كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي
يختلف الأطفال في شخصياتهم وأطباعهم، ولكل طفل أسلوبه الخاص في التعبير عن أمرٍ ما، أو في ردود أفعاله على تصرفٍ ما، لذا يتوجب على الأهل منح الطفل الاهتمام الكافي للتعرّف على شخصية طفلهم والتعامل معه بالطريقة التي تتناسب مع طبعه. تتطلّب التربية السليمة والصحيحة مجهوداً كبيراً من الأهل، فيمكن لتصرفٍ خاطئ منهم ولو كان بسيطاً أن يوثر على نفسية الطفل، ومن الممكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة قد تتفاقم وتصاحبه مدى الحياة، لذا جمعنا لك مجموعة من نصائح التعامل مع الطفل العصبي والعنيد ومعلومات قد تعرفها لأول مرة.
الطفل العصبي والعنيد من وجهة نظر المختصّين
لا يعتبر العناد سلوكاً مكتسباً لدى الطفل، بل هي مرحلة يجب على الطفل المرور بها، إذ تتوفر طرق تربية حديثة للطفل العنيد و الطفل العصبي توضح كيفية التعامل مع كل منهما.
بدايةً، يجب على الوالدين معرفة أن الطفل العنيد والعصبي غالباً ما يتصف بصفتين إيجابيتين، وهما الذكاء والنشاط، إذاً مشاكسة الطفل، كما يطلق عليها الأهالي، يُصنفها الخبراء بأنها نشاط إيجابي ولها دور كبير في تنمية مهارات الطفل. يعتبر المختصّين النفسيين أن العناد ينم عن ذكاء الطفل، وتبدأ مرحلة العناد في سنة الطفل الثانية، ولهذه الصفة العديد من الوظائف الإيجابية التي من شأنها جعل الأهل مطمئنين حيال شخصية طفلهم، فهي تنم عن استقلالية الطفل، وأول خطوة لاعتماده على نفسه، ويظهر هذا في إصراره على عمل الأشياء دون تدخل الأم.
يجدر بالذكر أن صفة العناد لدى الأطفال ميزة لا تستدعي القلق الشديد، فهي في الحقيقة مرحلة يجب أن يمر بها الطفل، ولكن لا يمكن صرف النظر عن أهمية التعامل الصحيح مع الطفل العنيد حتى لا تستمر معه هذه العادة لعمر المراهقة، إذ سيصعب على الآباء التعامل مع ابنهم حينها.
لماذا يستمر العناد لدى الأطفال؟
نتطرق في هذه الجزئية إلى أبرز اسباب عناد الطفل وعصبيته قبل التطرق إلى إجابة السؤال الأكثر تكراراً: كيف اتعامل مع الطفل العنيد؟
مقابلة العناد بالعناد
العامل الرئيسي لاستمرار عناد الأطفال هو المعاملة بالمثل، أي مقابلة عناد الطفل بعنادٍ من قبل الأهل، وعدم تقبل الأهل لفكرة التنازل والوصول لمستوى الطفل في الحوار، أو التفاوض للوصول إلى حل، إذ يحتاج الطفل إلى اهتمام خاص والكثير من الوقت والجهد لينشأ بطريقة صحيحة، ولتتكون لديه شخصية سليمة خالية من الاضطرابات النفسية.
المشاكل الأسرية
تعتبر المشاكل الأسرية العامل الأكبر الذي يسبّب الاضطرابات النفسية لدى الطفل، وخاصةً في مرحلة العناد، إذ تزيد هذه المشاكل من رغبة الطفل في كسب الاهتمام من خلال رفض الانصياع لما يُطلب منه، أو قد يصل الأمر إلى إعطاء ردود أفعال مبالغة، مثل الصراخ والبكاء.
الدلال الزائد
يعمل الدلال المفرط على إفساد سلوكيات الطفل، كما يلعب دوراً كبيراً في ترسيخ عناد الطفل، فهو يعي تماماً أنه بتصرفاته العدائية وصراخه العالي سيحصل في النهاية على مبتغاه.
مقارنة الطفل بالآخرين
يجب على الأهل إدراك مدى الاضطرابات النفسية التي تصيب الطفل عند مقارنته بالآخرين، إذ لا يعمل هذا السلوك بأي شكل من الأشكال على تحفيزه، بل دائماً ما يتسبّب بتدمير ثقته بنفسه. أما عندما يتعلق الأمر بالعناد والعصبية، فبمجرد أن تقارنه بأحد إخوته أو أصدقائه، فلن يعطي الطفل إلا ردود أفعال عكسية، مثل العناد والإقدام على عمل عكس ما يُطلب منه، أو أن يبدي سلوكيات عصبية وعدائية.
التركيز على عناد الطفل
تركيز الوالدين على موضوع عناد الطفل وطرحه في المجالس أمام الأهل والأقارب بوجود الطفل وكثرة تكراره سيجعل الفكرة راسخة في ذهن الطفل، بل وستصاحبه حتى عمر أكبر.
التربية المتناقضة
يتصف الطفل العنيد والعصبي بالذكاء، لذا في حال لم يتفق الأهل على طريقة تربية معينة أو صلاحية اتخاذ القرارات، فسيستغل الطفل بذكائه هذا الأمر. مثلاً، عند سؤال الطفل لوالديه عن إمكانية الحصول على أمرٍ ما، وكان كل من الوالدين يلقي بمسؤولية اتخاذ القرار على الآخر، سيستغل الطفل هذا الأمر ويظل مصراً على مطالبه حتى يحصل عليها.
الإفراط في استخدام الهاتف المحمول
لا شك بأن أحد أبرز أسباب عناد الطفل بعمر السنتين تتمثل في قضائه ساعات طويلة في استخدام الهاتف الذكي، سواءً في اللّعب أو التصفح أو حتى مشاهدة الفيديوهات، إذ قد يصل الأمر به إلى وقوعه في إدمان قضاء الوقت أمام شاشة الهاتف، ناهيك عن النتائج المدمرة للصحة التي قد تحدث نتيجةً لذلك، ومن أبرزها تعرضه المباشر للموجات الكهرومغناطيسية التي تأثر سلبياً على الشبكة العصبية، ما يؤدي إلى الإضرار على نشاط الدماغ وزيادة معدل التوتر لديه.
معالجة صفتيّ العناد والعصبية لدى الطفل
كما ذكرنا سابقاً، العناد لا يعتبر سلوكاً لدى الطفل، بل هي مرحلة تبدأ من عمر السنتين وكل طفل لا بدّ أن يمر بها، فهي بدايةً تعرّفه على مفهوم “أنا”، والرغبة في التصرف بالطريقة التي يرغبها دون تدخل الآخرين، ورفض الأوامر التي لا تعجبه، وهو ما يعتبره الأهل عناداً، هنا تكون النقطة الفاصلة، إما أن يتعامل الأهل مع عناد الطفل بطريقة تجعل من هذه الصفة عاملاً يدعم تنمية شخصية الطفل القوية والمستقلة، أو أن يتعامل الأهل بطريقة تدمّر شخصية الطفل وتجعل منه صاحب شخصية ضعيفة مهزوزة تفضّل الانسياق للأوامر، ويستعصي عليه القدرة على اتخاذ القرارات، أي إنسان تقوده الأحداث ولا يصنعها، بل وقد يكون فريسة التنمر بين الاطفال.
بعد كل ذلك، ما هي طريقة التعامل مع الطفل العصبي والعنيد؟ وما أفضل كيفية التعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء؟ وما هي طرق تأديب الطفل العنيد؟
يكمن السر في تربية الطفل العنيد والعصبي في اتباع الأساليب الذكية عند التعامل معه، والأهم السماح له في اتخاذ القرار، أو المشاركة في صناعتها على الأقل، إذ أن أساس نجاح هذا الأسلوب هو النزول لمستوى الطفل العقلي، وعدم التعالي عليه عند الحديث معه، ومراعاة أن تكون نبرة الصوت هادئة، بالإضافة إلى استخدام مفردات محببة لديه.
إليكم بعض نصائح للتعامل مع الطفل العنيد وكيفية التعامل مع الطفل العصبي التي من شأنها تعديل سلوك الطفل العنيد:
استخدام الكلام اللّين ومنحه خيارات متعددة
على الأهل فرض الأوامر على الطفل بأسلوب ذكي وملتف، وتخييره بين أمرين ليُجبر على اختيار أحدهما، بحيث يبدو للطفل وكأنه المتحكّم باتخاذ القرار، وهو ما يسعى إليه دائماً. على سبيل المثال، عند مشاهدة الطفل للتلفاز، لا تأمره بأن يغلق التلفاز ويتوجه لدروسه، بل قل له: “هل ستغلق التلفاز الآن لتدرس، أم أنك ستنتظر لمدة 5 دقائق؟” كما أن هذا الأسلوب سيدرّب طفلك على الانصياع لأوامرك بطواعية، فهو أيضاً يهيئ الطفل ليصبح شخصاً قادراً على اتخاذ القرارات وصنعها.
تحويل الأوامر إلى تحديات مرحة
لنأخذ ترتيب الغرفة مثالاً، فبدلاً من أمر الطفل بترتيب الغرفة وتهديده بالعقاب، يمكن تحويل هذا الواجب إلى نشاط مرح من خلال تحدي الطفل على القيام بالترتيب خلال 5 دقائق، أو حين لا يود دخول المنزل والبقاء خارجاً فيمكنك طرح الأمر كأنه منافسة ودية، وذلك من خلال مسابقته على الدخول أولاً بدلاً من استخدام العنف، والسر في تشجيع الطفل في كل مرة لتكرار هذا النشاط هو رد فعل الأهل عند الإنتهاء، إذ يجب إشعار الطفل بأهمية ما قام به، كأن يتم منحه قطعة حلوى أو مبلغاً رمزياً من المال أو السماح له بمشاهدة التلفاز ساعة إضافية وغيرها من الوسائل التشجيعية.
المديح
يُعد المديح والإطراء من أهم الوسائل الناجحة بشأن كيفية التعامل مع الطفل العنيد، إذ يترك المدح أثراً كبيراً وتبعات إيجابية على تقوية شخصيته وثقته بنفسه، فبدلاً من اتباع أسلوب الأمر للمساعدة، يمكن اللجوء لطريقة أسهل وأنجح تجعله يهب للمساعدة فوراً، فمثلاً إذا أردت منه ترتيب غرفة الجلوس، وجّه له الكلام بالأسلوب التالي: “لا أحد يجيد ترتيب المكان مثلك” أو “أنت جيد جيداً في هذا الأمر” أو “أنت تقوم بهذا العمل أفضل مني، علّمني ذلك”.
الامتناع عن الذم والتهديد
إياكم واتباع أسلوب التهديد مع الأطفال، ولا تلجؤوا للعقاب فوراً، فجميع الدراسات تثبت فعالية اتباع التربية الحديثة على تقويم تصرفات الطفل، والتي تخلو من العقاب والتهديد، بل تحثّ على الحوار مع الطفل ومصادقته.
إذ يعتبر ذمّ الطفل أمام أصدقائه أو الأقارب من أكثر الأساليب التي تعمل على تدمير نفسية الطفل، ويترتب عليها ردود أفعال عكسية وأولها العناد، يُفضّل أيضاً عدم رفض طلبات الطفل أمام الآخرين، بل عليك أخذ الطفل بعيداً عن الأنظار والحديث معه بكل هدوء.
ابتكار روتين محدد للطفل
يعد عدم إشغال وقت الفراغ مسبباً رئيسياً لتوتر الطفل وزيادة عناده وعصبيته، إذ يؤدي به إلى فعل أمور كثيرة عائدة بالضرر إليه، مثل الإفراط في استخدام الهاتف الذكي، فإذا كنت تبحث عن كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر 4 سنوات، فإن ابتكار روتين مفيد هو الخيار الأمثل لك، فحين التزام الطفل بروتين يومي مرح وهادف في الوقت ذاته، فإن ذلك يعمل على تحسين سلوكه ويجعله أكثر هدوءاً وتوازناً، فضلاً عن صرف طاقته نحو سلوك إيجابي.
على السبيل المثال، يمكنك وضع وقت محدد للنوم باكراً وتخصص وقت لمشاهدة الكرتون المفضل لديه أو حتى اللّعب مع إخوانه، كما بإمكانك اختيار أفضل ألعاب مسلية للأطفال في المنزل، فضلاً عن ضرورة تحسين نوعية طعامه بحيث تصبح مليئة بالبروتينات الصحية.
مصاحبته والتحدث معه عن يومياته
نواصل حديثنا عن أهم الطرق حول كيفية التعامل مع الطفل العنيد في عمر 10 سنوات، وهذه المرة سنشير إلى مصاحبة الطفل والتحدث معه كأنه شخص بالغ، إذ يحبّذ تخصيص الوالدين وقتاً محدداً للتحدث مع طفلهما أو مناقشته في أمر سهل، فمثلاً سؤاله عن رأيه في طعام اليوم، أو ماذا يود أن يصبح في المستقبل، وهكذا، وذلك من أجل فتح المجال للتعرف أكثر على شخصيته وتطوير مهارات التواصل لديه، فضلاً عن فرصة التقرب إليه وإشعاره بالأمان وإعطائه الحافز لإطلاق عنان خياله أمام الأهل دون خجل.
مراكز الاستشارات الأسرية في الإمارات
الآن وبعد أن تحدثنا عن أسباب وطرق معاملة الطفل العصبي، نذكر فيما يلي قائمة أبرز مراكز الاستشارة الأسرية في الإمارات غير الحكومية والمرخصة على مستوى الدولة والتي تقدم استشارات أسرية مختصة واستشارات نفسية للأطفال:
مركز تواصل للاستشارات الأسرية في أبوظبي
نستهل قائمة مراكز الاستشارات الأسرية في الإمارات مع مركز تواصل الذي يقدم خدماته للقاطنين في إمارة أبوظبي، ويتفاخر المركز بالكفاءة في حل النزاعات الأسرية، وتقديمه استشارات مهمة في كيفية التعامل مع الطفل وتربيته من قبل كادر مؤهل لحل مختلف المشاكل بالاستناد إلى أحدث الدراسات في مجال الأسرة والطفل.
- الموقع: شارع المشرف الجديد، المشرف
- أوقات العمل: 11:00 صباحاً – 07:00 مساءً (الأحد – الخميس)
- التواصل: 6226 792 050 | 9222 445 02
مركز همسة للاستشارات الأسرية
التالي في قائمة مراكز الاستشارات الأسرية في الإمارات مركز همسة الذي يتخذ من مبنى دبي الوطنية للتأمين مقراً له والذي يعتبر من أشهر المراكز غير الحكومية في دبي والمرخص لتقديم الاستشارات النفسية للأسرة والطفل، حيث تشمل خدمات المركز تقديم الاستشارة لحل المشكلات الأسرية والعائلية والاجتماعية ومناقشة إجابات كيف أتعامل مع الطفل العنيد وكثير الحركة؟، فضلاً عن تعديل السلوكيات النفسية ومشاكل الأطفال والمراهقين ومن ضمنها مشكلة الطفل العنيد والعصبي.
- الموقع: بناية دبي الوطنية للتأمين، ديرة
- أوقات العمل: 09:00 صباحاً – 08:00 مساءً (السبت – الخميس)
- التواصل: 0060 881 050 | 8822 236 04
مركز كامبريدج للاستشارات الأسرية
للباحثين عن مراكز استشارات أسرية في رأس الخيمة ننصحكم بزيارة مركز كامبريدج المختص بتقديم الاستشارات الأسرية على يد كادر من أمهر الأخصائيين إلى جانب جلسات علاج نفسي للكبار والأطفال، وعليه يعتبر خياراً للراغبين في العثور على أفضل طرق التعامل مع الطفل العصبي والعنيد.
- الموقع: دفن الخور، رأس الخيمة
- أوقات العمل: 09:00 صباحاً – 01:00 ظهراً، 04:30 عصراً – 09:00 مساءً (السبت – الخميس)
- التواصل: 1164 221 07
مركز نور الأحلام للاستشارات الاجتماعية
نتابع قائمة مراكز الاستشارات الأسرية في الإمارات مع مركز نور الأحلام الواقع في مدينة العين، وكغيره من مراكز الاستشارة الأسرية، يضم المركز فريقاً من الأخصائيين القادرين على تقديم المشورة والجلسات العلاجية للأسرة والطفل.
- الموقع: شارع خالد بن سلطان، المعترض، العين
- أوقات العمل: 09:00 صباحاً – 02:00 ظهراً، 04:30 عصراً – 09:00 مساءً (السبت – الخميس)
- التواصل: 4561 108 050
مركز ليتس تووك للاستشارات الاجتماعية والنفسية والأسرية
نختتم قائمة مراكز الاستشارات الأسرية في الإمارات مع مركز ليتس تووك للاستشارات الاجتماعية والنفسية والأسرية، والذي يقدم خدمات استشارة للمقبلين على الزواج، إلى جانب قسم خاص يضم فريقاً لتقديم الاستشارة للآباء في كيفية تربية أطفالهم بطريقة صحيحة، فضلاً عن جلسات وعلاجات لتطوير الذات.
- الموقع: مكتب رقم 704، برجD2، البرشاء 1
- أوقات العمل: 08:00 صباحاً – 02:00 ظهراً، 04:00 عصراً – 07:00 مساءً (السبت – الخميس)
- التواصل: 1966 759 050
تعرفنا على إحدى المصاعب التي قد يواجهها الأهل في تربية الطفل وهي العصبية والعناد، كما قدمنا لكم مجموعة من الحلول والطرق بشأن كيفية التعامل مع الطفل العصبي والعنيد، واستعرضنا أيضاً قائمة أبرز مراكز الاستشارة الأسرية المرخصة في الإمارات في حال تفاقمت هذه المشكلة لدى الطفل واستصعب عليكم حلها. يمكنكم الاطلاع على أسباب الخجل لدى الأطفال وطرق علاجها وتقوية شخصية الطفل، إلى جانب إلقاء نظرة على قانون وديمة لحماية الطفل في الإمارات، فضلاً عن ذلك، يمكنكم التعرف على دليل يوم الطفل العالمي.
للاطلاع على المزيد من المواضيع المنوّعة الأخرى، تابعوا مدونة ماي بيوت العقارية الأولى باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يسعدنا تواصلكم معنا من خلال ترك تعليق في حيز التعليقات أسفل الصفحة، ولا تنسوا الاشتراك في نشرة ماي بيوت الأسبوعية ليصلكم كل ما هو جديد.