الإمارات الأولى عالمياً في مجال التعايش السلمي بين الجنسيات
جميعنا نعرف قصة الأب الذي أراد أن يوضح لأبنائه العبرة من مقولة “في الاتحاد قوة وفي التفرق ضعف”، وذلك عن طريق الاستعانة بأعوادٍ من الخشب التي انكسرت متفردة، وكانت قوية ومتينة مجتمعة. جسدت دولة الإمارات العربية المتحدة هذه القصة بأبهى صورة، إذ لم يقتصر التلاحم والاتحاد على أبناء شعبها الإماراتيين فقط، بل كان للمقيمين في الدولة دورٌ أيضاً في هذا التعاضد الذي يرتكز على التآخي وتقبل الآخر. تحتضن دولة الإمارات أكثر من 200 جنسية على أرضها، ويقدم المواطنون والمقيمون في الدولة نموذجاً يحتذى به للتلاحم و التعايش السلمي في الامارات مما أهل الدولة لحصولها على المرتبة الأولى عالمياً في مجال التعايش. نضع بين أيديكم هذه المقالة التي تسلط الضوء على الأسباب التي جذبت الأجانب من حول العالم للعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة.
التعايش السلمي في الامارات
تتنوع مظاهر التعايش السلمي والتسامح الإنساني في دولة الإمارات والتي تأسست على يد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آن نهيان، طيب الله ثراه، فقد وضع سموه على عاتقه مسؤولية كل من المواطنين والوافدين القاطنين في الدولة، وكان الأب الحاني لكل من وطأت قدمه أرض دولة الإمارات العربية المتحدة. امتدت مبادرات العطاء في زمن المغفور له الشيخ زايد لتصل بيوت المواطنين والمقيمين على حدٍ سواء، وكان التعليم آنذاك مجانياً لكل سكان الدولة. سارت القيادة الرشيدة على نهج الشيخ زايد رحمه الله في التعايش السلمي في دولة الامارات لتصل الدولة إلى ما وصلت إليه الآن.
أسباب نجاح التعايش السلمي في الامارات
قوانين الدولة
نجد التعايش السلمي والتسامح الإنساني في فكر القيادة السياسية لدولة الإمارات من خلال الاطلاع على قوانينها التي تدعم الاحترام والسلام بين الأفراد، وتضمن حصول كل فرد على حقوقه في العيش ضمن بيئة آمنة وخالية من مظاهر الازدراء. تُجبر قوانين الإمارات المجتمع على احترام الاختلافات الدينية، بل وتتيح لكل طائفة ممارسة طقوسها الدينية في دور العبادة في الدولة، كما لا يسمح الخوض في الأمور الدينية والعرقية، وعدم التساهل مع من يخالف ذلك.
وعي أفراد المجتمع
تعتبر دولة الإمارات عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات العالم أجمع، مما أدى إلى حدوث تنوع ثقافي غني بالعادات والتقاليد المختلفة. ساعد قانون التعايش السلمي في الامارات الذي يجمع أسمى مفردات الحب والسلام والتسامح في خلق شعب متقارب ومتعاون على الرغم من اختلافاتهم الدينية والعرقية، مما زاد وعي أفراد المجتمع حول تقبل الآخرين.
بيئة مثالية
يعزو سبب التعايش السلمي المجتمعي في الإمارات إلى النظرة الإيجابية والمتفائلة التي ينظر بها أفراد المجتمع الإماراتي إلى الحياة، وتنبع هذه النظرة الإيجابية من البيئة المثالية التي توفرها الدولة للمواطنين والمقيمين. إذ تعتبر دولة الإمارات من الدول التي تعمل جاهدة لتسهيل جميع الإجراءات في الدولة، واستطاعت كافة المؤسسات والقطاعات الحكومية تطبيق أعلى معايير الجودة وتقديم خدمات رفيعة المستوى.
انفتاح ثقافي
نلامس في الدول الغربية انغلاق الطوائف لتكون كل منطقة مخصصة لعرق أو جنسية معين، إذ نجد أحياءً تجمع إما الآسيويين أو العرب أو الأفريقيين فقط. لا ينطبق هذا الأمر على دولة الإمارات، إذ تعتبر جميع المناطق متاحة لعيش الأفراد من كافة الجنسيات، وتجد في المبنى الواحد مزيجاً ثقافياً يمنح الروح لمسة حيوية. هذا وتتفاخر المدارس بأنها تحتضن الطلاب من كافة الجنسيات، بل ويرغب الأهل بتسجيل أبنائهم في تلك المدارس حتى يتسنى لهم الاطلاع على الثقافات الأخرى.
دور العبادة في دولة الإمارات
تقوم دولة الإمارات بتطبيق أهم بند من بنود الدين الإسلامي وهو التسامح والسلام، ومن باب تطبيق التعايش السلمي في الاسلام تبرعت الحكومة بعدد من الأراضي للطوائف الدينية المختلفة لبناء الكنائس والمعابد في الإمارات لشتى الطوائف والديانات.
حضارة الدولة
يعتبر التسامح السلمي من السمات التي تتمتع بها الشعوب التي وصلت إلى أسمى مراحل التحضر، إذ يعتبر التعصب والعنف من الصفات السيئة التي لا تمت للحضارة بصلة. استطاعت دولة الإمارات أن تحجز مقعداً بين صفوف الدولة المتقدمة لما تحمله من رسالة سامية ملؤها المحبة والسلام، وتمكنت من انتشال الصورة السيئة عن العرب والمسلمين في أذهان الغرب، ورسم صورة حقيقة عن دين السلام والمحبة.
الشعب الإماراتي
يعتبر الشعب الإماراتي طيباً بفطرته، ويتحلى بصفات التسامح والكرم وهي من أهم الصفات التي تدعم التعايش السلمي والتسامح الإنساني في دولة الإمارات، وكما قال القدماء بأن “من عاشر قوماً 40 يوماً صار منهم” يمكننا القول أن لهذا الشعب النقي تأثير جيد على صفات المجتمع.
هكذا نكون قد عرضنا عليكم تقرير عن التعايش السلمي في الامارات العربية المتحدة، وسلطنا الضوء على أهم الأسباب التي دعمت هذا الأمر. اقرأ أيضاً مقال حب الإمارات الذي يعرض السلوكيات والواجبات التي تقع على عاتق أفراد المجتمع، فضلاً عن مراكز محاربة التطرف في الإمارات. للمزيد من المواضيع المنوعة الأخرى تابع مدونة ماي بيوت المدونة العقارية الأولى باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة.