تاريخ بناء دبي… ما بين الماضي والحاضر
مع التطور الهائل وازدهار النهضة العمرانية في دبي خلال السنوات الماضية، تحولت هذه المدينة إلى مركز عالمي للأعمال والتجارة. تعتبر دبي أسرع المدن الصحراوية توجهاً نحو التطور والنمو الحضاري، فقد انتقلت من مدينة تغطيها الرمال لمدينة تملؤها الحياة والسكان، ويظهر تطور البناء في دبي من خلال ناطحات السحاب المذهلة والأبراج الضخمة التي تحتضنها، مثل منطقة برج خليفة (التي تحتضن أطول برج في العالم) وغيره من ابراج دبي المميزة. قد يتساءل البعض كيف تم بناء دبي بهذه السرعة! وكيف أصبحت من أشهر مدن العالم وأكثرها تطوراً، لذلك سنلقي نظرةً عامة على دبي قديما وحديثا وسنتعرّف على تاريخها بشكل مفصّل.
بدايات إمارة دبي
يعود تاريخ دبي إلى آلاف السنين، لكن نقطة التحول وظهور الإمارة بشكل رسمي بدأت في عام 1833 عندما استقرت قبيلة بني ياس بقيادة آل مكتوم في منطقة الخور، وهي عبارة عن ميناء طبيعي، مما أدى لاحقاً إلى بروز دبي كمركز لصيد الأسماك وتجارة اللؤلؤ وغيره. يعد الخور بمثابة نقطة انطلاق لتراث دبي، وهو حالياً وجهة للأنشطة المختلفة، مثل ركوب القوارب الشراعية على طول الممرات المائية التاريخية، كما ولا يزال من أهم الطرق التجارية والسياحية في الإمارة.
شهدت دبي تطوراً ملحوظاً في عام 1894 تحت قيادة آل مكتوم، وازدهرت التجارة في المنطقة كذلك بفضل القوانين الجديدة التي تعفي المغتربين من دفع الضرائب، وبدأ التجار الهنود والباكستانيون بالتدفق لها للاستفادة من أوضاع التجارة الممتازة آنذاك. رغم ذلك النجاح التاريخي الذي حققته دبي حينها، إلاّ أنها بقيت تعتمد على الصيد وتجارة اللؤلؤ بشكلٍ رئيسي.
كيف تم بناء دبي
المراحل الأولى
لقد كان من الصعب قديماً في مدينة بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية توفير المياه لجميع أطرافها، وقبل البدء بإنشاء المباني من قلب صحراء دبي، قام الخبراء بدراسة جغرافية وجيولوجيا أرض المنطقة إلى أن وجدوا أنها لم تكن جافة وصحراوية في السابق، بل تم العثور على عدة أدلة تثبت وجود مياه قديماً، إذ كانت قد تسربت في جوف الأرض وبقيت في مكانها.
كان اكتشاف المياه الجوفية بداية تطور البناء في دبي وازدهار النمو السكاني والاقتصادي، الأمر الذي أدى الى ضرورة البحث عن مصدر مائي آخر، وتم إنشاء تمديدات مياه إضافية ومشاريع تحلية لمياه البحر، والآن تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة ببناء أضخم محطة صديقة للبيئة في العالم لتحلية المياه في إمارة رأس الخيمة.
اكتشاف النفط في عام 1966
بدأ الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم “رحمه الله” بالعمل على تطوير إمارة دبي سعياً منه لتحويلها من مدينة صغيرة في خور دبي إلى مدينة عصرية لا مثيل لها. من بعض المشاريع الكبرى التي تم إنجازها في ذلك الوقت؛ ميناء راشد، ميناء جبل علي، الأحواض الجافة العالمية في دبي ومركز دبي التجاري العالمي. عمل الشيخ راشد على استثمار واردات النفط الذي تم اكتشافه في ذلك الوقت لتطوير البنية التحتية لدبي، فقام بتشييد مختلف المرافق والطرق، بالإضافة إلى شبكة اتصالات ومواصلات حديثة وكافة الخدمات والمباني الضرورية لجعل دبي أيقونة عالمية. ساعدت القيادة الرشيدة والرؤية الثاقبة للشيخ راشد في تطوير دبي لتزخر بالمشاريع المعمارية والاجتماعية الباهرة، ولكن يبقى السؤال ذاته مطروحاً، كيف تم بناء دبي بهذه السرعة؟
اسلوب العمارة في دبي
من التحديات المهمة التي واجهتها دبي عند بناء الأبراج وناطحات السحاب المرتفعة هي الأرض الرملية الناعمة القابلة للهبوط التي عُرفت بها المنطقة، إذ أنّ المباني المرتفعة بحاجة الى أساسات متينة لتحمل هذا الثقل الهائل، كما وتقتضي الحاجة وجود صخور قوية. إذاً كيف تم بناء دبي على أرض رملية؟ قام المهندسون وخبراء الجيولوجيا بدراسة أصل الصخور الموجودة على جبال الحجر في المنطقة الشرقية في الإمارات، والتي تعتبر السبب الرئيسي في وجود أساسيات أرض دبي، وقد عملوا على تثبيت عدد إضافي من الأعمدة الفولاذية في قاع الأرض وكمية كبيرة من الخرسانة، كما وكانت عمليات التشييد والبناء تتم في ساعات الليل، وذلك لانخفاض درجات الحرارة أثناء الليل.
خلال نصف قرنٍ من الزمن، بلغ تطوّر دبي أبعاداً ضخمة، وقد ساعدت التقنيات الحديثة التي تم استخدامها وجهود المهندسين والباحثين في إيجاد حلول مثالية لتشييد ما نراه اليوم من الابنية الحديثة في دبي وناطحات السحاب التي حطّمت الأرقام القياسية على مستوى العالم.
بهذا نكون قد أجبنا على سؤال كيف تم بناء دبي التي نراها اليوم في أبهى صورة. يمكنكم الاطلاع على أعلى الأبراج وناطحات السحاب في الإمارات والتعرف على أطول أبراج أبوظبي والعديد من المواضيع الأخرى المتنوعة في ماي بيوت، المدونة العقارية الأولى باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة. لأي استفسارات أو اقتراحات، يرجى التواصل معنا من خلال حيّز التعليقات أسفل الصفحة.