الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. أسمى صور الإنسانية والعطاء
لدولة الإمارات العربية المتحدة مسيرةٌ مشرّفةٌ تُباهي بها الأمم قاطبة، فلا نظير لها فيما وصلت إليه من سبقٍ تكنولوجيٍ وعمرانيٍ، وما أوجدته من منظومةٍ إداريةٍ تستشرف المستقبل، وتعلي شأن كلّ فردٍ يسكن أرضها، باعتبار الإنسان الثروة الحقيقة والغاية الأسمى. في ضوء ما سبق، لم تكن تلك المسيرة لتكتمل لولا الجهود العظيمة التي بذلتها القيادة الحكيمة للدولة، فلكلّ حاكمٍ بصمةٌ وأثرٌ لا ينمحيان، ولا زال العالم بأسره يشيد بتلك الشخصيات الرائدة، ويتخذها أنموذجًا في المساعي التطويرية لشتّى المجالات. في هذا المقال، نتحدث عن سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان -حفظه الله-، ونتناول مسيرته التي يتجلّى فيها حرصه على توفير الحياة الكريمة لشعبه في المقام الأول، فتابع معنا.
نبذة عن حياة سمو الشيخ محمد بن زايد
نبدأ الحديث عن سموّه بالإشارة إلى أنه رجل السلام الأول، فقد حقق الإنجازات واحدًا تلو الآخر في سجل الإنسانية، وتمكن من احتواء العديد من النزاعات وبث التسامح والأمل على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، فلطالما تمركز في قلبه الحب الكبير لشعب الإمارات والقاطنين فيها، حيث يحمل هذا القائد الملهم هم الوطن والمواطنين والمقيمين، وقد نذر نفسه لخدمة وطنه والمضيّ به إلى أعلى الرُتَب.
بالإجابة على سؤال متى ولد الشيخ محمد بن زايد؟ ولد شيخ محمد بن زايد في 11 مارس 1961 في إمارة العين، اسمه الكامل هو محمد بن زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان بن فلاح بن ياس، وهو الابن الثالث للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله-، ووالدته الشيخة فاطمة بنت مبارك الكتبي.
يعتبر حب الخير من أبرز صفات الشيخ محمد بن زايد -رعاه الله-، وقد كان سباقًا في مد يد العون وتقديم المساعدات على مستوى العالم، وله دور بارز في دعم القطاعين الصحي والتعليمي في الدول الفقيرة.
مرحلة الدراسة
تنقّل سموّه بين إمارتي أبوظبي والعين إلى أن أتمّ تعليمه الثانوي، والتحق بمؤسسات تعليمية في الدولة وفي المملكة المتحدة، كما أن لسموّه خلفية عسكرية، فقد التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا وتخرّج منها عام 1979، وهناك تلقّى سموّه تدريبات على سلاح المدرّعات والطيران العمودي والطيران التكتيكي والقوات المظلّية، ومن بعدها انضم إلى دورة الضباط التدريبية في إمارة الشارقة.
يُذكر أن عالم الإخوان المسلمين مصري المولد عز الدين إبراهيم قام بالإشراف على تعليم سموّ الشيخ في نشأته، كما يُروى أنه عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، أرسله والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- للدراسة في المغرب، حيث أُعطي جواز سفرٍ باسمٍ غير اسمه لئلّا يتم الاعتراف بوضعه الملكيّ، وهناك، عمل سموّه نادلًا في مطعم وتحمّل المسؤولية واعتنى بنفسه بشكل كاملٍ.
ما بعد الدراسة
تدرّج سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان -حفظه الله- في المناصب، إلى أن تولّى حكم أبوظبي، فرئاسة دولة الإمارات في 14 مايو عام 2022. بدايةً، شغل سموّه منصب ضابط في الحرس الأميري التابع لقوات النخبة، ثم طيار في القوات الجوية، فمناصب أخرى انتهت بتسلّمه القيادة العليا للقوات المسلّحة عام 2005.
أمّا عن المناصب التشريعية والسياسية والاقتصادية التي تولّاها سموّه، فشملت كلًا من:
- ولي عهد إمارة أبوظبي – نوفمبر 2004
- رئيس المجلس التنفيذي – ديسمبر 2004
- نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة – يناير 2005
- رئيس المؤسسات التالية:
- مكتب برنامج التوازن الاقتصادي (الأوفست) – 1992
- شركة مبادلة للتنمية – 2002
- مجلس أبوظبي للتعليم – 2005
- المجلس الأعلى للبترول – حتى الآن
- جهاز أبوظبي للاستثمار – حتى الآن
عائلة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
نذكر أدناه أفراد عائلة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان -رعاه الله-، ممثلةً بزوجته وأبنائه:
زوجة الشيخ محمد بن زايد
الشيخ محمد بن زايد متزوج من سمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، ولديهما أربعة أولاد وخمس بنات.
ابناء الشيخ محمد بن زايد
إليك قائمة أبناء الشيخ محمد بن زايد -رعاه الله-:
- الشيخة مريم بنت محمد آل نهيان
- الشيخ خالد بن محمد آل نهيان
- الشيخة شمسة بنت محمد آل نهيان
- الشيخ ذياب بن محمد آل نهيان
- الشيخ حمدان بن محمد آل نهيان
- الشيخة فاطمة بنت محمد آل نهيان
- الشيخة شما بنت محمد آل نهيان
- الشيخ زايد بن محمد آل نهيان
- الشيخة حصة بنت محمد آل نهيان
لمحة عن إنجازات سمو الشيخ محمد بن زايد
تنوّعت إسهامات سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان -رعاه الله-، فشملت كافة المجالات والأصعدة، بما يحقق مصلحة الدولة وساكنيها، وينمّ عن رؤية سموّه الثاقبة وقيادته الرشيدة. إليك أبرز تلك الإنجازات:
المجال العسكري
ساهم سموّه في تطوير القوات المسلحة لدولة الإمارات، بتوجيهاتٍ من المغفور لهما الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث حرص سموّ الشيخ على تعزيز التخطيط الاستراتيجي والهيكل التنظيمي والقدرات الدفاعية، ما وضع القوات المسلحة الإماراتية في الصدارة، وجعلها مؤسسة رائدة على المستوى العالمي.
مجال التعليم والبحث العلمي
أظهر سموّه اهتمامًا بالغًا بالتعليم والبحث العلمي، وقد تجلّى في الإسهامات الآتية:
- إصدار منحة تشجيعية للطلاب عام 2011 تحت اسم “منحة الشيخ محمد بن زايد للتعليم العالي”
- إصدار قرار بإنشاء معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني
- إنشاء العديد من المدارس على مستوى الدولة
- إطلاق مبادرة لتعزيز التربية والتعليم وترسيخ الأخلاقيات والمبادئ والقيم السامية
- إنشاء فروع لجامعات عالمية في أبوظبي، في طليعتها جامعة السوربون في أبوظبي، وجامعة نيويورك في أبوظبي
- توفير أحدث وسائل التعليم والبحث العلمي، لتحسين مخرجات التعليم ومواكبة التطور الحضاري
- تفعيل مشاركة الطلاب وأولياء الأمور في عمليات التقييم
- التنسيق مع المؤسسات التعليمية الدولية لتبادل المعرفة والمبادرات المبتكرة
المجال الاقتصادي
كان لسموّه دور محوري في التحول الاقتصادي الذي شهدته إمارة أبوظبي على مدى العقود الثلاثة الأخيرة، وإليك أهم إسهاماته في المجال:
- ترأس مجلس التوازن الاقتصادي لتنفيذ الاستثمارات من خلال إقامة مشاريع ذات جدوى في مختلف القطاعات التي تساعد على تنويع اقتصاد دولة الإمارات
- تأسيس شركة مبادلة للتنمية في العام 2002 لتكون أحد الأذرع الاستثمارية الرئيسية لحكومة إمارة أبوظبي، وتسهم في تحقيق منافع اجتماعية واقتصادية مستدامة للإمارة
- ترسيخ مكانة الدولة في مشهد الاقتصاد العالمي، ودعم المبادرات والبرامج العالمية التي تستهدف تعزيز وتنمية اقتصادات العالم
المجال البيئي
لطالما كانت القضايا البيئية محط اهتمامٍ ورعايةٍ لسموّه، ونذكر أدناه بعض جهوده المبذولة للحفاظ على البيئة:
- المساهمة في حماية الصقور وطيور الحبارى وظباء المها العربي داخل دولة الإمارات وخارجها
- تأسيس هيئة البيئة في أبوظبي
- منح حكومة أبوظبي 15 مليار دولار لصالح مبادرة “مصدر” الرائدة في مجال الطاقة البديلة والمتجددة
- تأسيس صندوق لدعم المبادرات ذات الصلة بالمحافظة على الكائنات الحية
فئة الشباب
أولى سموّه عنايةً كبيرةً بفئة الشباب، فرؤيته تقوم على الاستثمار في الإنسان وتمكينه ورفده بمختلف الوسائل التي تعينه على النجاح والتقدُم، ونتناول أدناه بعض الإسهامات في هذا المجال:
- إنشاء مجالس شعبية تحت اسم “البيت متوحد”، بهدف مساعدة أبناء الوطن وحل مشاكلهم الاجتماعية وقضاياهم الوطنية، وإعانة الفئات محدودة الدخل وتوطيد العلاقات بين الأفراد
- إنشاء مساكن للشباب ولعامّة الشعب، إلى جانب الطرق الجديدة والمستشفيات العامّة والمراكز الصحية والخدمية
- عدم إلزام الشباب بالتطوع، ليخرج من بوتقة الإلزامية ويغدو ثقافة وطنية
لسموّه أيضًا إنجازاتٌ عظيمة في العمل الإنساني محليًا وإقليميًا وعالميًا، كذلك تعزيز الأخوة الإنسانية ومدّ جسور التواصل والسلام بين الشعوب، ناهيك عن اهتمامه بأجيال المستقبل واستدامة الموارد بما يخدمها ويحقق مصلحتها.
إلى هنا نختتم دليلنا الشامل حول مسيرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان -حفظه الله ورعاه-، حيث ذكرنا لمحةً عن حياة سموّه وتعليمه، فضلًا عن أفراد عائلته وإنجازاته على مختلف الأصعدة. إن كنت مهتمًا بالاطّلاع على سِيَر المزيد من الشخصيات الحاكمة في الإمارات، اقرأ عن سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم -حفظه الله-، نائب رئيس الدولة حاكم إمارة دبي ورئيس مجلس الوزراء، كما نوصيك بالتعرُف على لمحاتٍ من حياة الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان -طيّب الله ثراه- ومسيرته المشرّفة.
ستجد المزيد من المقالات المنوّعة والمفيدة في مدوّنة ماي بيوت، المدوّنة العقارية الأولى من نوعها في الإمارات، فتفضّل بتصفّحها، ولا تتردد بالتواصل معنا على الدّوام، سيكون من دواعي سرورنا الرّد على جميع تعليقاتك واستفساراتك من خلال حيّز التعليقات أسفل الصفحة.