التكنولوجيا ودورها في تحقيق رؤية دبي المستقبلية
سعت إمارة دبي جاهدة إلى تطوير منظومة للابتكار ونماذج أعمال مواكبة للمستقبل، حيث تضم الإمارة بيئة مثالية حاضنة لعدد كبير من الشركات المرموقة والناشئة، فضلاً عن وضعها خطط تنظيمية لتطوير نماذج جديدة للأعمال التقنية واختبارها. احتلت دبي المرتبة الأولى على الصعيد العالمي في مجال الاستثمار الأجنبي المباشر ونقل التكنولوجيا في قطاعَي الذكاء الاصطناعي والروبوتات. في هذا المقال سنتحدث عن دور التكنولوجيا في رؤية دبي المستقبلية وأثرها في تطور الإمارة. تابع معنا لمعرفة المزيد من التفاصيل.
استخدام التكنولوجيا في رؤية دبي
من أبرز الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة منذ فترة وجيزة التطور التكنولوجي الملحوظ، الذي أسهم في نقل الدولة نحو مستقبل مبهر على مرّ السنوات الماضية، حيث تم استخدام التكنولوجيا لتحقيق رؤية دبي الذكية، فهي من أهم مراكز التكنولوجيا والمعلومات المهمة في الشرق الأوسط.
مزارع بادية في دبي
تم استخدام التكنولوجيا في دبي في مزارع البادية الواقعة في منطقة القوز، التي تم إطلاقها عام 2017 من خلال توفير حلول مستدامة للغذاء في دولة الإمارات، فهي أول مزرعة تكنولوجية متطورة في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تطبق فيها أحدث تقنيات الزراعة المائية، ويتم إنتاج خضروات طبيعية خالية من المبيدات دون الحاجة إلى الشمس أو التربة أو المواد الكيميائية، كما أنها توفر أكثر من 90% من إجمالي المياه المستخدمة في الحقول الزراعية التقليدية، وبهذا تسير مزارع البادية على خطى رؤية الإمارات في تحقيق الاكتفاء الذاتي من محاصيل محلية.
منصة موحدة ومشتركة لتقنية بلوك تشين لحكومة دبي
في سبيل تحقيق رؤية دبي كمدينة ذكية، تعمل القطاعات الحكومية بشكل متواصل على تعزيز وتطوير خدماتها تماشياً مع رسالتها الهادفة إلى تبني الابتكار في جميع القطاعات، وذلك عن طريق إطلاق ما يزيد عن 20 تطبيق بتقنية البلوك تشين في قطاعات حكومية مختلفة؛ مثل: الصحة والتعليم والطاقة والطرق.
يجب التنويه إلى أن تقنية البلوك تشين هي عبارة عن قاعدة خاصة بتنظيم البيانات تتيح التبادل الآمن للأمور القيمة؛ منها: الأموال والأسهم وحقوق الوصول إلى البيانات، ما جعل مؤسسات حكومة دبي تستغني عن أنظمة التسجيل المركزي التقليدية، وترتبط ببعضها بنظام واحد.
سبل تحقيق الاستدامة
تسعى دبي لأن تكون السبّاقة في تبني التوجهات العالمية للاقتصاد الأخضر البيئي وسبل تحقيق الاستدامة، والحد من آثار التغير المناخي. بناء على ذلك ودعماً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، لجعل دبي المدينة الأذكى في العالم، نفذّت هيئة كهرباء ومياه دبي مبادرة شمس دبي، التي تشكّل جزءاً من برنامج إنتاج الطاقة المتجدّدة المتّصلة بشبكة التوزيع في دبي. تعمل هذه المبادرة من خلال تشجيع أصحاب المنازل والمباني على استخدام ألواح شمسية تركب على أسطح المباني، كما تهدف هيئة كهرباء ومياه دبي من خلال هذه المبادرة على تنويع مصادر الطاقة، من أجل استدامة الموارد الطبيعية وخلق مستقبل أفضل للجميع، وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية؛ مثل: الغاز والفحم والبترول.
التكنولوجيا وتقدم الصناعة
ضمن مساهمة التكنولوجيا ورؤية دبي المستقبلية في قطاع الصناعة تم إطلاق العديد من المشاريع الصناعية، ضمن برامج منوعة الهدف منها رفع مستوى الإنتاجية الصناعية بنسبة 30%، وإضافة ما يقارب 25 مليار درهم إماراتي إلى الاقتصاد الوطني.
من أبرز البرامج الصناعية التي تعتمد على التكنولوجيا في دبي برنامج “الصناعة 4.0″، الذي تم تخطيطه على مستويات متعددة من خلال ثلاث مبادرات نوعية تشتمل على:
- مؤشر جاهزية الصناعة الذكية
- شبكة رواد الصناعة 4.0
- برنامج القيادة 4.0
بنك دبي للفنون
ما زلنا مستمرين بالحديث عن دور التكنولوجيا في رؤية دبي المستقبلية على كافة القطاعات في الدولة لنصل إلى القطاع الثقافي، حيث سيقدم بنك دبي للفنون نموذجاً جديداً مبتكراً لإدارة المجموعات الفنية في مجال الإبداع والفنون، ولتكون هذه الأعمال قابلة للتداول من قبل الجميع من خلال عملة دبي الفنية الجديدة المشفرة.
أطلقت دبي للثقافة مبادرة بنك دبي للفنون كخطوة للتعرف على أهم احتياجات الفنانين والمبدعين، والعمل على تلبيتها بما يعود إيجابياً على الثقافة ومجمل الحركة الفنية في الإمارة، من خلال جمع المحتوى الإبداعي وحفظه من خلال جهد مشترك مبدع يعيد صياغة علاقة التكنولوجيا بالفنون.
التكنولوجيا المالية
فيما يخص القطاع المالي و التكنولوجيا في رؤية دبي الذكية، أسهمت التكنولوجيا في تطور القطاع المالي بشكل كبير وملحوظ في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تُعدّ الإمارات أكبر مركز للتكنولوجيا المالية تحديداً للشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط، فهي تحتضن حوالي 50% من شركات التكنولوجيا المالية في المنطقة.
فضلاً عن ذلك، احتضنت قيادة الدولة إمكانات التقنيات الجديدة، حيث تم إنشاء أكبر المناطق الحرة المالية، مثل سوق أبوظبي العالمي، إلى جانب مركز دبي المالي العالمي، وكلاهما يشكّل بيئة متقدمة للتكنولوجيا المالية للشركات الناشئة والشركات الجديدة.
التكنولوجيا والقطاع الصحي
واكبت إمارة دبي تطورات القطاع الصحي دائماً، حيث تُخصّص الحكومة استثمارات تبلغ قيمتها مليارات الدولارات للبحث والتطوير في قطاعات مختلفة، ونذكر منها: الطب الشخصي والاختبار الجيني والجراحات التجميلية والتصميم الهندسي الطبي الحيوي.
فيما يخص التكنولوجيا وارتباطها مع القطاع الصحي، فقد اعتمدت دبي مجموعة من التقنيات المبتكرة أسهمت في تحسين علاجات الرعاية الصحية للمرضى؛ أبرزها: الذكاء الاصطناعي والجراحة الروبوتية والجراحة الإشعاعية وخيارات الجراحات المتقدمة المرتبطة بالجهاز العصبي والعمود الفقري، بالإضافة إلى تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في مجال طب الأسنان، فضلاً عن العمليات الجراحية المعقّدة لأطراف الجسم الاصطناعية وتقنيات الخلايا الجذعية.
التكنولوجيا وقطاع النقل
تعمل هيئة الطرق والمواصلات في دبي على تعزيز دورها في مواكبة عجلة التطور واستخدام أحدث طرق التكنولوجيا، من خلال تنسيق ملف خاص بكل المركبات الموجودة في المدينة من تاريخ صنعها حتى الآن، للتمكن من تقديم معلومات حقيقية وكاملة عن هذه السيارات، لكل من البائعين والمشترين.
تهدف الهيئة أيضاً إلى تشجيع استخدام السيارات الكهربائية، حيث قامت بتوصيل أكثر من 100 محطة شحن في كافة أرجاء دبي، كما توفر لمالكي السيارات الكهربائية بطاقات خضراء عليهم شراؤها وشحنها من هيئة المواصلات، وبالتالي استعمالها عند الحاجة لشحن السيارة.
علاوة على ذلك، قامت دبي بتركيب مصباح دبي الذي يوفر 90% من الطاقة، ويبلغ عمره الافتراضي 25 ضعفاً لعمر المصباح العادي، إضافة إلى أنّ محطات الاستراحة الخاصة بمواقف الحافلات تم تزويدها بمقاعد للجلوس، وإنترنت مجاني، ومنطقة لشحن الجوالات مجاناً.
المدن الذكية وأثر التكنولوجيا عليها
تعتمد المدن الذكية بشكل رئيسي على البلديات التي تستخدم تقنيات المعلومات والاتصالات، والهدف من ذلك زيادة الكفاءة التشغيلية ومشاركة كافة المعلومات مع الجمهور، بالإضافة إلى تحسين جودة الخدمات الحكومية ورفاهية المواطنين.
تعتبر إمارة دبي من أفضل المدن حول العالم في التطور التكنولوجي للمدن الذكية، حيث تتجه حكومة إمارة دبي إلى توسيع نطاق المدن الذكية داخل الدولة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك مشروع سيليكون بارك. من الجدير بالذكر، أن قيادة دولة الإمارات تتبنى رؤية للمدن الذكية للتصدي لأهم التحديات المستقبلية؛ منها: نقص المساحات ونقص الغذاء والتغيرات في المناخ، وذلك من خلال الجمع بين البيانات والذكاء الاصطناعي والتحليلات.
كان هذا كل ما لدينا حول دور التكنولوجيا في رؤية دبي المستقبلية آملين أن نكون قد وفرنا عليك عناء البحث. لمزيد من المواضيع، تابع ماي بيوت المدونة العقارية والاجتماعية الأولى باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة ليصلك كل ما هو جديد، حيث يمكنك الاطلاع على تطورات قطاع التكنولوجيا في دبي، بالإضافة إلى أبرز تقنيات المنازل الذكية وغيرها من المواضيع. أما في حال كان لديك أي استفسارات أو اقتراحات، يرجى التواصل معنا من خلال حيّز التعليقات أسفل الصفحة.