أشهر النباتات الصحراوية في الإمارات
لطالما امتازت الإمارات بالتنوّع البيئي الفريد، فهي تجمع بين الصحاري الشاسعة، والسواحل الممتدة، والواحات الغنّاء، والجبال الشاهقة، ما يكوّن نظامًا بيئيًا متكاملًا يدعم مجموعة واسعة من الكائنات الحية، ورغم الطبيعة الصحراوية التي تهيمن على معظم أراضيها، إلا أنها تحتضن العديد من النباتات الصحراوية التي تكيفت مع الظروف القاسية لتزدهر وسط الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة، وباتت تؤدي دورًا جوهريًا في الحفاظ على التوازن البيئي، وتوفير الغذاء والمأوى للكائنات البرية، ومكافحة التصحّر. في هذا المقال، نسلط الضوء على نباتات صحراوية في الامارات، ذاكرين خصائصها الفريدة التي تجعلها قادرة على العيش في هذا المناخ.
ما هي النباتات الصحراوية؟

النباتات الصحراوية هي نباتات تنمو في المناطق القاحلة أي قليلة الماء وذات التربة الجافة، تتميز بقدرتها العالية على التكيف والبقاء في بيئات تقل أو تفتقر لأدنى مقومات الحياة، مثل البيئة الصحراوية ذات المناخ الحار والجاف، ومن أبرز خصائص النباتات الصحراوية في الامارات التي تساعدها على تحمّل الظروف القاسية:
- تمتلك جذورًا وأوراقًا وسيقانًا قادرة على امتصاص الرطوبة وتخزينها في أنسجتها الداخلية
- بعض الأنواع تدخل في سبات خلال فصل الصيف
- تكمل بعض النباتات دورتها المعيشية في فصل واحد للبقاء في البيئة الصحراوية
- تتباعد عن بعضها لتقليل التنافس على الماء والرطوبة القليلة في التربة
- لها جذور طويلة تصل للمياه الجوفية أو سطحية كثيفة لامتصاص الرطوبة بسرعة
- تمتاز بأوراق صغيرة، شوكية، أو مغطاة بالشمع لتقليل التبخر
- بعضها يقوم بتخزين الماء في السيقان مثل الصبار
- تمتلك دورة حياة قصيرة بعد الأمطار
- بعضها يقوم بطي الأوراق أو إسقاطها لتقليل فقدان الماء
- تضم مواد كيميائية تحميها من الحيوانات العاشبة
- بذورها مقاومة للجفاف وتنبت عند توفر الظروف الملائمة
أنواعها
- النباتات الممتصة: تمتلك سيقانًا وأوراقًا سميكة لتخزين الماء، وجذورًا كثيفة وسطحية لامتصاص الرطوبة بسرعة، كما تغطي أوراقها طبقة شمعية لتقليل فقدان الماء.
- النباتات سريعة الزوال: ذات عمر قصير، تزهر في موسم واحد، وتطرح بذورها قبل موتها لتبقى في سبات حتى موسم الربيع.
- النباتات عميقة الامتصاص: تمتلك جذورًا طويلة تمكنها من الوصول إلى المياه الجوفية وامتصاصها.
نباتات صحراوية في الامارات قديمًا
اعتمد سكان البادية في الإمارات قديمًا على الرعي، مستفيدين من الغطاء النباتي الذي وفّر الغذاء للماشية قبل انتشار مزارع الأعلاف. كما شكلت بعض نباتات الصحراء الاماراتية جزءًا من غذائهم، مثل الحماض والخبيز ولسان الكلب، بينما استُخدمت بذور نبتة الحبي لصنع القهوة عند ندرة البن. إلى جانب الغذاء، لعبت النباتات الصحراوية دورًا في الطب التقليدي، حيث استُخدمت “اليعدة” و”الحرمل” لعلاج آلام المعدة، و”السريو” لعلاج الكسور، كما تميز أبناء البادية بمعرفتهم بالنباتات المفيدة للرعي، مثل الغريرا، القطب، والسعدان، إضافةً إلى نباتات تعمر لفترات طويلة، كالنصي والرمث.
كان الطب الشعبي شائعًا، حيث استخدم الزعتر والفوطن لعلاج الكحة وآلام المعدة، والحنظل للإمساك وآلام المفاصل، والحلول كعلاج دوري. واليوم، تعتمد دول عدة مثل ألمانيا وإسبانيا على النباتات الطبيعية في العلاجات، وهو نهج مارسه سكان الإمارات قديمًا، سواء باستخدام نباتات صحراوية في الامارات أو استيرادها من الخارج.
أنواع النباتات الطبيعية في صحراء الإمارات

إليك مجموعة نباتات تعيش في الصحراء الامارات:
الآرا (آرى)
الآرا (آرى) نبات يعيش في الصحراء الاماراتية، وتحديدًا في الأماكن الصخرية والصخرية الرملية، وتشمل سماته:
- نبات معمر
- لونه أغبر
- يصل ارتفاعه إلى حوالي المتر
- مغطى بزغب كثيف ناعم وصوفي
الرمرام
نبات صحراوي اماراتي ينمو في المناطق الرملية الملحية الكلسية، وتشمل سماته:
- نبات شجيري معمر
- أسمر اللون
- مشعر وخشن
- يصل ارتفاعه إلى حوالي 60 سم
- ذو سيقان كثيرة التفرع
- يغطى الساق والأوراق بشعيرات أو أشواك ذات قاعدة منتفخة الأوراق طولها يتراوح بين 2 و4 سم
الحنظل
يعيش نبات الحنظل في المناطق الرملية، وتشمل سماته:
- نبات زاحف أو مفترش الأرض
- ذو ملمس خشن ومشعر
- ذو جذور عميقة قوية متخشبة
- ذو سيقان حولية مضلعة زاحفة طويلة ذات محاليق
شجرة السمر
تعيش شجرة السمر في المرتفعات والمنحدرات والوديان والواحات، وتشمل سماته:
- أشجار صحراوية متوسطة الارتفاع تصل إلى 2-6 متر
- لونها أخضر ومغبرة
- ذات لحاء بني محمّر وأشواك قوية
الأرطة
يعيش نبات الأرطة في المناطق الرملية ذات الكثبان وفي جوانب الطرق الصحراوية، وتشمل سماته:
- نبات شجري كثيف ومتساقط الأوراق
- لونه أخضر
- ملمسه مغبر وأملس
- يصل ارتفاعه إلى 50-130 سم
- ذو سيقان كثيرة التفرع
شجر النخيل
يعيش شجر النخيل في الواحات الصحراوية، وتشمل سماته:
- تنتشر زراعتها في المناطق الحارة
- لجذورها قدرة على الاحتفاظ بكميات كبيرة من الماء
- ذات جذع صلب وأوراق شوكية
الصبار
يعيش نبات الصبار في البيئة الصحراوية، وتشمل سماته:
- نبات شوكي
- يتحمل العطش والجفاف الذي قد يمتد لسنوات طويلة
- منه أنواع منتجة للثمار مثل التين الشوكي وأخرى تنتج الأزهار
شجر الغاف
يعيش شجر الغاف في البيئات الصحراوية ولها محمية خاصة في إمارة دبي وهي محمية الهباب، وتشمل سماته:
- تنتمي شجرة الغاف إلى الصحراء العربية
- قادرة على البقاء في ظل مناخ حار لعدم حاجتها إلى كمية كبيرة من الماء
- تحتاج إلى التعرض لأشعة الشمس القوية وتجنب الظل الزائد لأنها تقضي على البذور
شجر الطلح
يعيش نبات الطلح في البيئات الصحراوية ولها محمية خاصة في إمارة دبي وهي محمية الهباب، وتشمل سماته:
- لديها أشواك طويلة وحادة، تحفظ الماء بداخلها ولذلك يمكن لهذه الشجرة البقاء في ظل مناخ جاف
- لها جذور عميقة تنغمس في التربة للحصول على مواد مغذية تمكنها من البقاء حية
نبات الغريرا
- ينمو في المناطق الرملية والصخرية
- نبات عشبي معمر يتميز بقدرته على التكيف مع المناخ الصحراوي القاسي
- يستفيد منه رعاة الإبل كغذاء للمواشي
نبات السعدان
- ينمو في المناطق الرملية ذات الرطوبة المحدودة
- يمتلك أوراقًا شوكية تساعد في تقليل فقدان الماء
- يستخدم في الطب التقليدي لمعالجة بعض الأمراض
نبات القطب
- نبات معمر ينمو في المناطق الصحراوية الرملية
- يعد من النباتات ذات الأهمية البيئية لرعي الماشية
- يمتاز بقدرته على تحمل الظروف القاسية
جهود الإمارات في الحفاظ على النباتات الصحراوية
تمثلت أبرز إنجازات الشيخ زايد، رحمه الله، في تحويل صحراء الإمارات إلى جنة خضراء، وساهم في تحويل أرض الإمارات من مضرب مثل للجفاف والأراضي القاحلة، إلى أرض الحياة والتطور والعمران، وعمل على بناء محميات طبيعية في الإمارات للمحافظة على نباتات صحراوية في الامارات وتشكيل موطن آمن لها. ومن الجهود المبذولة في الحفاظ على نباتات صحراوية اماراتية:
- إجراء بحوث ودراسات ميدانية لحصر أنواع النباتات المحلية وحمايتها من الانقراض والتلوث.
- إطلاق منصة “غراس”: قاعدة بيانات لأنواع النباتات المحلية عبر تطبيقات iTunes وGoogle Play لتعزيز الوعي المجتمعي.
- تمييز أشجار النخيل باستخدام تحليل الحمض النووي بالتعاون مع جامعة الإمارات منذ 2014 لحفظ وتصنيف الأصول الوراثية للنخيل.
- إطلاق “بنك الجينات” للحفاظ على الموارد الوراثية للنباتات المحلية.
- إنشاء مركز أبوظبي للموارد الوراثية النباتية، لتوثيق وحفظ النباتات المحلية وإعادة زراعتها في حال انقراضها.
- مركز خليفة للتقانات الحيوية والهندسة الوراثية: مركز بحثي متخصص في الهندسة الوراثية للنباتات في جامعة الإمارات.
الأسئلة الأكثر تكرارًا
فيما يلي نجيب عن بعض الأسئلة الشائعة حول نباتات الصحراء الاماراتية:
هل تختلف أنواع النباتات الطبيعية في صحراء الإمارات حسب المناطق؟
نعم، تختلف الأنواع حسب البيئة المحلية؛ فبعض النباتات مثل شجرة الغاف والطلح تفضل المناطق الصحراوية القاحلة، بينما تنمو نباتات أخرى مثل الآرا في المناطق الصخرية.
هل يمكن زراعتها في مناطق أخرى غير الصحراء؟
نعم، بعض النباتات الصحراوية يمكن زراعتها في مناطق أخرى بشرط توافر ظروف مناخية مشابهة. تتطلب هذه النباتات عناية خاصة لتمكينها من التكيف مع الظروف الجديدة.
ما أهمية شجرة الغاف في البيئة الصحراوية؟
شجرة الغاف تعتبر من النباتات الهامة في الصحراء لأنها قادرة على تحمل الجفاف، كما تلعب دورًا كبيرًا في توفير الظل والحماية للكائنات البرية وتثبيت التربة.
كيف تحافظ النباتات الصحراوية على الماء في الظروف القاحلة؟
تتبنى هذه النباتات عدة استراتيجيات للبقاء على قيد الحياة، مثل تخزين الماء في السيقان أو الجذور، تقليل مساحة الأوراق لتقليل التبخر، وأحيانًا يتم إسقاط الأوراق أو طيها للحفاظ على الرطوبة.
بهذا نكون قد أطلعناك على مجموعة نباتات صحراوية في الامارات، ذاكرين لمحة عن استخداماتها قديمًا، إلى جانب خصائصها والجهود المحلية للحفاظ عليها. إن كنت مهتمًا بمواضيع مشابهة، ألقِ نظرة على أشهر المحميات الطبيعية في دبي واستكشف ما تضمّه من كائنات حية نادرة ومدهشة، كذلك نوصيك بالاطّلاع على دليل الزراعة المائية في الإمارات.
ستجد مزيدًا من المقالات المنوّعة والمفيدة في مدوّنة ماي بيوت، المدوّنة العقارية الأولى باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة، فتفضّل بتصفّحها، ولا تتردد بالتواصل معنا عبر حيّز التعليقات، كما يمكنك الاشتراك في نشرة ماي بيوت الأسبوعية، ليصلك كلّ جديدٍ حول المواضيع التي تهمّك.