المحميات في الفجيرة… بيئة غنية بالمظاهر الخلابة والكائنات الحية النادرة
تضم إمارة الفجيرة إحدى الإمارات السبع معالم طبيعية بارزة مثل المسطحات المائية التي تُعد عنصراً حيوياً لاستدامة البيئة البحرية، بالإضافة إلى وجود محميات كثيرة تُساهم بتنشيط السياحة البيئية وجذب السياح من داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أنهم يستمتعون بالأجواء الهادئة والبيئة النقية. نتعرف في هذا المقال على أبرز محميات طبيعية في الفجيرة التي تُمثل بيئة غنية بالمظاهر الخلابة والكائنات الحية النادرة.
اسماء محميات طبيعية في الفجيرة وأبرز ما تحتضنه
جذبت محميات طبيعية في الفجيرة أنظار جميع المواطنين والمقيمين في الإمارات كونها تتميز باحتضانها لمجموعة واسعة من الوجهات المميزة مثل جزيرة سنوبي، فضلاً عن تنوع الحياة البحرية والبرية والتي تضم كائنات ونباتات نادرة، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من المرجان وتحديداً شقائق النعمان نجم البحر والمرجان الريشي ومرجان الفليفلة، فضلاً عن المرجان الورقي والسوطي. تالياً اسماء محميات طبيعية في الفجيرة وأبرز ما تحتضنه وما يميّزها.
ضدنا
تقع منطقة ضدنا على الساحل الشرقي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتحتضن محمية سُميت على اسمها تُعتبر من بين أهم محميات الحيوانات في الفجيرة، حيث تمتاز بتنوعها الكبير بالحياة البرية، أما عن تسمية ضدنا، فقد قيل أنها كانت قلعة حصينة ضد الاستعمار فسميت بضدنا. اعتمدت منطقة ضدنا في اقتصادها منذ القدم على الزراعة والصيد، كما يعمل سكان هذه المنطقة حتى الآن بالزراعة والصيد، بالمقابل، فهي تتميز بمساحات شاسعة من التربة الخصبة التي ساعدت في نمو أنواع مختلفة من النباتات الجميلة.
البدية
تُعتبر البدية من أقدم قرى الفجيرة وهي منطقة خضراء تقع بين الجبال والبحر في منظر ساحر، وتتميز المنطقة باحتضانها لأقدم مساجد الإمارات وهو مسجد البدية الذي يعود تاريخه إلى عام 1446 للميلاد، كما تحتضن محمية البدية التي تندرج في قائمة أشهر المحميات الطبيعية في الإمارات والتي تُعد من أكثر محميات طبيعية في الفجيرة جذباً للزوّار، حيث تضم أصنافاً متنوعة من الكائنات الحية من حيوانات ونباتات نادرة، وعن أكثر ما يشتهر به سكان المنطقة الزراعة وتربية المواشي. يوجد في البدية سوق شعبي ينافس أبرز الأسواق الشعبية في الإمارات التي تعرض الأقمشة والأسماك والتوابل وغيرها الكثير.
العقة
تطل منطقة العقة على خليج عُمان، وقد اشتهر أهالي المنطقة منذ القدم بركوب البحر والصيد وجمع العسل من الجبال؛ إضافة إلى الزراعة وتربية المواشي، وتعد منطقة العقة من المناطق الجاذبة للسياح بفضل محمية العقة البحرية التي يُمكن القول أنها أكثر محميات الفجيرة البحرية شهة بسبب طبيعتها الساحرة، وهو ما جلب إليها استثمارات كبيرة، حيث يقع في محيط المحمية فندق ومنتجع مريديان شاطئ العقة والكثير من المطاعم والمرافق السياحية المميزة. تسمى منطقة العقة “لؤلؤة الساحل الشرقي” لما توفره من المناظر الخلابة والطبيعة الجميلة.
الفقيت
محمية بحرية أخرى ضمن قائمة محميات طبيعية في الفجيرة هي محمية الفقيت التي بيئتها مثالية لنمو الشعاب المرجانية وأنواع مختلفة ومتعددة من الكائنات البحرية، و تعد المنطقة من أكثر الأماكن الجاذبة للسياح في الفجيرة، وبخاصة في فصل الشتاء بسبب درجات الحرارة المنخفضة والأجواء الرطبة، بالإضافة إلى احتضانها العديد من الفنادق والمنتجعات السياحية، كما تضم الفقيت محمية جزيرة الطيور التي تعد من أكبر محميات طيور الفجيرة بمساحة إجمالية تبلغ نحو 222 كيلومتراً مربعاً، فضلاً عن أنها تحتوي على أنواع نادرة من المرجان الريشي والأزرق ومجموعة من الإسفنجيات والكائنات الرخوة، بالإضافة إلى الأسماك النادرة والملونة والعديد من القشريات، كذلك يتوفر فيها أعداد من الحيوانات الليلية كالسلطعون والقريدس وسلاحف البحر وبقر البحر والقروش الحوتية الأليفة.
محمية الوريعة الجبلية
تزخر محمية وادي الوريعة الجبلية بأنواع فريدة من النباتات والحيوانات التي تعتبر بعضها مهددة بالانقراض، ناهيك عن سحر الطبيعة الذي يبث الراحة في نفوس زوارها، وسُميت المحمية باسم وادي الوريعة الذي يُعتبر واحداً من أكثر الأماكن السياحية في الفجيرة جذباً للسياح، حيث يتميز بالأنظمة البيئية الفريدة التي يحتضنها، والتي تتمثل بالمياه الجوفية وعيون المياه العذبة التي نبعت من باطن الأرض والصخور، بالإضافة إلى العديد من شلالات وادي الوريعة التي تمثل لوحة فنية منبثقة من الجبال الصخرية، وتعتبر المحمية أبرز محميات طبيعية في الفجيرة ومأوى لعدد من الحيوانات البرية النادرة مثل الطهر العربي والنمر العربي، والتي تعتبر مهمة في تراث الإمارات الوطني، كما تتميز المحمية باحتضان 300 نوع من النباتات الفريدة وأبرزها نبتة الأوركيد الفريدة.
جهود الإمارات في الحفاظ على محميات الفجيرة
أولت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل مستمر اهتماماً خاصاً بالمعالم الطبيعية خاصة محميات طبيعية في الفجيرة بمختلف أصنافها مثل محميات الحيوانات في الفجيرة أو محميات طيور الفجيرة وبالطبع محميات الفجيرة البحرية والتي تضم جميعها الأحياء البحرية بهدف إثراء التنوع البيولوجي والحياة البحرية والحفاظ على الكائنات الحية النادرة من الانقراض، بالإضافة إلى الحفاظ على التنوع الإحيائي والبيولوجي، إلى جانب الحفاظ على الموارد الطبيعية واستدامتها وحماية الشعاب المرجانية والصخور والأصداف الملونة من عمليات التجريف والممارسات الضارة بحيث تصبح منطقة جذب سياحي لهواة الغوص والسباحة وطلاب العلم والمهتمين بالأبحاث البحرية من داخل الدولة وخارجها.
تمثلت أبرز جهود الإمارات باستخدام أجهزة تُعطي تحاليل وقياسات لنمو الهائمات البحرية ودرجات الحرارة، إضافة إلى إسقاطات الكهوف والمشدات الصناعية التي تعتبر ملاذاً آمناً وبيئة خصبة لنمو وتكاثر الكائنات البحرية، فضلاً عن حملات نظافة وحماية للشعاب المرجانية بشكل متواصل انطلاقاً من مبدأ أن البِحار تشكل نظاماً بيئياً متكاملاً يجب الحفاظ على عناصره من أي أضرار مدمرة على الأحياء والنباتات البحرية والتي قد تصل إلى الإنسان، وتهدد بعض المناطق البحرية بالموت المحقق.
القوانين والإجراءات
لم تتوقف جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على الطبيعة بالحد من مصادر التلوث البيئي فقط، حيث قامت بسنّ قوانين وإقرار تشريعات تُحافظ على تنوع الحياة الطبيعية، حيث قامت وزارة التغير المناخي والبيئة بإصدار قوانين خاصة واتخذت إجراءات مشددة لحماية البيئة ومحميات طبيعية في الفجيرة وتنميتها، وقد أثمرت الجهود بأن شهدت المحميات إقبالاً من الباحثين وطلبة الجامعات لدراسة الأحياء النادرة، ومن أهم هذه الدراسات “التحليل الجيني لعينات الأنسجة” و”التصنيف الجيني لتحليل الحمض النووي” لشقائق النعمان، إلى جانب عدة دراسات حول الشعب المرجانية والأسماك.
كما قامت السلطة المحلية في الفجيرة بتركيب اللوحات الإرشادية التي تبين لصيادي الأسماك أن هذه المناطق أصبحت محميات بحرية طبيعية يُمنع الاصطياد فيها منعاً باتاً، بالإضافة إلى إنشاء قسم خاص هو قسم البيئة والمحميات الطبيعية، حيث يُعنى بأمور المحميات بشكل عام ومحميات الفجيرة البحرية بشكل خاص، كما يقوم بتنفيذ مجموعة من السياسات الواضحة وإصدار التشريعات الحازمة التي تمنع عمليات التجريف والصيد العشوائي للثروة السمكية والمائية ومكافحة التلوث وكل ما يهدد سلامة مكونات البيئة الطبيعية، بالإضافة لأنشطة الأقسام الأخرى مثل حملات نظافة البيئة البحرية وتحديداً شواطئ الفجيرة، إلى جانب المشاركة في المعارض والمؤتمرات والندوات التي تهتم بأمور البيئة.
أهداف مشروع المحميات الطبيعية في الفجيرة
يعتبر مشروع المحميات الطبيعية البحرية في إمارة الفجيرة الأول من نوعه في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، ويهدف إلى كل من:
- الحفاظ على الثروة السمكية وتأمين المناخ الطبيعي الآمن لتكاثرها، وبشكل خاص الأنواع النادرة من الأسماك والكائنات البحرية التي تشتهر بها منطقة الساحل الشرقي
- يهدف هذا المشروع إلى حماية الشعاب المرجانية والصخور، فضلاً عن الأصداف الملونة من عمليات التجريف والممارسات الضارة
- تعزيز مكانة المنطقة وجعلها منطقة جذب سياحي يستمتع فيها الزوّار بالتقاط صور محميات الفجيرة إلى جانب استمتاع هواة الغوص والسباحة والراغبين في تجربة مختلف الأنشطة التي يُمكن القيام بها في الفجيرة، أيضاً طلاب العلم والمهتمين بالأبحاث البحرية من داخل الدولة وخارجها
- إنشاء حدائق الفجيرة للشعاب المرجانية المستزرعة في إمارة الفجيرة بالتنسيق مع بلدية الفجيرة وبلدية دبا الفجيرة بهدف المحافظة على الحياة البحرية بالمحميات وزيادة الثروة السمكية، بما يخدم السياحة البيئية بالإمارة واستقطاب عدد أكبر من السائحين والغواصين ومحبي الحياة البحرية من داخل وخارج الإمارات
حاولنا في ماي بيوت أن نقدم لكم لمحة شاملة على أبرز محميات طبيعية في الفجيرة التي تضم تنوعاً طبيعياً كبيراً في الحياة الطبيعية، حيث تحتضن أنواعاً نادرة من الحيوانات البحرية والطيور، فضلاً عن النباتات المختلفة التي لا تنمو إلا في الظروف التي توفرها هذه المحميات، كما أشرنا إلى جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على المعالم الطبيعية ضمن رؤية الدولة للحفاظ على التراث الغني الذي تنعم به، بالإضافة إلى تضمين المقال لأبرز صور محميات طبيعية في الفجيرة التي تعكس الجمال الخلاب لها. نسعد دوماً بقراءة آرائكم من خلال التعليق أسفل الصفحة، كما يُمكنكم دوماً تصفح مدونتنا للاطلاع على آخر المقالات المشوقة مثل البيئة الصحية ودور دولة الإمارات في المحافظة عليها وغيرها الكثير، وننصحك بالتعرف على هيئة الفجيرة للسياحة والآثار ودورها الكبير في إدارة الأماكن السياحية في الفجيرة وتنشيط السياحة فيها. ولا تنس أيضاً الانضمام إلى مجموعة ماي بيوت على الفيسبوك لتصلك آخر مقالاتنا المنشورة.