تل أبرق… كنز من كنوز الإمارات التاريخية
تزخر دولة الإمارات العربية المتحدة بالمواقع الأثرية التي تدل على عراقتها وأهميتها على مر العصور والأزمان، إذ تتوفر العديد من القلاع والحصون في الإمارات والمدافن والبقايا الأثرية التي تروي حكايات أجداد الدولة وسكانها في العصور القديمة، وفي هذا المقال، سنسلط الضوء على تل أبرق الذي يعد من أقدم المواقع الأثرية على مستوى الإمارات جميعها، وسنستعرض معاً أهم الاكتشافات التي تم العثور عليها فيه وأهميتها.
نبذة عن تل أبرق
تتعدد المواقع الأثرية في الإمارات وتشكّل عنصراً هاماً في قطاع السياحة التاريخية للدولة، فهي تمثّل بوابة تنقلك إلى فترات زمنية عاشت فيها مختلف الحضارات الإنسانية التي اتخذت الإمارات موطناً لها، ويعد تل أبرق من المواقع الأثرية الهامة التي تقع ما بين إمارتي الشارقة وأم القيوين، إذ يعود تاريخه إلى الألف الثالث قبل الميلاد ويتبع لإمارة أم القيوين، وبالتالي فهو يزخر بالبقايا الأثرية والدلائل التي تعود لحضارات عاشت في هذه المنطقة، فقد عاصر حضارة أم النار في أبوظبي، الأمر الذي جعله محط أنظار العديد من العلماء حول العالم لتنفيذ عمليات التنقيب والاكتشافات على مر السنوات، بهدف العثور على هذه البقايا الأثرية وحماية هذا الموقع كإرث تاريخي في المنطقة. هذا ويضم تل أبرق بيوت كانت مقامة من سعف النخيل، كذلك يحتضن حصن دائري كبير تم تشييده من الطوب اللبن وواجهة من الحجر، حيث يبلغ قطره حوالي 40 متر، ويرتفع لما يصل إلى 8 أمتار.
الاكتشافات التاريخية في تل أبرق
في البداية، تم اكتشاف موقع تل أبرق الامارات من قبل دائرة الآثار والسياحة في العين عام 1973م بالتعاون مع البعثة العراقية، بعد ذلك، ازداد اهتمام علماء الآثار لهذا الموقع العريق لما يزخر به من قطع أثرية ثمينة، حيث توسعّت عمليات التنقيب لتتم من قبل البعثة الأسترالية على مدى 3 سنوات، وتم اكتشاف الكثير من البقايا الأثرية التي استدل بها العلماء على نمط حياة الحضارات في هذه المنطقة وكيفية استغلالهم للموارد الطبيعية الموجودة فيها، ومن هذه الاكتشافات نذكر ما يلي:
- بناء دائري لقلعة كبيرة على شكل مدرجات مبنية من الأحجار البحرية
- البرونزيات والفخاريات التي كانت تستخدم في الحياة اليومية
- القبور
- البقايا الحيوانية وعظام الأسماك والطيور
- بقايا النخيل المحروق
- الأصداف
- المطاحن الحجرية
- موقد النار من العصر الحديدي
- قطع معدنية
- فأس من البرونز على شكل رمح
- أعشاش الصيادين
- القلادات
أهمية تل أبرق في الإمارات
تتمثّل أهمية تل أبرق في الدولة بأنه من أقدم المواقع الأثرية التي توالت عليها العديد من الحضارات واتخذتها موطناً لهم، بدءاً من عصر أم النار وصولاً إلى العصر الحديث، كما تعد وسيلة للاستدلال على طبيعة الدولة في الماضي وطريقة ممارسة سكانها للحياة، إذ كانت مدينة تل أبرق الكبيرة تقع على الساحل الغربي للخليج العربي، بينما تبعد في الوقت الحالي ما يبلغ 7 كيلومتر عن الساحل، مما يثبت تراجع موقع البحر في تلك المنطقة، كما وتم اكتشاف العديد من المواد في تل أبرق التي تدل على تواصل سكانها مع العديد من المناطق الأخرى خارج حدود الإمارات، إذ تم العثور على فخاريات تعود أصولها إلى بلاد الرافدين، ومناطق معينة في كل من إيران والبحرين وأفغانستان ووادي السند.
تدل البقايا الأثرية كذلك على الأنشطة التي مارسها سكان هذه المنطقة في الماضي، إذ تم العثور على مجموعة من البقايا الحيوانية التي تعد من أكبر الاكتشافات في شبه الجزيرة العربية كاملةً، إذ تشير هذه الآثار إلى اعتياد السكان على تربية الحيوانات، مثل الأغنام والماعز، إلى جانب مهارتهم في اصطياد الحيوانات المحلية، كالغزلان والظباء العربية والجمال. هذا وأثبتت الاكتشافات ممارستهم للزراعة، إذ قاموا بزراعة الحنطة والشعير والنخيل، وعملوا على صنع أدوات من النحاس المحلي.
كيفية الوصول الى تل أبرق
الآن وإن أردت اكتشاف تل أبرق الامارات بنفسك، فهو يقع عند الخط الحدودي الفاصل بين إمارتي الشارقة وأم القيوين، وبالقرب من الطريق الرئيسي الذي يؤدي إلى رأس الخيمة، وهو يرتفع مسافة قدرها 10 أمتار فوق مستوى السهل المجاور.
نصل هنا إلى ختام مقالنا الذي قدمنا لك من خلاله كل ما يهمك من معلومات عن تل أبرق الذي يعد أحد أشهر المواقع الأثرية في الإمارات، كما وندعوك لاستكشاف حصن فلج المعلا في أم القيوين الذي يعتبر من أهم المعالم السياحية في الإمارة، وننصحك كذلك بالتعرف على تاريخ الحضارات القديمة في الإمارات، ، وللمزيد من المواضيع الممتعة الأخرى، تابع ماي بيوت المدونة العقارية الأولى والوحيدة باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولا تتردّد بمشاركتنا أي استفسارات أو اقتراحات من خلال حيّز التعليقات أسفل الصفحة.