قلعة ضاية في رأس الخيمة
لإمارة راس الخيمة تاريخٌ حافلٌ غني بالحضارات العريقة، منها “ماجان” و”ملوخا” وغيرها، حيث تمتلك الإمارة رصيداً تاريخياً حافلاً على المستوى السياسي، وقد لعبت دوراً مهماً في إعادة صياغة تطور المنطقة ومستقبلها. سنكشف الستار اليوم عن كثيرٍ من المباني التراثية التي استخدمت منذ القدم بأدوارٍ متعددة، مثل القلاع ومراكز الحكم وغيرها، لذا سنتحدث في هذا المقال عن واحدة من أشهر القلاع التي استخدمت قديماً في الدفاع عن الإمارة، ألا وهي قلعة ضاية في راس الخيمة ودورها التاريخي.
قلعة ضاية في راس الخيمة
تقع قلعة ضاية في مدينة الرمس في إمارة رأس الخيمة، وتُعد واحدة من أهم الآثار التاريخية والمعالم التراثية والحضارية في الإمارة، وفي الدولة عموماً.
ترسم القلعة مع الهضبة الجبلية المخروطية الشكل التي تقوم عليها ومشاهد بساتين النخيل من حولها، منظراً خلاباً يجسّد الماضي والحاضر في نفس الوقت، حين تعانق السحب قمم الجبال الشاهقة في المنطقة.
قلعة ضاية تاريخياً
وفقاً للمصادر والمراجع التاريخية الموثوقة، فقد استخدم سكان منطقة الرمس وبعض المناطق المحيطة بها، منطقة ضاية كمستوطنة لهم منذ عصور ما قبل التاريخ، واستُخدمت القلعة التي تقع على هضبة جبلية كموقعٍ دفاعي، باعتبارها قلعة حصينة في وجه الغزاة والطامعين.
تشكل قلعة ضاية راس الخيمة اليوم الحصن الوحيد، والذي لا يزال قائماً على قمة هضبة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ما يجعلها من أهم الأماكن السياحية في رأس الخيمة، ومن الجدير بالذكر أن القلعة لم تستخدم للسكن أبداً، إلّا أوقات الحروب نظراً لمساحة القلعة الصغيرة.
معركة ضاية
أما حول سبب تسميتها بهذا الاسم، ووفقاً للروايات التاريخية، فقد كانت القلعة شاهدةً على واحدة من أبرز المعارك التاريخية، فبعد سقوط إمارة رأس الخيمة، وجهت القوات البريطانية الغازية أنظارها نحو هدفها الثاني، وهو منطقة الرمس، حيث تقع قلعة ضاية، حينها تجمّع الناس بهدف مقاومة الغزاة، وسط أهازيج شعبية ما زالت عالقة في أذهان أهالي المنطقة، وفقاً للموروث الشعبي والتاريخي.
مبنى القلعة
تتألف قلعة ضاية من غرفة صغيرة تتضمن مجموعة فتحات محفورة في جدرانها بقصد التهوية وبداخلها سلم لمراقبة الغزاة، وقد بنيت من المكونات ذاتها المتوافرة في البيئة المحلية، أي من الصخور الجبلية، بينما بني السقف من سعف النخيل وخشب الصندل، ويحيط بالجبل سور يمتاز بسطحٍ مستوٍ من الصخور والحصى، وفي داخله برجان من الطوب والطين، ولعل ما يستدعي الانتباه في وسط السور رؤية كميات من الصخور تدل بشكلٍ واضح على وجود مبانٍ مكملة للأبراج.
موقع قلعة ضاية
لا تُعد زيارة قلعة ضاية بالأمر العسير، كل ما هنالك هو السير عبر الطريق الذي يمتد من منطقة النخيل التجارية مروراً بمدينة الرمس، ثم إلى قرية ضاية الواقعة على الطريق الرئيسي، حيث تتوفر العديد من اللوحات الإرشادية.
استراحة قلعة ضاية
بحكم دور القلعة التاريخي وأهمية المنطقة سياحياً، فقد حرصت حكومة الإمارة على راحة زوار قلعة ضاية براس الخيمة، حيث وفرت لهم استراحة وأدلاء سياحيين.
مرافق الاستراحة
تشتمل الاستراحة على جلسات خارجية بإطلالات مميزة على الجبال الشاهقة وعلى مزارع النخيل، بالإضافة لتوافر مسبحين، واحد للرجال وآخر للنساء والأطفال، إضافةً الى الصالة الترفيهية التي تشتمل على طاولات بلياردو وألعاب إلكترونية، وجلسات تراثية، وكوفي شوب مع كافتيريا.
- التواصل: 050 195 1117
بهذا نكون قد قدمنا لكم معلومات عن قلعة ضاية في راس الخيمة ودورها التاريخي في المنطقة. في حال كنتم من عشاق التاريخ والمناطق الأثرية، يمكنكم الاطلاع على الجانب التراثي من جزيرة الحمراء في رأس الخيمة، وعلى مقال القصر الغامض في رأس الخيمة، بالإضافة إلى جبل جيس. كما يمكنك متابعة مجموعة منوّعة من المواضيع التي تتعلق بالمجتمع والفرد والترفيه والعقارات التي تطرحها المدونة العقارية الأولى باللغة العربية في الإمارات العربية المتحدة يومياً، وبإمكانك التواصل مع فريقنا من خلال حيّز التعليقات أسفل الصفحة.