آخر التحولات في عادات البحث عن العقارات
شهد سوق العقارات تحولات جذرية في العقود الأخيرة، لم تقتصر على نوعية العقارات التي يفضلها كل من المشترين والبائعين، ولكن شملت كذلك الطريقة التي يتم بها البحث عن العقارات واستكشافها، ففي السابق، كانت عملية البحث عن عقار تعتمد بشكل كبير على الجولات الميدانية لرؤية المباني على أرض الواقع، واليوم مع الثورة التكنولوجية وما أوجدته من محركات للبحث وتطبيقات الهواتف الذكية وتقنيات للواقع الافتراضي وغيرها، باتت إجراءات البحث عن عقار مختلفة إلى حد كبير. في هذا المقال، نستعرض أهم التحولات في عادات البحث عن العقارات، لا سيما تلك التي طرأت بفعل التكنولوجيا الحديثة، لتكون مطّلعًا على آخر المستجدات.
أهم التغيرات في عادات البحث عن العقارات
يسعى الخبراء دومًا إلى دراسة تحولات طرق البحث عن العقارات، لمواكبة أهم التغيرات وتكوين صورة عامة حول ما يفضله المشترون، الأمر الذي يساعد المُلّاك والمطوّرين في توفير الخيارات الأقرب لتوقعات المشترين. فيما يلي أبرز التحولات في عادات البحث عن العقارات في الآونة الأخيرة:
الاعتماد على الإنترنت والمواقع الإلكترونية
لعلّ أهم التحولات في عادات البحث عن العقار هو الاعتماد الكبير على شبكة الإنترنت والمواقع المتخصصة بالعقارات، حيث تطورت تكنولوجيا العقارات بصورة كبيرة، فأتاحت فرصة البحث عن المسكن الملائم من خلال إدخال المواصفات التي يبحث عنها الفرد على الموقع العقاري مثل بيوت دوت كوم، الذي يعرض للمستخدم الخيارات التي تطابق المواصفات المدخلة، بما في ذلك المساحة، عدد الغرف، المنطقة، السعر والمزيد.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التقنيات تطورت بدرجة كبيرة، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي القادر على فهم ما يفضله المستخدم ومنحه خيارات أكثر ملاءمة، إضافةً إلى تكنولوجيا تحليل البيانات وتكنولوجيا الواقع الافتراضي، التي تتيح عرض العقار من مختلف الزوايا وكأنك تراه على أرض الواقع، وغيرها من التقنيات الحديثة التي ساهمت في تغيرات طرق البحث عن العقارات.
زيادة البحث عن المباني المستدامة
يقصد بالمباني المستدامة تلك التي تم تصميمها وبناؤها وتشغيلها بطريقة تقلل من تأثيرها السلبي على البيئة وتدعم صحة ورفاهية السكان، وتضم هذه العقارات مجموعة من الخصائص مثل كفاءة استخدام الطاقة، استخدام المواد المستدامة، إدارة المياه بفعالية، والحد من انبعاثات الكربون. مؤخرًا، بات البحث عن ميزة الاستدامة من أبرز تغيرات عادات البحث عن سكن، ويعزى ذلك لعدة أسبابٍ، منها:
- زيادة الوعي البيئي، فمع انتشار المنصات والبرامج والعولمة، بات الأفراد أكثر وعيًا بالأثر السلبي للمساكن على البيئة من زيادة الانبعاثات الكربونية واستنزاف الموارد وغيرها، ما زاد من رغبتهم في التخفيف من هذا الأثر.
- كفاءة استخدام الطاقة، فالعقارات المستدامة غالبًا ما تكون أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، ما يقلل من التكلفة المالية
- تقليل تكلفة الصيانة والتكاليف التشغيلية من خلال استخدام مواد بناء مستدامة وعالية الجودة
- رفع مستوى الصحة والرفاهية للسكان، فغالبًا ما تكون العقارات المستدامة مصممة بتقنيات ترفع من جودة الهواء الداخلي، ما ينعكس إيجابًا على صحة السكان
- استخدام مواد البناء غير السامة، ما يقلل من المخاطر الصحية المرتبطة بالمواد الكيميائية الضارة
- القيمة السوقية، حيث أن المباني الصديقة للبيئة تكون في الغالب ذات قيمة سوقية أعلى وتحقق عوائد استثمارية أعلى
زيادة البحث عن العقارات الأكبر مساحةً
من التحولات في عادات البحث عن السكن التوجّه إلى العقارات الأكبر مساحةً، ويعود ذلك للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة، من بينها ظاهرة العمل عن بعد، حيث أسهمت في رفع الطلب على العقارات التي تحتوي على مساحات مخصصة كمكاتب منزلية. من الأسباب الأخرى تفضيل المساحات الخارجية، إذ يبحث الكثير عن منازل تضم حدائق أو شرفات أو تراسات، بسبب رغبتهم في الحصول على مساحة خارجية خاصة، وأخيرًا، يبحث كثير من المشترين عن مساحات يمكن استخدامها لأغراض متعددة، مثل غرف الضيوف التي يمكن تحويلها إلى مكاتب أو صالات رياضية وغيرها.
ارتفاع نسب البحث عن العقارات الريفية
نتابع الحديث عن التحولات في عادات البحث عن العقارات، لنصل إلى نقطة الطلب المتزايد على العقارات الريفية في السنوات الأخيرة، نظرًا لما توفره المناطق الريفية من أنشطة خارجية منوعة، مثل المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات، كذلك جودة الهواء بفعل المساحات الخضراء، التي بدورها تمنح السكان إطلالة طبيعية آسرة، ناهيك عن ارتفاع أسعار العقارات في المدن الكبرى، ما جعل العقارات الريفية خيارًا اقتصاديًا في متناول الأيدي.
تراجع البحث عن مساحات التخزين الكبيرة
مع التوجه العالمي نحو الديكورات البسيطة والتخلص من الإضافات غير الضرورية، قلّ الطلب على المساحات الكبيرة للتخزين مثل المستودعات والخزائن الواسعة والمجالس الكبيرة، فبدلاً من ذلك، يفضل الأفراد الآن حيل التخزين في المنازل صغيرة الحجم، ما يساعد على استغلال المساحة بشكل أمثل دون التسبب في فوضى.
تراجع الإقبال على المساحات المخصصة أو المغلقة
باتت المساحات المفتوحة خيارًا محببًا، لما تمنحه من شعورٍ إيجابي ورحابة أكبر، لا سيما في البيوت صغيرة المساحة، فالغرف المغلقة والمفصولة تجعل المساحة تبدو أكثر ضيقًا، وتصعب من استغلالها على النحو الأمثل. من الأمثلة على ذلك البحث عن البيوت التي ينفذ المطبخ فيها على غرفة المعيشة، ما منح لمسة عملية وأقل تكلفًا للمنزل.
وضعنا بين يديك أبرز التحولات في عادات البحث عن العقارات، التي باتت دراستها عاملًا أساسيًا لمعرفة توجهات الأفراد والاستجابة لها على أكمل وجه، ما يرفع من جودة سوق العقارات ويجعله أكثر مواكبة لتطورات العصر. إن كنت مهتمًا بمواضيع مشابهة، ألقِ نظرة على أفضل طرق التسويق العقاري الحديثة، التي تحقق نتائج رائعة في مدة زمنية أسرع من تلك المتعارف عليها في الطرق التقليدية، كذلك نوصيك بالتعرّف على خاصية مشاهدة العقارات افتراضيًا وأهم مزاياها.
ستجد مزيدًا من المقالات المنوّعة والمفيدة في مدوّنة ماي بيوت، المدوّنة العقارية الأولى من نوعها في الإمارات، فتفضّل بتصفّحها، ولا تتردد بالتواصل معنا عبر حيّز التعليقات، كما يمكنك الاشتراك في نشرة ماي بيوت الإخبارية، ليصلك كلّ جديدٍ حول المواضيع التي تهمّك أسبوعيًا.