دور الإمارات في الحد التلوث البيئي
يعد التلوث البيئي واحداً من أصعب التحديات التي تواجه العالم أجمع، إذ يؤثر بشكل كبير على البيئة وصحة كل من الإنسان والحيوان. يتسبب التلوث البيئي في تدهور النظام البيئي وتغير المناخ ويؤثر سلبياً على الصحة العامة، مما يمثل تهديداً كبيراً للتنمية المستدامة والثروات الطبيعية. تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بدور كبير للحد من مشكلة التلوث البيئي، إذ تعد من بين الدول الرائدة في هذا المجال، وتولي الحكومة الإماراتية أهمية بالغة للحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، حيث اتخذت العديد من الإجراءات والسياسات البيئية المبتكرة التي تهدف إلى تحسين جودة الهواء والمياه والتربة وتقليل الانبعاثات الضارة. تعرف في هذا المقال على التلوث البيئي في الامارات ودورها في الحد من التلوث البيئي وأنواع التلوث البيئي ومصادره.
نبذة عن ظاهرة التلوث البيئي في الامارات
ما هو تعريف التلوث البيئي؟ يعرف التلوث البيئي على أنه ظاهرة غير طبيعية، وضرر يحدث للبيئة وينجم عن عناصر ملوثة تعمل على إحداث العديد من التغيرات السلبية على الطبيعة، ما يتسبب في إحداث نتائج كارثية قد تؤدي إلى تدمير البيئة. تنقسم انواع التلوث البيئي في الامارات إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:
- تلوث الهواء: أي اختلاط الهواء بمواد ضارة، مثل وقود العادم والدخان، ويسبب تلوث الهواء أضراراً كبيرة على صحة الإنسان والحيوان والنبات، وثقب الأوزون. تُقَدر منظمة الصحة العالمة أن ما يقارب من خُمس العالم يتعرض لأضرار خطرة بسبب الهواء الملوث، ومن أبرزها سرطان الرئة
- تلوث الماء: ينجم عن اختلاط المياه النظيفة بمياه المجاري والمياه الكيميائية وغيرها، مما يسبب الأذى للإنسان والحيوان والنبات، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يموت سنوياً حوالي 5 ملايين شخص بسبب شرب المياه الملوثة
- تلوث التربة: انتشرت ظاهرة تلوث التربة بعد الحروب، وذلك بسبب اختلاطها مع المواد الكيميائية ونفايات الحرب والمشتقات البترولية. أدى هذا النوع من التلوث إلى حدوث خلل في النظام البيئي، حيث تعرت التربة من النباتات وانتشرت ظاهرة التصحر
تعد هذه الأنواع الثلاثة من أهم عناصر كوكب الأرض، وأي ضرر في أحدها يسبب انحسار في هذه الموارد وإحداث خلل في البيئة وتوازنها.
التحديات البيئية في الإمارات
تواجه دولة الإمارات العربية المتحدة تحديات بيئية هائلة بفعل التطور السريع وآثار الاحتباس الحراري، وفيما يلي أبرز تهديدات التلوث البيئي في الامارات:
الأنواع الغريبة الغازية
تعد الأنواع الغريبة الغازية من أبرز العوامل السلبية للتلوث البيئي في الإمارات، إذ ازداد هذا النوع من التلوث بسبب زيادة النشاط التجاري في الدولة. قد تسبب الأنواع الغريبة الغازية عواقب وخيمة على الحياة البرية والبيئية، إذ تؤثر على الحيوانات المهاجرة والحيوانات البرية في الإمارات.
البصمة الكربونية
البصمة الكربونية هي إجمالي الغازات الدفيئة التي تنتج عن الانبعاثات الصناعية أو الشخصية أو الخدمية، وتقاس من أجل الحد من الآثار السلبية للانبعاثات الضارة، ويجدر بالذكر أن بصمات الطاقة والمياه وثاني أكسيد الكربون في الإمارات تعد من بين الأعلى حول العالم، وذلك بسبب المناخ الجاف والحار الذي يتطلب كمية كبيرة من الطاقة، ناهيك عن استيراد بضائع عديدة التي لا تستطيع الدولة إنتاجها.
محدودية الموارد المائية
تعاني الإمارات من محدودية في موارد المياه العذبة الطبيعية التي تنحصر بالمياه الجوفية، وتلجأ الحكومة الإماراتية إلى تحلية مياه البحر بشكل متزايد باستخدام الحرارة الزائدة المولدة بالكهرباء، مما يؤثر على البيئة البحرية بسبب صرف مياه البحر بشكل متزايد إلى الخليج العربي.
فرط استغلال الثروة السمكية
تواجه الحياة البحرية في الإمارات عدداً من التهديدات البيئية، وتعد من بين أبرز مخاطر التلوث البيئي في الامارات، وعلى رأسها الصيد الجائر للأسماك، إذ تتأثر الثروة البحرية بسبب تغير المناخ بشكل متزايد، هذا وتعتمد الدولة على الأسماك كمصدر رئيسي للغذاء.
توليد النفايات
تعد نفايات الأفراد في الإمارات ضمن أعلى المعدلات على الصعيد العالمي، مما يجعلها من بين أبرز مخاطر التلوث البيئي في الامارات.
التلوث الهوائي
يعد التلوث الهوائي أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الدولة، إذ تحرص هيئات الإمارات على المحافظة على نظافة الهواء المحيط ضمن المعايير المطلوبة، وينتج التلوث الهوائي عن الأنشطة البشرية بشكل كبير، والانبعاثات الناتجة عن احتراق الوقود ودخان المصانع.
تدهور الأراضي والتصحر
تعاني الإمارات بشكل كبير من تدهور الأراضي والتصحر، إذ تلعب العوامل البشرية دوراً رئيسياً في التصحر والتي تتمثل في زيادة عدد السكان والتغير في النمط الاجتماعي، إلى جانب الجفاف والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية.
جهود الامارات لحماية البيئة من التلوث
جهود دولة الامارات لحماية البيئة من التلوث والتخفيف من مصادره كثيرة ولا حصر لها، وتعمل على الدوم لإيجاد حلول للتخلص من هذه الظاهرة، وترسم الخطط وتصدر الإجراءات المتعلقة بالشأن. فيما يلي بعض خطط وجهود الامارات للحد من التلوث البيئي:
خطة الطاقة المتجددة
تهدف هذه الخطة إلى زيادة استخدام الطاقة المتجددة وتحسين كفاءتها، إذ تسعى الإمارات إلى زيادة إنتاج الطاقة المتجددة لما يصل إلى 50% من إجمالي الإنتاج الكهربائي المحلي بحلول العام 2050.
خطة التحول نحو الأخضر في النقل
تشمل خطة التحول نحو الأخضر في النقل إلى تعزيز استخدام السيارات الكهربائية وترشيد استخدام الوقود بكفاءة وتشجيع استخدام وسائل النقل العام والدراجات الهوائية في الإمارات.
خطة الإمارات الخضراء
تهدف خطة الإمارات الخضراء إلى تحسين جودة الهواء والمياه والتربة والعمل على تشجيع استخدام الطاقة النظيفة، إلى جانب تحسين كفاءة استخدام الطاقة وزيادة الاستدامة البيئية.
إنشاء المدن المستدامة
قامت الإمارات بتطوير مجموعة كبيرة من المناطق والمدن المستدامة التي تعتمد على الطاقة البديلة، ومن خير الأمثلة عليها المدن الخضراء المستدامة في دبي التي تتبع استراتيجيات مختلفة تساعد في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحد من انبعاثات التلوث. تتبع المدن المستدامة طرقاً حديثة للحفاظ على البيئة، وعلى رأسها ترشيد استخدام الموارد وتجنب استنزاف المياه والكهرباء، كما صُممت المنازل في المدن المستدامة باستخدام مواد بناء صديقة للبيئة لضمان كفاءة استهلاك الطاقة بشكل مثالي وتعد المدن المستدامة من أبرز طرق محافظة دولة الامارات على البيئة من التلوث، ومن أبرز هذه المدن هي:
- مدينة دبي المستدامة
- مدينة زهرة الصحراء
- مدينة دبي الجنوب
- جميرا جولف استيت
- واحة دبي للسيليكون
خطة إدارة النفايات
تعمل خطة إدارة النفايات على تقليل كمية النفايات وزيادة الوعي حول إعادة تدوير النفايات في الإمارات، كما تشمل هذه الخطة تطوير مراكز إعادة التدوير ومراكز أخرى للمعالجة الحديثة والفعالة للنفايات.
حماية الحيوانات المهددة بالانقراض
تهدف هذه الخطة إلى حماية الحياة البرية والبحرية، إلى جانب النباتات المهددة من الانقراض، وتشمل إنشاء مناطق حماية وحدائق طبيعية ومحميات بحرية لحماية الحيوانات المهددة بالانقراض في الإمارات.
السياسة العامة للبيئة لدولة الإمارات
تتبنى هذه السياسة ضمن جهود الامارات للتقليل من التلوث البيئي تنفيذ أكثر من 100 مبادرة لتعزيز الموارد الزراعية والحيوانية، إلى جانب دعم الإنتاج وتعزيز المساهمة في الاقتصاد الوطني وتوظيف التكنولوجيا وتطبيقاتها لتحقيق الاستدامة.
تتضمن السياسة أولويات عدة، ومنها:
- الحد من التغير المناخي بشكل يدعم أولويات التنمية الاقتصادية في الإمارات
- تعزيز جودة الهواء
- المحافظة على البيئة الطبيعية
- ضمان سلامة المنتجات الغذائية وتنويع مصادرها
- المحافظة على موارد الإنتاج الزراعي المحلي واستدامته
- استدامة الإنتاج الحيواني المحلي من خلال الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية المحلية
- الإدارة المتكاملة للنفايات
- الإدارة السليمة للمواد الكيميائية
طرق المحافظة على البيئة من التلوث في الامارات
نتحدث في هذه الجزئية عن أبرز طرق المحافظة على البيئة من التلوث في الامارات، وهي:
الوعي بالمشكلة
تقع مسؤولية حماية الأرض على عاتق جميع الأفراد، وبدايةً يدب الوعي بأهمية المحافظة على البيئة والحد من التلوث، وزرع حب الأرض في الأطفال منذ الصغر، وإطلاعهم على واجباتهم ومسؤولياتهم للحد من أضرار التلوث، مثل التقليل من استخدام الأكياس البلاستيكية والمحافظة على نظافة الأرض والبحر وغيرها من المسؤوليات.
العثور على الخيارات الآمنة
يجب على الإنسان أن يقلل من استخدام المواد التي تضر بالبيئة، والبحث عن خيارات آمنة، مثل استبدال أكياس البلاستيك بأكياس الورق، والاستعانة بالسماد الطبيعي المصنوع من الفواكه والخضار بدلاً من الأسمدة الصناعية، والتقليل من تدخين السجائر، إضافةً إلى التنقل سيراً على الأقدام بدلاً من استخدام السيارات خاصة للمسافات القريبة، إذ يعتبر دخان السيارات أحد العوامل الرئيسية لتلوث الهواء.
الحد من العادات السيئة
يتوجب على الأفراد التوقف عن القيام بالأمور التي تزيد من مشاكل التلوث البيئي، مثل تجنب إلقاء القمامة في مجاري المياه وتعتبر هذه العادة من أبرز مسببات تدمير مصارف المياه الجوفية الصالحة للشرب. الحفاظ على مياه الأنهار والبحار والتوقف عن إلقاء المخلفات فيها، إذ يعتبر ذلك سبباً رئيسياً في موت الكائنات المائية.
ننصحك بإلقاء نظرة على جهود الدولة المبذولة في التخلص من البلاستيك في دبي بالكامل والاعتماد على المصادر البديلة، ذلك إلى جانب سبل الحد من التغير المناخي في الإمارات.
كان هذا كل ما لدينا في مدونة ماي بيوت حول دور الإمارات في الحد التلوث البيئي. نتمنى أن نكون قد وفرنا عليك عناء البحث، وإن كان لديك أي استفسار، فيسعدنا أن نساعدك بأي شكل ممكن عن طريق حيز التعليقات أسفل الصفحة.