جزيرة السمالية في أبوظبي
تمتاز إمارة العاصمة أبوظبي بتصنيفها الجغرافي المميّز، إذ تعتبر أرخبيل يضم أكثر من 200 جزيرة، تقدّم كل منها تجربة استثنائية لزوّارها من جميع أنحاء العالم، والذين يمكنهم الاستمتاع بالمناظر الخلابة والشواطئ الرملية النظيفة، ومشاهدة الحيوانات البرية، مثل طائر الفلامنجو والبلشونيات والثعالب والمها العربي والزرافات والفهود والضباع وغيرها من الحيوانات. هذا وتلقى جزر أبوظبي اهتماماً كبيراً من قبل الحكومة، باعتبارها محميات طبيعية تضم مختلف أنواع النباتات والحيوانات التي أوشكت على الانقراض محلياً وعالمياً، ومن بين هذه الجزر المميّزة، لمع اسم جزيرة السمالية التي تمتلك قيمة خاصة لدى الشباب الإماراتي إضافةً إلى قيمتها السياحية. لذلك سنسلّط الضوء في هذا المقال على مميزات هذه الجزيرة الرائعة وأهم المعلومات عنها.
تاريخ جزيرة السمالية في أبوظبي
تعتبر جزيرة السمالية من الأماكن الأثرية العريقة في أبوظبي، وتقع في مياه الخليج العربي على بعد حوالي 12 كيلو متر شمال شرق الإمارة، وتبلغ مساحتها 45,13 كيلو متر مربع، ويبلغ محيطها 22 كيلومتر. من الجدير ذكره عن الجزيرة ليس موقعها الاستراتيجي في مياه الخليج العربي وحسب، بل في قيمتها الوطنية العظيمة، إذ أهداها سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان لشباب وشابات الإمارات العربية المتحدة عام 1993، لتكون مركزاً ومدرسة لتعليمهم تراث الآباء والأجداد والحفاظ على ثوابت الهوية الوطنية، وفهم معاني الولاء والانتماء للقيادة الرشيدة والوطن الحبيب.
هذا وتعمل باعتبارها فرع هام وأساسي من نادي تراث الامارات على تحقيق الأهداف السامية التالية:
- المحافظة على الإرث الثقافي والسنع في دولة الإمارات العربية المتحدة وترسيخه في أذهان الجيل الجديد
- تنسيق البرامج التي تتبنى المواضيع التاريخية والتراثية والبيئية المتعلّقة بدولة الإمارات بشكل خاص، وبالعالمين العربي والإسلامي بشكل عام
- التشجيع على إجراء الدراسات والبحوث التراثية والتاريخية والبيئية الخاصة بالدولة
- تنسيق مختلف الفعاليات الرياضية بشكل منتظم لإحياء الرياضات التراثية في الإمارات
- عقد الندوات والمنتديات الفكرية والمؤتمرات ذات العلاقة بأهداف النادي وجزيرة السمالية
- المساهمة في جمع وتنظيم وحفظ التراث الشفهي الإماراتي، مثل الأغاني التراثية الإماراتية من أرشيف الطفولة
- المشاركة في المعارض الثقافية داخل وخارج الدولة
- تعزيز علاقات التعاون الثقافي وتبادل الخبرات مع المنظمات الدولية والمؤسسات العلمية والمراكز والهيئات
التنوّع البيولوجي في جزيرة السمالية في أبوظبي
تعتبر الجزيرة محمية طبيعية تتمتع بتنوّعها البيولوجي الذي قلّما تجده في مكان طبيعي آخر، ويتم ذلك من خلال مشروع زراعة أشجار القرم الذي يحيط بمساحتها التي تصل إلى 14 كيلومتر مربع من كل جانب، إذ تعتبر الجزيرة بكامل بيئاتها البرية والزراعية والبحرية ومرافقها ومشاريعها التراثية والبيئية، محمية طبيعية، إذ ساعدها في ذلك العديد من الأمور، ومن بينها:
- تنمو أعداد كبيرة من أشجار القرم والنخيل والنباتات العشبية فيها، مثل الشفان والسويد والقصبة والرشا والسنابل، ومجموعة كبيرة من الزهور التي ساهمت في إنجاح مشروع المنحل وإنتاج العسل الأصلي، الذي تشرف عليه وحدة البحوث البيئية التابعة للنادي.
- تضم الجزيرة الآلاف من أشجار النخيل المثمرة وغير المثمرة، من أصنافها اللولو والبرحي والخنيزي وغيره، وتضم أيضاً عشرات الأصناف من الطيور، كالقطا والنعام الأفريقي والحبارى التي تتنوّع بأشكالها.
- تشتمل الجزيرة على أعشاش الطيور المهاجرة وصناديق للتغذية بهدف تسهيل تعشيش وتكاثر هذا النوع من الطيور وزيادة التنوع البيولوجي في الجزيرة.
- تشمل 35 نوع من الأسماك والسلاحف البحرية والدرافيل والقشريات والطيور البحرية، وهي منطقة محمية منذ عام 1999، حيث يُمنع صيد أو استغلال أي نوع من الكائنات البحرية التي تعيش فيها.
- أينما اتجهت ببصرك في مناطق الجزيرة تفاجئك قطعان الغزلان والمها العربي التي تنتشر في أرجاء جزيرة الأحلام بكل حرية وأمان.
مرافق جزيرة السمالة
تحاكي مرافق الجزيرة تاريخ الأجداد وتصحب الزائر في رحلة نحو الماضي، فإلى جانب البيوت الشعبية، نجد بيت النوخذة والمسجد والعديد من الصالات والقاعات والحدائق والميادين والساحات والمضامير والملاعب الرياضية، والمساحات الواسعة المزروعة بالعشب الأخضر، تتوفّر أيضاً العديد من الأقسام المميّزة والتي نذكرها كالآتي:
المباني التراثية
تستقبلك الجزيرة بسلسلة من البيوت الشعبية التي تبرز جمال الطابع الخليجي كباقي المباني والبيوت الشعبية في الإمارات قديماً، إذ تم بناؤها من المواد الأولية المتوفرة في البيئة المحيطة، إذ تتميّز باحتوائها على تفاصيل كثيرة، مثل البراجيل أو ملاقف الهواء، وكذلك بيوت العريش المصنوعة من سعف النخيل، وما تضمه من مناديس ودلال قهوة وجرار فخارية والخروص والأواني، ومختلف الأدوات المنزلية كالحصير والسرود والمكبات والجفاير والسلال، فضلاً عن أراجيح الأطفال المنصوبة مقابل هذه البيوت، والطوي (البئر) الذي كان الأجداد يخرجون الماء منه، ومرافق أخرى كثيرة تروي وقائع الحياة اليومية لمجتمع الآباء والأجداد، والتي صُنعت جميعها يدوياً من الاسمنت وسعف النخيل والحبال والجص والفخار والحديد ومواد خام بسيطة تراعي جميعها نقل صورة مطابقة للمرافق القديمة.
قسم الفروسية
يشمل قسم الفروسية اسطبل يضم عدة خيول سباق يمارس فيها شباب الوطن هوايتهم في الفروسية تحت إشراف مدربين محترفين يعلمونهم مبادئ ركوب الخيل والتعامل معه، وبيان طرق التحكم بالخيل أثناء المشي.
كما يتم إطلاع المهتمين على جميع المواضيع الخاصة بالخيل، مثل خبب الخيل أثناء الركوب، والتمرين على الهديب والهذيب، والتمرين على قفز الحواجز، والتعريف بحلاقة الخيل، وأصل الخيل العربي وأجزاء ومسميات الخيل، وتوليد الخيل والعناية بمواليدها، ومعرفة عُمر الخيل عن طريق الأسنان.
قسم الهجن
يتكوّن قسم الهجن من مضمار تدريب الطلاب، ومضمار تدريب الهجن، ومضمار السباق، حيث يتم تعليم الطلاب والزوّار كيفية حلب النُوق، وكيفية ركوب الهجن، وطريقة الاعتناء بها وتربيتها، وطرق توليدها وتغذيتها، بالإضافة إلى التعرّف على العتاد الذي تم استخدامه قديماً في رعاية الهجن.
القسم البحري
يقدّم هذا القسم للزائرين فرصة ممارسة رياضة الإبحار في القوارب الرملية الحديثة، كما يوفّر التدريب على الإبحار على متن القوارب الشراعية والمراكب التراثية وممارسة القفز من منصة معدة خصيصاً في مياه الخليج العربي المحيطة بالجزيرة من كل جانب.
فعاليات ونشاطات جزيرة السمالية
أهم الفعاليات
بمرافقها المتعدّدة والمميّزة، توفّر إدارة نادي التراث في فرعها جزيرة السمالية العديد من الفعاليات والملتقيات الدورية، وبخاصة تلك التي تشرف عليها إدارة الأنشطة ومدرسة الإمارات للشراع وإدارة السباقات البحرية، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر:
- ملتقى السمالية الربيعي الذي يقام خلال شهر ديسمبر من كل عام
- ملتقى الثريا
- العديد من الملتقيات والتجمعات الطلابية الشبابية المخصصة للإناث والذكور
أهم نشاطات جزيرة السمالية
النشاطات التراثية
تشهد مرافق الجزيرة طوال العام نشاطات متنوعة، وتنقسم هذه النشاطات إلى قسمين، يهتم الأول بغرس روح الهوية الوطنية لدى الشباب والفتيات، وترسيخ قيم التمسّك بالعادات والتقاليد والتراث الوطني لديهم، ونذكر من هذه النشاطات التراثية:
- تدريبات الصيد بالصقور
- ورش العمل التي تعلّم المهن والمشغولات اليدوية المختلفة
- تدريبات في تعلّم تقاليد السنع الخاصة بحياة الآباء والأجداد الاجتماعية
- استضافة تدريبات وسباقات القوارب الشراعية التقليدية والحديثة والتجديف وصيد الأسماك
- ورش تعليم الشباب والفتيات على كيفية فلق المحار والتعرف على أهمية اللؤلؤ في الإمارات وصناعة شباك الصيد، وما يصاحبها من رياضات مائية، وجولات بحرية للتعرف على الحياة البحرية المحيطة بالجزيرة
- نشاطات مدرسية منتظمة على مدار العام، لتوثيق العلاقة بين الطلبة وتراث الوطن
النشاطات الحديثة
نجحت جزيرة السمالية في الجمع بين الماضي والحاضر في نشاطاتها المميّزة، حيث يتم تنظيم العديد من هذه النشاطات التي تهتم بالمواضيع المعاصرة التالية:
- التدريبات المختصّة بشبكة الانترنت وتكنولوجيا المعلومات
- الأرصاد والفلك
- العلوم والتصوير
- الإسعافات الأولية
- تعلّم مهارات تطوير الذات، كالصبر والتحمل والانضباط والالتزام السلوكي وكيفية تحمل المسؤولية
معلومات التواصل
عنوان جزيرة السمالية
يسهل الوصول إلى موقع جزيرة السمالية والذي يكون عادةً من خلال رحلة بحرية بالقارب لا تزيد مدتها عن 6 دقائق، حيث تقع في الخليج العربي، على بعد نحو 12 كيلومتر شرق إمارة أبوظبي.
رقم جزيرة السمالية
للمزيد من المعلومات حول آخر نشاطات وفعاليات الجزيرة، يمكنكم التواصل مع رقم جزيرة السمالية أدناه.
- التواصل: 1544 558 02
بهذا نكون قد قدّمنا لك اليوم في مدونة ماي بيوت دليل جزيرة السمالية في أبوظبي وأهم التفاصيل المتعلقة بها. لا بد لك أيضاً من الاطّلاع على دليل جزيرة رأس غراب في أبوظبي التي يقصدها الزوار للاستمتاع بالأجواء الهادئة والاسترخاء، واستكشف ايضاً أسرار جزيرة الحديريات أبوظبي التي تعتبر أيضاً من أفضل الوجهات الترفيهية في أبوظبي، حيث تضم أنظف وأفضل الشواطئ في أبوظبي. نأمل أن نكون قد وفرنا عليك عناء البحث، وفي حال كان لديك أي استفسار، اترك لنا تعليقاً في حيز التعليقات أسفل الصفحة، كما لا تنسَ متابعة مجموعة ماي بيوت الرسمية على موقع الفيسبوك.