تعرّف على تاريخ إمارة الشارقة
تعتبر إمارة الشارقة الثالثة بين مدن دولة الإمارات العربية المتحدة من حيث المساحة، وتتميز بأنها الوحيدة التي تقع شواطئ الشارقة على جانبيها من جهة خليج عُمان وساحل الخليج العربي، هذا وأُطلق على الشارقة لقب عاصمة الثقافة العربية في عام 1998، وذلك تبعاً للزخم الثقافي الذي تمتلكه، وعلى صعيدٍ آخر، نالت الشارقة جائزة منظمة اليونسكو كعاصمة الثقافة للعالم العربي في العام نفسه. كذلك حازت على لقب عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2014 ، فضلاً عن اعتبارها عاصمة السياحة العربية لعام 2015. إن كنت مهتماً بالتعرف على تاريخ امارة الشارقة العريق، ندعوك لمتابعة هذا المقال الذي سيستعرض سيرة تاريخية عن إمارة الشارقة بالإضافة إلى أبرز مراحل تطور التاريخ في الإمارة على مر العصور.
معلومات عن الشارقة
يتوفر العديد من مميزات العيش في إمارة الشارقة المتميزة بعراقتها وتاريخها الحافل بالإنجازات المتجسدة في أصالة ماضيها وثقافتها العربية والإسلامية الغنية، هذا وتمثل الصروح الثقافية والتعليمية في الشارقة مشهداً استثنائياً يجمع بين الحضارة والتمسك بالعادات والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال، أما بالحديث عن مساحة الإمارة، فهي تصل الى ما يقارب 2,590 كيلو متر مربع، أي ما يعادل 3.3% من إجمالي مساحة دولة الإمارات العربية المتحدة دون الجزر.
أصل التسمية
تعني كلمة الشارقة الشمس المشرقة. يعود تاريخ امارة الشارقة الى حوالي 6000 سنة، هذا وتشير الخريطة المرسومة من قِبل الجغرافي اليوناني الشهير بطليموس في وقت مبكر من أوائل القرن الثاني قبل الميلاد، إلى استيطان إحدى القبائل على أرض الشارقة، كما وتم ذكر الشارقة لأول مرة في عام 1490 في سجلات ومؤرخات مكتوبة للبحّار الشهير أحمد بن ماجد، حيث أبحر في مياه الخليج العربي.
عدد السكان
في عام 2012، بلغ عدد سكان إمارة الشارقة ما يقارب 1,171,097 نسمة، وذلك تبعاً لنتائج الدراسات التي أجريت في دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، وبحسب نتائج المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء في عام 2010، فقد بلغ عدد المواطنين الإماراتيين في الشارقة حوالي 153,365 نسمة، حيث بلغ عدد الذكور 78,818 نسمة، والإناث 74,547 نسمة.
تاريخ امارة الشارقة
كما ذكرنا سايقاً، يعود تاريخ إمارة الشارقة إلى أكثر من 6000 سنة، حيث كانت آنذاك مركزاً للتجارة والثقافة على مدى عقود، وفيما يلي سيرة تاريخية مبسطة عن إمارة الشارقة على مر العصور.
يعود تاريخ أول إنسان استقر على أرض المنطقة المسماة بالشارقة الآن وتحديداً على جبل فاية إلى حوالي 85000 سنة قبل الميلاد، هذا وتم العثور على عدة اكتشافات من خلال عمليات الحفر الأثرية التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري، وهي معروضة في الوقت الحالي في متحف الشارقة للآثار.
أدى المناخ المعتدل في الإمارة إلى زيادة نسبة هطول الأمطار، الأمر الذي ساعد في تحويل الصحراء القاحلة في مناطق الشارقة إلى سهول خصبة، مما أدى إلى ازدهار المدينة واستقرار المجتمعات البدوية، وعلى مدار آلاف السنين التي تلت ذلك، اعتمدت إمارة الشارقة على خيرات المحيط ليزدهر وينمو اقتصادها، وذلك من خلال صيد الأسماك وبناء المراكب البحرية والتجارة بأنواعها المختلفة.
جغرافية الشارقة
تقع إمارة الشارقة في قلب دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تعتبر من مدن الإمارات الشمالية، كما ولها حدود مع كافة مدن الإمارات الأخرى، بالإضافة إلى حدودها مع سلطنة عُمان.
تعتبر الشارقة المدينة الوحيدة في دولة الإمارات التي تطل بسواحلها على كلٍ من الخليج العربي من جهة الغرب وخليج عُمان من جهة الشرق، ويبلغ طول ساحلها الواقع على الخليج العربي حوالي 20 كيلومتر تقريباً، و 80 كيلومتر لجهة خليج عُمان.
تضم الإمارة مناطق ذات مساحات صحراوية شاسعة، حيث تتميز بكثبانها الرملية، ومن الأمثلة على تلك المساحات منطقة البداير، بالإضافة الى بعض المناطق الزراعية الأخرى، فضلاً عن عدد من الجزر، ومنها صير بو نعير وأبو موسى، هذا إلى جانب المحميات الطبيعية، ومنها محميات أشجار القرم ولا سيما غابات الأكاسيا وبساتين النخيل.
المناطق التابعة للإمارة
يتبع إمارة الشارقة عدداً من أبرز المناطق والمدن، ومنها:
- خورفكان: تعتبر مدينة خورفكان من أكبر المدن التابعة لإمارة الشارقة، وهي تقع على الساحل الشرقي وتعد مركزاً اقتصادياً هاماً، إذ تضم ميناء بحري
- كلباء: لا تزال منطقة كلباء محتفظةً بتاريخها الأصيل وبحصونها القديمة ومتاحفها الفريدة حتى يومنا هذا
- دبا الحصن: تتألف منطقة دبا الحصن من ثلاث حواضر ساحلية تتبع إحداها لإمارة الشارقة، حيث ترتفع الجبال في المنطقة إلى حوالي 2,000 متر
- الذيد: تعتبر الذيد ثالث أكبر مدن إمارة الشارقة، كما وأنها المنتج الرئيسي للخضروات والفواكه التي تباع في شتى أرجاء الدولة
التاريخ الثقافي والفني لإمارة الشارقة
شهدت إمارة الشارقة على مر السنوات الماضية نمواً وتطوراً هائلاً في المجال الثقافي والفني، الأمر الذي جعل منها مركزاً للثقافة والفنون، هذا وقد ازدهر القطاع الثقافي في الإمارة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم إمارة الشارقة وعضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة. تم تسمية الإمارة بالعاصمة الثقافية للعالم العربي من قبلِ اليونسكو في عام 1998، وذلك تقديراً للتوجه الثقافي الذي أولاه سموه لهذه الإمارة الغنية ثقافياً.
اختارت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في عام 2014 إمارة الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية، وذلك تقديراً لمشاركتها في ندوات ومؤتمرات في المجال الثقافي محلياً وعربياً وإسلامياً، أما في عام 2015، فقد نالت الشارقة لقب عاصمة السياحة العربية.
نظراً لتطور مجال الإعلام في هذه الإمارة والسعي الدؤوب لتشجيع المحتوى الثقافي والفكري للمادة الإعلامية، تم اختيار إمارة الشارقة كعاصمة للصحافة العربية لعام 2016، كما وتم اختيارها عاصمة عالمية للكتاب في عام 2019، حيث جاء ذلك تقديراً لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة، واليوم تفخر الإمارة باعتبارها موطناً لعدد هائل من متاحف الشارقة المعروفة على مستوى في دولة الإمارات العربية المتحدة.
العائلة الحاكمة
تولى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الحكم في الشارقة في 25 يناير عام 1972، ليصبح بذلك الحاكم الثامن عشر لإمارة الشارقة من حكم القواسم الذي يعود للعام 1600 ميلادي، أما بالحديث عن نواب حاكم الإمارة، فهم سمو الشيخ أحمد بن سلطان القاسمي وسمو الشيخ عبد الله بن سالم بن سلطان القاسمي وسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد ونائب حاكم الشارقة.
بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا لليوم، نأمل أن نكون قد وفرنا لك دليل كامل عن تاريخ امارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، يمكنك التعرف على مجموعة متنوعة من المواضيع الترفيهية والاجتماعية الأخرى عبر مدونة ماي بيوت، المدونة العقارية الأولى باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة. كذلك يمكنك التعرف على تاريخ الشعر في الإمارات. في حال راودتك أي استفسارات أو ملاحظات، يرجى التواصل معنا من خلال حيّز التعليقات أسفل الصفحة.