي؛ إحدى المناطق الأثرية الهامة في العين وأبوظبي ككلّ، حيث عرضنا نبذة عن تاريخ الواحة وما تضمه من مرافق ومعالم أثرية، إلى جانب معلومات التواصل. إن كنت مهتمًا بمواضيع مشابهة، ألقِ نظرة على دليل واحة الجيمي؛ التي ملكتها عائلة الظاهري، إحدى العائلات المعروفة في منطقة العين، كذلك نوصيك بالتعرّف على واحة القطّارة، حيث المعالم التاريخية البارزة التي يعود تاريخها إلى 400 عام!
ستجد مزيدًا من المقالات المنوّعة والمفيدة في مدوّنة ماي بيوت، المدوّنة العقارية الأولى باللغة العربية في الإمارات، فتفضّل بتصفّحها، ولا تتردد بالتواصل معنا عبر حيّز التعليقات، كما يمكنك الاشتراك في نشرة ماي بيوت الإخبارية، ليصلك كلّ جديدٍ حول المواضيع التي تهمّك أسبوعيًا.
*حقوق صورة الغلاف تعود لموقع أبوظبي للثقافة الرسمي