عام التسامح، رسالة دولة الإمارات للوطن العربي والعالم
في تاريخ 15 ديسمبر من عام 2018، أعلن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات سابقاً “رحمه الله” بجعل عام 2019 عام التسامح في دولة الامارات العربية المتحدة، وذلك بهدف إبراز الدولة كعاصمة عالمية للتسامح والتأكيد على قيمة التسامح باعتباره امتداد لنهج المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” وتعزيز دور العمل المؤسسي المستدام من أجل تعميق الحوار وتقبل الآخر والانفتاح على كافة الثقافات المختلفة من حول العالم! وعليه سنتناول في هذا المقال معلومات عن عام التسامح وأهدافه ومحاوره.
مبادرات عام التسامح في الامارات
تتجلى محاور عام التسامح في الامارات بخمسة محاور رئيسية وهي تعميق قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمع من خلال التركيز على هذه القيم لدى الأجيال الجديدة، وترسيخ مكانة دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح من خلال مجموعة من المبادرات والمشاريع الكبرى منها المساهمات البحثية والدراسات الاجتماعية المتخصصة في حوار الحضارات والتسامح الثقافي من خلال مجموعة من المبادرات المجتمعية والثقافية المختلفة، وطرح تشريعات وسياسات بهدف تعزيز قيم التسامح في الامارات الثقافية والدينية والاجتماعية وتعزيز خطاب التسامح وتقبل الآخر من خلال مبادرات إعلامية هادفة.
جسر التسامح
هذا وقد أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “رعاه الله” في نوفمبر 2017 أمراً بإطلاق اسم “جسر التسامح” على أجمل جسر مشاة في دبي والواقع على القناة المائية الجديدة، لإبراز قيمة التسامح في الامارات، هذه الدولة التي تربط جسور عميقة بين أكثر من 200 جنسية، جميعهم يتعايشون على أرض واحدة بسلام ومحبة. كما وجاء هذا الإعلان تزامناً مع اليوم الدولي للتسامح والذي يصادف 16 نوفمبر من كل عام.
وزير التسامح
هذا وقد تم استحداث وزير دولة التسامح لأول مرة في الدولة في فبراير 2016، وذلك أثناء إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” عن تشكيل الوزاري الثاني عشر والتغيرات في الحكومة الاتحادية مع ذكر الأسباب التي دفعت القيادة إلى تعيين وزير دولة للتسامح.
تقوم وزارة التسامح في الامارات بدعم موقف الدولة نحو ترسيخ قيم التسامح والتعددية وقبول الآخر فكرياً وثقافياً وطائفياً ودينياً. هذا وقد تم تعيين معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي منصب وزير دولة للتسامح، لتقوم بمهمة ترسيخ التسامح كقيمة أساسية في المجتمع على الصعيدين المحلي والإقليمي. وبعد التشكيل الوزاري في أكتوبر 2017، تولى هذا المنصب معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان ليصبح عضو مجلس الوزراء وزير التسامح.
هذا وكان قد اعتمد مجلس الوزراء في يونيو 2016 البرنامج الوطني للتسامح، والجدير ذكره أن أهداف عام التسامح في الامارات تسعى إلى إظهار الصورة الحقيقية للاعتدال واحترام الآخر ونشر قيم التعايش والسلام.
فالتسامح ليس بقيمة جديدة في دولة الإمارات، بل هو من قيم الأجداد والآباء المؤسسين في الدولة، وحتى قبل التغييرات الجديدة التي أعلن عنها مجلس الوزراء، تجلى ذلك بعدد من المبادرات التي اتخذتها الحكومة في المجال مثل قانون مكافحة التمييز والكراهية وإنشاء مراكز لمحاربة التطرف كالمعهد الدولي للتسامح ومركز صواب ومركز “هداية “لمكافحة التطرف العنيف.
جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح
تالياً في مبادرات عام التسامح في الامارات، تم استحداث جائزة محمد بن راشد للتسامح التي تعتبر أول مبادرة عالمية تسعى إلى ترسيخ قيم التسامح وتوسيع دائرة الانفتاح الثقافي بين شعوب ومجتمعات العالم. كما تهدف جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح إلى تحفيز قيم البذل والعطاء في مجال التسامح عند الشباب، وتعمل على دعم إنتاجاتهم الفكرية والثقافية والإعلامية التي تتعلق بالتسامح والانفتاح على الآخر في العالم العربي. ويجدر بالذكر أنه التسجيل في جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح يفتح أبوابه كل عامين.
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” فيما يخص جائزة التسامح:
إن التسامح ليس عبارة عن شعار، ولكنه نوعية يجب أن نعتز بها ونمارسها. يجب أن يتم نسجها في نسيج مجتمعنا لحماية مستقبلنا والحفاظ على التقدم الذي أحرزناه
يجدر بالذكر أن جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح تهدف لتحقيق العديد من الغايات، ومنها:
- تكريم الفئات والجهات التي لها إسهامات متميزة في ترسيخ قيم التسامح.
- تشكل الجائزة نواة لجيل من القيادات الشابة التي يتم اختبار قدراتها وتطويرها عبر برامج منتقاة بعناية لتشمل مهارات التواصل مع المجتمع والتأسيس العلمي والثقافي.
- تشجيع روح المبادرة والتميز في إرساء قواعد التسامح على المستويين الوطني والدولي..
- تشجيع الحوار بين الأديان وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام باعتباره دين تسامح.
يجدر بالذكر أن موعد جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح – مرحلة تقديم المبادرات قد بدأت في 16 نوفمبر من عام 2019، ولم يتم تحديد الفائز بعد.
شعار عام التسامح في الامارات 2019
اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، شعار عام التسامح الجديد لتستخدمه المؤسسات الحكومية والخاصة والإعلامية في جميع الحملات والمبادرات والبرامج التي تطلقها خلال عام التسامح في الامارات.
كما وأكد سموه في تغريد على حسابه الرسمي في توتير:” إن التسامح قيمة عالمية….. والغاف شجرتنا الوطنية…. مصدر الحياة وعنوان الاستقرار في وسط الصحراء…. كانت ظلالها الوارفة مركزاً لتجمع أجدادنا للتشاور في أمور حياتهم….. وفي عام التسامح نتخذها شعاراً لنستظل جميعاً بظل التسامح والتعايش”.
إكسبو دبي 2020
يعزز عام التسامح في الامارات هدف معرض إكسبو دبي 2020 والمتمثل في شعاره “تواصل العقول وصنع المستقبل”، بهدف إتاحة فرصة التواصل أمام الناس بالرغم من اختلاف انتماءاتهم وحثهم على المزيد من الحوار وإيجاد الحلول للتحديات العالمية المشتركة.
فمن المستحيل أن يتحقق التواصل والتعاون من دون التسامح والانفتاح على الآخر والاحترام مهما كان العرق والدين والاختلاف في الرأي. فضلاً عن تركيز المعرض هذا العام والعام القادم على تبني نهج التسامح الذي وجهت به القيادة الرشيدة، والعمل على تعزيز ثقافته ونشرها في العالم أجمع خلال مرحلة التحضير واستضافة معرض إكسبو دبي 2020.
زيارة البابا فرنسيس لدولة الإمارات
ومؤخراً شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، كزيارة تاريخية تعد الأولى من نوعها لمنطقة الخليج والشرق الأوسط، والتي من شأنها نظمت عدد كبير من الفعاليات وأهمها توقيع وثيقة “الأخوة الإنسانية” التاريخية بهدف تعزيز قيم التسامح والعيش المشترك والسلام العالمي.
كما واستمرت الزيارة التاريخية لمدة 3 أيام وشهدت توافد عشرات الآلاف من جميع الجاليات العربية والعالمية، عكست أجواء من المحبة والتآخي الإنساني وشكل رسالة قوية من أرض الأخوة الإنسانية عبر رمز السلام إلى العالم وتأكيد على أهمية التكاتف بمحبة وتعاون.
وبذلك تكون دولة الإمارات قد قدمت أنموذجا حياً ومباشراً للعالم أجمع بأنها دولة عظمى بقيادة رشيدة يسودها التعايش والتناغم بكل ما يقوي العلاقات الإنسانية بين الشعوب كافة ومن أجل تحقيق السلام العالمي.
وبهذا نكون قد انتهينا من موضوع عام يوم التسامح في الامارات 2019. أقرأ أكثر عن عام زايد 2018، وتفصح كل ما هو جديد في سوق العقارات وغيرها من الأخبار المجتمعية عبر المدونة العقارية الأولى والوحيدة باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة.