احتفالات الإمارات باليوم الوطني البحريني
منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام 1981، حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على أن تكون عضوًا فاعلًا يعزز روابط الأخوة والتعاون بين دول المجلس، وقد عمل قادة الإمارات عبر العقود الماضية على تعزيز العلاقات التجارية والسياسية مع الدول الأعضاء، إضافة إلى تسهيل التنقل ومنح مواطني تلك الدول مزايا حصرية تشابه حقوق المواطنين الإماراتيين. في هذا الإطار، تعكس احتفالات الإمارات بالأعياد الوطنية لشقيقاتها من دول الخليج عمق الانتماء الخليجي وروح القومية، ومع اقتراب اليوم الوطني البحريني الثالث والخمسين، تبادر الإمارات كعادتها للاحتفاء بهذه المناسبة من خلال تنظيم فعاليات تعكس التلاحم بين الشعبين وتعزز العلاقات المشتركة، وفي هذا المقال، سنأخذك في جولة للتعرف على أبرز مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة المميزة.
لمحة عن العلاقة بين الإمارات والبحرين
تجسّد العلاقة بين الإمارات والبحرين معاني الإخاء والتعاضد والحرص على المصالح المشتركة، ولعلّ ما أسهم في تقوية تلك العلاقات وتطورها الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بين البلدين ، إضافةً إلى ما يجمع بين البلدين من روابط مشتركة، سواء في إطار مجلس التعاون الخليجي، أو في الإطارين العربي والإسلامي، ونذكر أن لكلٍ من الدولتين سفارة رسمية على أرض الأخرى، حيث تقبع سفارة الإمارات العربية المتحدة في المنامة، في حين تقع سفارة البحرين في أبوظبي.
أرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه –، والمغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة – طيب الله ثراه – دعائم العلاقات بين البلدين الشقيقين، حيث آمن القائدان بأهمية العمل على ترسيخ التلاحم والتكاتف بينهما، من خلال العديد من الزيارات المتبادلة في سبيل تعزيز أواصر العلاقات الثنائية، أما منذ عام 2000، بدأت العلاقات بين الدولتين تتخذ منحىً جديدًا وآفاقًا أكثر رحابةً؛ ذلك بفضل تشكيل اللجنة العليا المشتركة بينهما، التي تتولى تنفيذ الرؤى الاستراتيجية لقيادة البلدين بهدف مواجهة التحديات في المنطقة، وتعزيز العلاقات السياسية والعسكرية والتجارية والثقافية في إطار كيان قوي متماسك.
من الجدير بالذكر توقيع الدولتين على اتفاقيات ومذكرات تفاهم ومشاريع عديدة تحقّق مصالحهما المشتركة، وعلى رأسها مذكرة تفاهم في المجال الزراعي والثروات المائية الحية ومذكرة استكشاف واستخدام الفضاء للأغراض السلمية، فضلاً عن بروتوكول تعاون في البحوث والتراث بين مركز زايد للدراسات والبحوث ونادي تراث الإمارات ومركز عيسى الثقافي واتفاقية دراسة تطوير مشاريع الطاقة المتجددة، ومشروع القمر الاصطناعي المشترك وغيرها الكثير.
إضافة لما سبق، تعكس الزيارات المتبادلة بين البلدين على مختلف المستويات عمق الروابط الأخوية التي تجمعهما، وتؤكد الأسس المتينة التي ترتكز عليها علاقاتهما المبنية على المصير المشترك، وما تشهده من تطور ونمو مستمر في شتى المجالات، ولا شك أن التراث الثقافي المشترك بين الإمارات والبحرين، سواء في الفنون والآداب أو الارتباط الوثيق بالبر والبحر، إلى جانب العادات والتقاليد، يلعب دوراً بارزاً في صياغة هوية ثقافية متجانسة تجمع شعبيهما وشعوب منطقة الخليج العربي بأكملها.
نبذة عن اليوم الوطني للبحرين
بعد إعلان البريطانيين انسحاب قواتهم شرقي السويس في أوائل الستينات، تم توقيع معاهدة صداقة في عام 1971 مع بريطانيا، لتكون البداية لإعلان أهم حدث في تاريخ مملكة البحرين، وهو الاستقلال التام لها ولشعبها بعد فترات حكم طويلة تعاقبت عليها دول وقبائل على مدى سنين طويلة، وإعلان المنامة عاصمةً لها.
يوافق اليوم الوطني البحريني 16 ديسمبر من كل عام، كذلك يوافق ذكرى تسلّم الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، مقاليد الحكم في المملكة، وانطلاق مسيرة البناء والتنمية الحضارية في البحرين لتشمل جميع مناحي الحياة. يعتبر الشعب البحريني اليوم الوطني لمملكة البحرين فرصة للتعبير عن وطنيتهم وسعادتهم وفخرهم بهذه المملكة العظيمة، ويحتفل جميعهم كبارًا وصغارًا بفخر في هذه المناسبة رافعين علم دولتهم ليرفرف في سماء الدولة عاليًا.
إلى جانب ذلك، تنطلق العديد من الفعاليات الرائعة والألعاب النارية والرقصات الشعبية والكرنفالات وغيرها الكثير، والتي تستمر خلال شهر ديسمبر بأكمله، إذ تُعتبر هذه المناسبة رمزاً للتلاحم بين القيادة والشعب، وتُبرز الإنجازات التي حققتها البحرين في مختلف المجالات، مثل التعليم، والصحة، والتنمية الاقتصادية، وتوطيد العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة. تجدر الإشارة إلى أن 15 ديسمبر هو التاريخ الفعلي الذي استقلت فيه البحرين عن بريطانيا؛ إلا إنها اختارت 16 ديسمبر كيومٍ للاحتفال وعطلةٍ وطنيةٍ.
احتفالات اليوم الوطني البحريني في الإمارات
أما بالحديث عن فعاليات اليوم الوطني البحريني في الإمارات، فتشارك الإمارات شقيقتها الفرح من خلال الرقصات الشعبية والمهرجانات البهيجة، فضلًا عن تزيين الشوارع وإضاءة المعالم البارزة والأبراج الشاهقة بألوان العلم البحريني، إلى جانب المظاهر الاحتفالية في مطارات الدولة واستقبال الزوار البحرينيين القادمين إلى الإمارات بالورود والهدايا التذكارية والعديد من الفعاليات والأنشطة الأخرى، فليس هذا غريبًا على الإمارات التي ترفع دائماً شعار التسامح والسعادة على أرضها الحبيبة.
علاوةً على ذلك، إن كنت تسكن في الإمارات، بإمكانك السفر من الإمارات إلى البحرين برًا والاستمتاع بالفعاليات والاحتفالات والأنشطة التي تقيمها البحرين في عيد الوطني البحري. إليك لمحة عن مظاهر الاحتفال التي تعم البحرين كلّ عامٍ::
- الخصومات والتخفيضات في مختلف الأسواق ومراكز التسوق
- الحفلات الغنائية لنجوم الفن والغناء الخليجي
- الحفلات والاستعراضات الشعبية البحرينية في المراكز والأماكن العامة
- عروض الألعاب النارية
- المسرحيات والعروض الوطنية
- المهرجانات الموسيقية والكرنفالات وعروض الليزر
- انتشار ألوان العلم المبهجة في الشوارع
- العروض على المطاعم والإقامة في الفنادق
نختتم مقالنا حول احتفالات الإمارات في اليوم الوطني البحريني، ونزفّ للبحرين الشقيقة أسمى آيات التهنئة بهذة المناسبة الوطنية الهامّة، أما إن كنت مهتمًا باستكشاف المزيد حول الاحتفالات الوطنية في الإمارات، لا تفوّق الاطّلاع على احتفالات اليوم الوطني السعودي في دبي، الذي يوافق 23 من سبتمبر كل عامٍ، وفيه يتزين برج خليفة بألوان العلم السعودي، كذلك نوصيك بالتعرُّف على اليوم الوطني الإماراتي؛ تاريخه ومظاهر الاحتفال به والمزيد من المعلومات الشائقة.
ستجد المزيد من المقالات المنوّعة والمفيدة في ماي بيوت، المدوّنة العقارية الأولى من نوعها في الإمارات، فتفضّل بتصفّحها، ولا تتردد بالتواصل معنا عبر حيّز التعليقات، كما يمكنك الاشتراك في نشرة ماي بيوت الأسبوعية، ليصلك كلّ جديدٍ حول المواضيع التي تهمّك.