تاريخ الشعر في الإمارات
يعود تاريخ الشعر في حضارتنا العربية إلى قديم الزمان، حيث برع العديد من العرب في كتابة الشعر وإنشاده، وما زالت معلقاتهم وأشعارهم خالدة إلى يومنا هذا، وهي تشهد على تفوقهم في هذا المجال. شكّل الشعر الشعبي في الماضي مرآةً لمجتمع الإمارات من مختلف النواحي، بما في ذلك الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والدينية، وهنالك شعر اماراتي قديم بمختلف الأنواع ولمختلف المناسبات، حيث كان الشعر على مر الزمن بمثابة سجلٍ للأحداث التاريخية والقضايا العامة التي كانت تواجه المجتمع في تلك الفترة. تختلف أنواع الشعر التي كتبها الشعراء الإماراتيون عبر السنين، فهنالك من كتب شعر عن التراث الاماراتي، وآخر كتب شعر اماراتي بدوي، أما البعض الآخر فاختار كتابة شعر اماراتي وطني، بالإضافة إلى الشعر النبطي الاماراتي الذي سنتحدث عن تاريخه بشكل مفصّل في هذا المقال.
شعر اماراتي نبطي
يمتاز الشعر الاماراتي القديم بكونه من أبرز مظاهر السمو الثقافي والإبداع، حيث أتقن الإماراتيون فن تأليف وإلقاء وإنشاد الشعر، واستخدموه للتعبير عن وجدانهم وعن تفاصيل حياتهم اليومية. يعتبر الشعر الشعبي الاماراتي، الذي يسمى أيضاً بالشعر النبطي، من أهم ما امتاز به المبدعون القدماء، وقد كان الوسيلة الإبداعية المفضلة لدى سكان الإمارات في الفترات التاريخية السابقة. بالإضافة إلى البلاغة اللغوية والرونق الخاص الذي يتمتع به هذا الشعر، فقد ساعدنا أيضاً في التعرّف على العديد من الأحداث التاريخية القديمة التي سردها الشعراء آنذاك، ولا يزال العديد من الناس يتوارثون شعر نبطي اماراتي أباً عن جد إلى يومنا هذا، ويتنافس الشعراء المعاصرون أيضاً في مسابقات عديدة للمحافظة على إرث الشعر وتخليده كثقافة لا يمكن الاستغناء عنها، ومن أشهر هذه المسابقات مسابقة “شاعر المليون” الشهيرة التي تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي، وهي الأكبر في العالم على صعيد المسابقات والجوائز الشعرية والأدبية.
استلهم العديد من الإماراتيين أجمل الأغاني والألحان من قراءة شعر شعبي اماراتي قديم، حيث تتنوع أنماطه البنائية ورسائله التعبيرية، ومن أفضل الأمثلة على الإبداع في كتابة الشعر النبطي الإماراتي الغني، نستذكر قدرة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على نظم الشعر بشكل عام والشعر النبطي بشكل خاص، فقد تعلّم العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة منذ صغره، واشتهرت أقوال الشيخ زايد طيب الله ثراه بجمالها وأصالتها التي لا توصف. كذلك، اهتم الشيخ زايد بالشعر والشعراء بشكلٍ كبير، وحرص على عرض أعمالهم في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، الأمر الذي دفع العديد من فئات المجتمع إلى الاهتمام بقراءة شعر اماراتي تراثي والاطلاع على شعر بدوي اماراتي بشكل أوسع. من أشهر وأفضل الشعراء الإماراتيين في هذا المجال، نذكر أيضاً سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، والأديب الشهير مبارك بن سيف الناخي، وننصحكم بالاطلاع على أشعارهم الرائعة.
شعر اماراتي حديث
عند الحديث عن شعر اماراتي حديث، بشقيه التفعيلة والحر المنثور، ظهر العديد من الشعراء الإماراتيين، منهم جعفر الجمري، وحبيب الصايغ، وإبراهيم محمد إبراهيم، وميسون القاسمي، وظبية خميس وغيرهم العديد، إذ يصعب إحصاء الشعراء الموهوبين الذين أنجبتهم أرض الإمارات. لا تقل أهمية الشعر الإماراتي الحديث عن نظيره البدوي القديم، إذ يمتاز الشعراء حالياً بالبلاغة والذوق الرفيع، ويمكننا رؤية ذلك من خلال القصائد المميزة التي قاموا بتأليفها لمختلف المناسبات الوطنية والاحتفالات الشعبية، مثل شعر عن الجيش الاماراتي أو شعر عن يوم العلم الاماراتي أو شعر لعيد الاتحاد الاماراتي أو شعر عن اليوم الوطني الاماراتي وغيرها الكثير.
حالياً، تنتشر المؤسسات المتخصصة والمهتمة بالشعر الشعبي في الإمارات، مثل أكاديمية الشعر، ومركز الشارقة للشعر الشعبي، وبيت الشعر أبوظبي، ونادي تراث الإمارات، وندوة الثقافة والعلوم في دبي، ومركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في دبي، ورابطة أديبات الإمارات في الشارقة، وهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، مما يمنح هذا النتاج الثقافي والأدبي مكانةً رفيعة في الدولة ويحافظ على تاريخه وتراثه شامخاً.
في النهاية، ننصحك بالاطلاع على شعر اماراتي بمختلف أنواعه إن كنت من محبي الأدب والتراث الغني. تعرّف أيضاً على دور النشر في دولة الإمارات العربية المتحدة و باقة من المكتبات المطورة في ابوظبي، بالإضافة إلى روايات إماراتية مميّزة ننصحك بقراءتها، واقرأ العديد من المواضيع الأخرى المتنوعة في ماي بيوت، المدونة العقارية والاجتماعية الأولى باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة. لأي استفسارات أو اقتراحات، تفضلوا بالتواصل معنا من خلال حيّز التعليقات أسفل الصفحة.